تُعدّ رعاية الإحالة خطوة هامة في الإدارة العلاجية للطفل المريض.
يتمثل أحد الجوانب الرئيسية للتدريب على الإدارة المتكاملة لصحة الطفل في تدريب مقدم الرعاية الصحية الأولية على التعرّف على الأطفال الذين يعانون من حالات مرضية وخيمة، ويحتاجون إلى علاج عاجل بالمستشفى. وهذه الحالات تعتبر حالات طوارئ طبية في هذا المستوى من النظام الصحي.
العلاج السابق للإحالة
لذلك يُدَرَّب مقدم الرعاية الصحية على التدبير العلاجي السابق للإحالة أو العلاج العاجل حسب الحاجة، للحد من التأخير في بدء العلاج في موقع الإحالة بسبب الوقت الطويل الذي قد تستغرقه عملية الإحالة. وكثير من وفيات الحالات الخطيرة تحدث في الواقع في الطريق إلى المستشفى أو خلال الساعات الأربع والعشرين الأولى من العلاج بالمستشفى.
ويضطلع مقدم الرعاية أيضاً بدور هام في تقديم المشورة والدعم لمن يرعون الأطفال المرضى، وفي توضيح الحاجة إلى أخذ الطفل إلى المستشفى دون إبطاء، وفي التغلب علي الحواجز الثقافية القائمة.
تقييم الفرز في حالات الطوارئ
إن تقييم الفرز في حالات الطوارئ - للكشف السريع عن الأطفال المرضي عند وصولهم إلى المستشفى - وتقييم العلاج هو أحد المجالات الرئيسية لإدارة الإحالة. كما أعدت منظمة الصحة العالمية دورة تدريبية بشأن "تقييم حالات الطوارئ ومعالجتها".
وقد أُكِدَّ على هذا المجال أيضاً في المبادئ التوجيهية للرعاية على مستوى الإحالة الأولي في البلدان النامية، بما يتماشى مع نهج الإدارة المتكاملة لصحة الطفولة لرعاية المرضى الخارجيين، الذي وضعته منظمة الصحة العالمية كدليل مرجعي "التدبير العلاجي للطفل الذي يعاني من عدوى خطيرة أو سوء تغذية وخيم". وقد ترجم المكتب الإقليمي الوثيقة إلى اللغة العربية لإتاحتها لجمهور أوسع في الإقليم.
والهدف من ذلك هو توفير العلاج الفوري الطارئ عند الاقتضاء، وإعطاء الأولوية للحالات الوخيمة على المرضى الآخرين المنتظرين، وتمييز حالات الطوارئ والحالات ذات الأولوية من تلك التي لا تحتاج إلى رعاية عاجلة.
كما أعدَّت منظمة الصحة العالمية دليلاً بحجم الجيب عن رعاية الأطفال في المستشفيات من أجل رعاية المرضى الداخليين للأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال في المستشفيات الصغيرة في البلدان ذات الموارد المحدودة. وقد ترجم الكتاب إلى أكثر من 20 لغة.
الفرز والتقييم والعلاج في حالات الطوارئ للأطفال: رعاية الأطفال المصابين بأمراض خطيرة
مشاكل الطفولة الخطيرة في البلدان ذات الموارد المحدودة
عندما تكون الإحالة غير ممكنة
يصبح الوضع معقداً إذا كانت الإحالة غير ممكنة. فقد تجد الأسر، ولا سيما الفقيرة والمحرومة، صعوبة في توفير الموارد اللازمة لتحمل تكلفة وسائل النقل إلى موقع الإحالة - برغم توفر وسائل النقل - وصعوبة بالنسبة لجميع النفقات الأخرى في حالة قبول الطفل في المستشفى، ما لم تكن هناك خطط تمويلية، وما لم تُحشد الموارد المجتمعية. وبالإضافة إلى ذلك، عملت منظمة الصحة العالمية مع الشركاء على وضع مبادئ توجيهية تقنية لدعم مديري البرامج ومقدمي الرعاية كي يقدموا الرعاية المثلَى للأطفال عندما تكون الإحالة غير ممكنة. وفي هذا الصدد، نُشِرَت المبادئ التوجيهية بشأن التدبير العلاجي للعدوى البكتيرية الخطيرة المحتملة في عام 2015 لسد هذه الفجوة الهامة.
النظام والدعم المجتمعي للإحالة
وتؤكد هذه القضايا وغيرها بوضوح على أهمية الحاجة إلى معالجة قضايا النظام الصحي معاً (تمويل الصحة لضمان الوصول العادل إلى الرعاية في المستشفيات) وقضايا المجتمع (مثل آليات الدعم)، بالإضافة إلى الرعاية السريرية. وهم يؤيدون الرأي القائل بوجوب النظر إلى رعاية الطفل وتنفيذها تنفيذاً شاملاً، بدلاً من اعتبارها سلسلة من البرامج العمودية أو التدخلات المستقلة.
من المتوقع أن تقدم مستشفى الإحالة علاجاً أعلى مستوى للحالات الوخيمة، وفي الواقع هذا يتطلب في كثير من الأحيان مزيداً من الارتقاء بمهارات المعالجة السريرية لموظفيها. ولذلك فإن إحالة الطفل هي جزء من الحل فقط.