يتعرف الطلاب على استراتيجية الإدارة المتكاملة لصحة الطفل من خلال التدريب عليها أو تعلمها قبل الانخراط في الخدمة. ولكن ما يتعلمه الطلاب عادة في المؤسسات التعليمية لا يزودهم بما يمكنهم من التعامل مع مختلف المواقف «التي تحدث في الواقع العملي» على مختلف مستويات الممارسة. وبالتالي، يحتاج هؤلاء الطلاب إلى تطوير بعض المعارف والمهارات العامة التي تُطبق في الممارسات اليومية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الكتب الدراسية الأساسية في مجال طب الأطفال والتي يستخدمها المدرسون والطلاب في البلدان النامية كمرجع غالباً ما تكون من البلدان المتقدِّمة. وقد ينتج عن ذلك برنامج تعليمي يتعامل مع الموضوعات والمهارات على نحو غير متوازن من خلال التركيز على أمراض نادرة، ومهارات معقدة واختبارات حديثة، في الوقت الذي يتجاهل فيه أكثر الظروف والمهارات والسلوكيات شيوعاً، والتي يتعين التحلي بها في مواقف معينة.
وعلى الرغم من أن كثيراً من الخريجين سينتهي بهم الأمر إلى الممارسة على مستوى الرعاية الصحية الأولية، إلا أن التعليم في مجال طب الأطفال يميل في تدريبات الطلاب الجامعيين إلى التركيز بصفة أساسية على المرضى الداخليين أو رعاية المستشفى، مع إيلاء قليل من الاهتمام برعاية المرضى الخارجيين من الأطفال وبالرعاية المنزلية. وهناك بعض المهارات الأساسية التي نادراً ما تُدرس للطلاب مثل مهارات التواصُل، على الرغم من أن رعاية الطفل يُعهد بها غالباً إلى الأسر وتكون بالمنزل، وتعتمد درجة جودة رعاية الطفل على المشورة التي يتلقاها المنوط بهم رعايته.
ونتيجة لذلك، قد يتلقى كثير من الطلاب معلومات لا يمكنهم تطبيقها في بيئة العمل السائدة في بلادهم، وفي الوقت نفسه، قد يكونون غير مؤهلين للقيام بالمهام العادية التي ستوكل إليهم في إطار ممارساتهم اليومية في الواقع العملي باستخدام الموارد المتاحة.
المقصد
إن الغرض من التدريب على الإدارة المتكاملة لصحة الطفل السابق على الانخراط في الخدمة هو إعداد كادر من مقدمي الرعاية الصحية مؤهل للدخول في بيئة العمل.
ويهدف التعليم الطبي إلى تزويد الطلاب بالمعرفة ومهارات وسلوكيات التطور كجزء من عملية «التعليم» الشاملة، مما يمكنهم من التدبر في التشخيص التفريقي قبل أن يصلوا إلى رأي بالتشخيص النهائي ووصف العلاج. والهدف من قواعد القرارات السريرية والبروتوكولات الموحدة مثل المبادئ التوجيهية للإدارة المتكاملة لصحة الطفل هو الاسترشاد بها في هذه العملية وليس إحلالها.
ومن الضروري اشتراك دوائر الأسرة وطب المجتمع في التدريب على الإدارة المتكاملة لصحة الطفل السابق على الانخراط في الخدمة، حيث إن ذلك من شأنه إنشاء صلات وثيقة بين المؤسسات التعليمية والمجتمع.
وهذا الأمر وثيق الصلة بإقليم شرق المتوسط، حيث إن خريجي كليات الطب في العديد من البلدان يستوجب عليهم العمل في المناطق الريفية قبل العمل مع وزارة الصحة أو القيد لدى المجلس الطبي.
المراحل
إدخال الإدارة المتكاملة لصحة الطفل ضمن التعليم السابق على الخدمة يتطلب العمل على المستويين الوطني والمؤسسي. ويمكن أن يتم ذلك من خلال أربع مراحل:
- الإعداد والتوجيه
- التخطيط
- التنفيذ، والتوسع، والرصد
- المراجعة، وإعادة التخطيط
وتُعتبر مرحلة الإعداد والتوجيه للتدريب على الإدارة المتكاملة لصحة الطفل السابق على الانخراط في الخدمة مرحلة ضرورية من أجل استدامة المبادرة، وهي تهدف إلى تهيئة بيئة داعمة صالحة للتنفيذ على المستويين الوطني والمؤسسي.
مصادر ذات صلة
Guide to planning for implementation of IMCI at district level |
|
IMCI pre-service education: orientation and planning workshop: facilitator guide |
|