كلمة مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط
يركِّز اليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ هذا العام على موضوع "التبغ وصحة الرئة". وتهدف الحملة إلى إذكاء الوعي بشأن الآثار الضارة لتعاطي التبغ والتعرّض لدخان التبغ غير المباشر، والإثناء عن تعاطي التبغ بأي شكل من الأشكال، وتعزيز السياسات الفعّالة للحدِّ من تعاطي التبغ.
إن التبغ يهدِّد صحة رئتنا بطرقٍ عِدة، فهو أحد عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي التي تُعد سبباً رئيساً للوفاة ومعاناة الأشخاص من مختلف الأعمار، في مختلف أقاليم العالم، ومن ضمنها إقليم شرق المتوسط. كما يزيد دخان التبغ من تلوث الهواء داخل الأماكن المغلقة، مما يُشكل خطراً كبيراً على صحة الرئة. ويمكن أن نعزو جميع أمراض الجهاز التنفسي الأساسية إلى تعاطي التبغ والتعرُّض لدخان التبغ غير المباشر، إلا أن الأسباب الرئيسية المؤدية للوفاة والإعاقة هي سرطان الرئة، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، والسُّل، والربو.
وخُلاصة القول، أن التبغ يحبس أنفاسك بطريقة أو بأخرى، فلا تسمح بذلك. فنفسٌ واحدٌ من دخان التبغ يُعرضك لاستنشاق آلاف السموم التي تبدأ فور دخولها إلى الجسم في إتلاف رئتيك. وتصبح غير قادرٍ على التنفس، بسبب حدوث قصور في وظيفة الرئتين. وينطبق الشيء نفسه على الرُّضع، والأطفال، والمراهقين. وخلال فترة الحمل، قد يؤدي التعرُّض لدخان التبغ غير المباشر إلى عدم اكتمال نمو الرئتين وحدوث قصور في وظيفتهما. كما أن الآباء الذين يدخنون في وجود أطفالهم يُعرّضونهم إلى خطر الإصابة بأمراض تنفسية مزمنة مع الكبر. ومن المرجح أن يُصاب المراهقون المدخنون بأمراض تنفسية مزمنة، كما يكونون أكثر عُرضة لخطر تليُّف الرئة للأبد.
والحل الوحيد للوقاية من هذه الأمراض هو ألا تجعل التبغ يحبس أنفاسك. فالتبغ يتسبب في مقتل شخصٍ واحدٍ كل أربع ثوانٍ. فلا تكن أنت هذا الشخص، ولا تكن سبباً في مزيدٍ من الخسائر في الأرواح. وأقول ذلك لأن معدلات تعاطي التبغ في إقليم شرق المتوسط باتت تُنذر بالخطر، حيث ارتفعت نسبة المدخنين في بعض البلدان لتصل إلى 57% من الرجال، و29% من النساء. كما تبعث معدلات التدخين بين الشباب على القلق بصفة خاصة، حيث وصلت إلى 42% في الفتية و31% في الفتيات. ويشمل ذلك تدخين الشيشة التي يُقبل عليها الشباب أكثر من إقبالهم على تدخين السجائر. ومن المتوقع أن ترتفع معدلات التدخين في الإقليم بحلول عام 2025، بعكس الاتجاه السائد في باقي أنحاء العالم. وسيؤدي ذلك بدوره إلى تفاقُم وباء أمراض الرئة على مستوى الإقليم.
فدعونا نتغلب على التبغ ونُحسّن صحة الرئة وصحة سكان إقليمنا وعافيتهم بشكل عام.
وعلى مستوى الأفراد، يمكن التغلب على التبغ بالإقلاع عن هذه العادة والإحجام عن إشعال السيجارة منذ البداية.
أما الحكومات، فيمكنها التغلب على التبغ من خلال تنفيذ اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ واعتماد مجموعة السياسات الست (MPOWER) للحدِّ من الطلب على التبغ. وهذا يعني: حظر التدخين في الأماكن العامة الداخلية؛ وحظر الإعلان عن التبغ والدعاية والترويج له ورعايته؛ وزيادة الضرائب المفروضة على منتجات التبغ بنسبة كبيرة؛ واشتراط وضع التحذيرات الصحية المصورة على جميع منتجات التبغ؛ وتقديم خدمات المساعدة على الإقلاع عن التدخين؛ ورَصْد تعاطي التبغ وسياسات مكافحته. فإذا نُفّذت بشكل شامل اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ ومجموعة السياسات الست (MPOWER) للحدِّ من تعاطي التبغ في الإقليم، سينخفض تعاطي التبغ بنسبة تتراوح بين 20% إلى 40% خلال 5 سنوات، و56% خلال 15 سنةً.
وبوصفكم شركاءنا، تستطيعون التغلب على التبغ من خلال الدعوة إلى إنفاذ هذه السياسات بفعالية ومساعدتنا على إشراك مزيدٍ من أصحاب المصلحة المعنيين عَبْر مختلف القطاعات.
لقد قطعنا جميعاً على أنفسنا عهداً بالالتزام بالحدِّ من تعاطي التبغ بنسبة 30% بحلول عام 2025. وفي اليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ، أدعوكم جميعاً إلى أن نعمل معاً في سبيل تحقيق غايتنا وهي التغلب على التبغ وألا يحبس أنفاسنا.
مطوية
الملصقات
|