30 حزيران/يونيو 2014، أربيل، العراق – تشكل الأزمة الحالية في العراق تحدياً كبيراً أمام مكافحة فاشيات الأمراض. ونتيجة لأعمال العنف الأخيرة الذي أدت إلى نزوح أكثر من 300 ألف شخص إلى منطقة كردستان العراق، وزيادة احتمال وقوع فاشيات الأمراض بسبب الضغوط المفروضة على السكن وإمدادات المياه والصرف الصحي. ويسهم دخول موسم الصيف، مع انعدام المياه المأمونة في المخيمات التي تضم النازحين داخليا، في زيادة وقوع أمراض الإسهال الوبائية.
كما تستضيف منطقة كردستان 250 ألف لاجئ سوري، وفقا للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، ويعيش العديد منهم في مخيمات في ظروف معيشية مكتظة، وتعاني المياه وخدمات الإصحاح من عبء ثقيل، وذلك على الرغم من الجهود الجارية بين الحكومة والشركاء في تحسين ظروف معيشة اللاجئين. وهذه العوامل يمكن أن تزيد من خطر حدوث أمراض الإسهال.
وتثير الكوليرا على وجه الخصوص القلق لأنها متوطنة في الجزء الشمالي من العراق ويمكن أن تسبب وفيات ومراضة على نطاق واسع. وقد تم الإبلاغ عن فشيات للكوليرا على نطاق واسع في كردستان في 2007 و 2008 و 2012.
ونظرا لهذا التهديد، طلبت وزارة الصحة الدعم من منظمة الصحة العالمية في تقييم مخاطر الكوليرا في العراق، فضلا عن تنظيم دورات تدريبية لموظفي الصحة على إدارة الحالات ومكافحة أمراض الإسهال، مع التركيز بوجه خاص على المخيمات.
وقامت الشبكة العالمية لمنظمة الصحة العالمية للإنذار بالفاشيات ومواجهتها بإرسال 3 خبراء إلى إقليم كردستان من المركز الدولي لبحوث أمراض الإسهال، في بنغلاديش، منهم خبيران في إدارة حالات الكوليرا واختصاصي مختبر. وانضم إليهم خبراء الأمراض المعدية من المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط والمكتب القطري للمنظمة في العراق. وتتمثل أهداف الفريق في: (1) تقييم مخاطر الكوليرا وتفشي أمراض الإسهال الوبائية الأخرى في مخيمات النازحين داخلياً (2) تقييم الترصد والاستعداد والقدرة على الاستجابة للفاشيات (3) تقديم التوجيه والمشورة لوزارة الصحة بشأن تحديث وتنقيح خطة التأهب للكوليرا استناداً إلى تقييم المخاطر.
وأجرى الفريق حلقة تدريب عملي على إدارة أمراض الإسهال لـ 23 عاملاً صحياً في أربيل، فضلا عن حلقة عمل "لتدريب المدربين" لكبار العاملين الصحيين في جميع أنحاء "منطقة كردستان". وسيجري الفريق أيضا حلقتي عمل إضافيتين في دهوك والسليمانية خلال الأسبوع الأخير من حزيران/يونيو لضمان بناء قدرات الموظفين الصحيين الوطنيين على إدارة أمراض الإسهال.
"مع وجود نصف مليون من اللاجئين والنازحين الداخليين الإضافيين في إقليم كردستان، فإننا نشعر ببالغ القلق إزاء خطر الأمراض المعدية، وبخاصة الكوليرا. هكذا قال "الدكتور ريكاوت حماة رشيد"، وزير الصحة في إقليم كردستان العراق، وأضاف قائلاً: "بدعم من منظمة الصحة العالمية، نريد أن نتأكد من أن النظام الصحي والموظفين لدينا على أتم استعداد للتعامل مع جميع الحالات حتى يمكن الحد من احتمال تفشي الأمراض لأقصى قدر ممكن".