"يرتبط تنفيذ الإدارة المتكاملة لأمراض الطفولة بمضاعفة المعدل السنوي لخفض وفيات الأطفال دون سن الخامسة". هذه هي الطريقة التي خلصت بها المقالة المنشورة في "المجلة الطبية البريطانية"، في 2012 حول دراسة استعادية عن أثر تنفيذ الإدارة المتكاملة لصحة الطفولة في مصر.
ومنذ اعتمادها في عام 1996، اعتمدت الإدارة المتكاملة لصحة الطفولة بصفتها برنامجا أساسيا للرعاية الصحية للأطفال وليس برنامجا تدريبيا؛ وأنشئ برنامج وطني للإدارة المتكاملة لأمراض الطفولة في وزارة الصحة بدعم سياسي من شريك قوي.
وقد اتخذت مصر الخطوات الرئيسية التالية:
أولا، الدعوة، من خلال حلقات عمل لصانعي القرار رفيعي المستوى، وإشراك جميع الشركاء المعنيين، والمشاركة المبكرة للجمعيات الطبية والجمعيات الطبية المهنية. ونتيجة لذلك، أدرجت الإدارة المتكاملة لصحة الطفل في المبادرات الوطنية الاستراتيجية القائمة مثل حزمة المزايا الأساسية لإصلاح قطاع الصحة في عام 1999، وخطة الصحة الاستراتيجية الوطنية، وما إلى ذلك.
ثانيا، أدى إنشاء هيكل الإدارة المتكاملة لأمراض الطفولة، وهو برنامج وطني، يتألف من وحدة مركزية للإدارة المتكاملة لأمراض الطفولة ومنسقين لها في المحافظات والمناطق، إلى تنفيذ الخطة مع تخصيص ميزانية حكومية لها.
ثالثا، التخطيط لتنفيذ الإدارة المتكاملة لأمراض الطفولة.
إن العدالة والجودة والمساءلة والاستدامة والشراكات هي المبادئ الرئيسية الخمسة للتخطيط الخطة الوطنية التي اعتمدت في عام 1999 بهدف توفير الرعاية الجيدة في جميع وحدات الرعاية الصحية الأولية في البلد وفقا للمبادئ التوجيهية للإدارة المتكاملة لأمراض الطفولة بحلول عام 2010. ووضعت ورصدت مؤشرات الإدارة المتكاملة لأمراض الطفولة المحددة جيدا. واعتمدت خطة بديلة موازية للتغلب على ارتفاع معدل دوران الأطباء المدربين.
رابعا، تنفيذ الإدارة المتكاملة لأمراض الطفولة: النهج المنهجي.
اعتمد النهج المنهجي الإقليمي لتوسيع النطاق من خلال خطوات متسلسلة محددة جيدا ومعايير جودة لكل خطوة. أعدت الوثائق في الوقت المناسب ضمن عملية منهجية وأجريت الدعوة في جميع مراحل العملية.
الخطوات الرئيسية:
- اختيار المحافظات بناء على معايير: السكان، والوفيات، والموقع الجغرافي؛
- توجيه المسؤولين على مستوى المحافظة؛
- تقييم حالة القدرات الإدارية واستعداد المرافق الصحية في المناطق؛
- حلقات عمل للتخطيط على مستوى المناطق لوضع خطط شاملة بشأن العناصر الثلاثة للإدارة المتكاملة لصحة الطفولة (التدريب، وعناصر النظم الصحية، والأنشطة المجتمعية)، وخلق ملكية للمحافظات وموظفي المقاطعات؛
- بناء القدرات من خلال التدريب اللامركزي الخاص بالجودة لعدد كاف من الموظفين لمعالجة جميع الأطفال المرضى وفقا للمبادئ التوجيهية للإدارة المتكاملة لصحة الطفولة، المصممة حسب الوصف الوظيفي لمقدمي الرعاية؛
- إعداد الوثائق في الوقت المناسب، والرصد والتقييم من خلال تقارير شهرية من المرافق الصحية، والتقارير الفصلية من المحافظات، وإنشاء قاعدة بيانات وطنية بشأن تنفيذ برنامج الإدارة المتكاملة لصحة الطفولة، وتقديم الخدمات، والتقارير السنوية، واستيفاء الآراء ربع سنوياً من الوحدة المركزية وحل المشاكل.
وبالإضافة إلى ذلك، عمل البرنامج عملاً مكثفاً في مجال التدابير المستدامة بما فيها التعليم قبل الخدمة، وهو ما يمثل قصة نجاح حقيقية في الإقليم.
ونتيجة لذلك، ارتفعت التغطية بالإدارة المتكاملة لصحة الطفولة من 3% في مرافق الرعاية الصحية الأولية في عام 2000 إلى 98% في عام 2012؛ وتلقى 95٪ من الموظفين المدربين متابعة بعد زيارة التدريب.
وأظهر التقييم (بما في ذلك الزيارات والتقارير والاستعراضات والمسح) تحسنا كبيرا في جودة رعاية الأطفال من جانب مقدمي الخدمات الصحية المدربين في الإدارة المتكاملة لصحة الطفولة وتحسنا موضوعيا في عناصر النظام الصحي ذات الصلة (كالأدوية والإشراف)
وفي الختام، اشتملت العوامل الرئيسية للنجاح على: هيكل البرنامج القوي مع تمكين الموظفين المكرسين خصيصا لتنفيذ الإدارة المتكاملة لصحة الطفولة على المستوى الوطني ومستوى المحافظات والمناطق من تنفيذ الأنشطة وفقا للخطط؛ وإدخال استراتيجية الإدارة المتكاملة لصحة الطفولة على مراحل على مستوى المحافظات والمناطق؛ وأدى إشراك الشركاء المعنيين طوال العملية إلى الحفاظ على مستوى عال من الدعم؛ وتنفيذ الإدارة المتكاملة لصحة الطفولة باعتبارها برنامجا رئيسيا للرعاية الصحية للأطفال ولا يشكل التدريب إلا عنصراً واحدا من العناصر التي ينبغي تحديد موعدها عندما يكون هناك استعداد في المرافق الصحية؛ وتوبعت نسبة عالية من الموظفين المدربين بعد أن ساعد التدريب على حل المشاكل واتخاذ التدابير التصحيحية في الوقت المناسب؛ وذلك باستخدام المؤشرات ومعايير الجودة لكل خطوة والتي قدمت لمنسقي الإدارة المتكاملة لأمراض الطفولة والمديرين الصحيين في المناطق بتوجيهات واضحة بشأن الكيفية وكيفية التنفيذ وكيفية تقييم الجودة.
وأخيرا، فإن تجربة مصر تقدم مثالا ناجحا في تنفيذ الإدارة المتكاملة لصحة الطفولة على المستوى الوطني في بلد له عدد كبير من السكان ويمكن تكرارها في بيئات أخرى للحد من وفيات الأطفال.