الوقاية من الأمراض غير السارية
تُركِّز منظمة الصحة العالمية على الوقاية من الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية من خلال التصدي لعوامل الخطر الرئيسية (تعاطي التبغ، والنظام الغذائي غير الصحي، والخمول البدني، وتعاطي الكحول على نحو ضار، وتلوث الهواء)، والحد من الإصابة بالسرطان. فالأمراض غير السارية، بما فيها أمراض القلب وأمراض الرئة والسرطان والسكري، هي السبب الرئيسي للوفاة على مستوى العالم وفي إقليم شرق المتوسط، حيث يتوفى سنويًا أكثر من 2.8 مليون شخص بسبب هذه الأمراض. وتُعد أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية، يليها السرطان، وأمراض الجهاز التنفسي، والسكري. وترتفع أيضًا في الإقليم معدلات اضطرابات الصحة النفسية، بما فيها الاكتئاب والقلق. والأمراض غير السارية مسؤولة عن 66% من مجموع الوفيات في الإقليم، وتتسبب في وفيات مبكرة قبل سن 70 عامًا، مما يؤثر سلبًا على الأُسر، والنُظُم الصحية، والاقتصادات، ويعوق التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
التصدي لعوامل خطر الأمراض غير السارية
يمكننا خفض عدد الوفيات خفضًا كبيرًا عن طريق الحد من تأثير عوامل الخطر المرتبطة بالأمراض غير السارية. وتُعد الوقاية من الأمراض غير السارية مسألة متزايدة الأهمية نظرًا لأن غالبية الوفيات المبكرة الناجمة عن هذه الأمراض (82%) تحدث في البلدان النامية. ومعالجة عوامل الخطر هذه لن تنقذ الأرواح فحسب، بل سيكون لها أيضًا تأثير كبير على التنمية الاقتصادية لهذه البلدان.
تجنب تعاطي التبغ
تجنب التدخين واستخدام أي شكل من أشكال التبغ. وإذا كنت تتعاطى منتجات التبغ في الوقت الحالي، يُوصَى بشدة بالإقلاع عن ذلك. وهناك استراتيجيات فعالة متاحة لمساعدتك على الإقلاع عن تعاطي منتجات التبغ، مثل خطوط الإقلاع المجانية، والتماس المشورة، وبرامج الرسائل النصية عبر الهاتف المحمول، وعلاجات استبدال النيكوتين. استشر اختصاصي رعاية صحية للحصول على إرشادات حول كيفية الإقلاع عن تعاطي منتجات التبغ. وإضافةً إلى ذلك، لا تُعرِّض الآخرين للتدخين السلبي.
للاطلاع على المزيد
اتبِع نظامًا غذائيًا صحيًّا
واحرص على تقوية جهازك المناعي والمحافظة على وزنٍ صحيٍ من خلال اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات الطازجة ومنخفض السكر والملح والدهون. اشرب الكثير من الماء (8-10 أكواب في اليوم) بدلًا من المشروبات السكرية للحد من تناول السكر واستهلاك السعرات الحرارية. اختر الفواكه الطازجة بدلًا من الوجبات الخفيفة السكرية، واحرص على الحد من أحجام حصص الحلويات. شجّع عادات الغذاء الصحي لدى الأطفال من خلال تقديم خيارات الوجبات الخفيفة المغذية. تجنب الأطعمة عالية التجهيز والأطعمة المخبوزة والمقلية، واحرص على اتباع طرق طهي أكثر صحة مثل الطهي بالبخار أو السلق. قلل من تناول الملح إلى 5 غرامات في اليوم، وتناول ما لا يقل عن 400 غرام (5 حصص) من الفواكه والخضروات يوميًا، باستثناء الجذور النشوية مثل البطاطا والبطاطا الحلوة والكاسافا.
احرص على ممارسة النشاط البدني
من الضروري ممارسة النشاط البدني بانتظام للحفاظ على صحة جيدة والحد من خطر الإصابة بالأمراض غير السارية. وبالنسبة للبالغين، ينصح بممارسة النشاط البدني المعتدل الشدة لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا. وبالنسبة للأطفال والمراهقين، ينصح بممارسة النشاط البدني المعتدل الشدة لمدة 60 دقيقة على الأقل يوميًا. قلل من الوقت الذي تقضيه جالسًا واحصل على فترات راحة منتظمة مما يساعد أيضًا في الحفاظ على نمط حياة صحي. قلل من الوقت الذي تمضيه أمام الشاشات من خلال المشاركة في رياضات غير جماعية مثل المشي أو الجري، والألعاب غير المرتبطة بالشاشات التي يمكن أن تكون جذابة وتتيح فرصة للترابط العائلي. ومن المهم أيضًا الانتباه إلى ترويج وسائل الإعلام للمنتجات الضارة مثل الكحول، واتخاذ خيارات صحية لترفيه الأطفال وتسليتهم.
تجنب تعاطي الكحول على نحو ضار
تجنب استهلاك الكحول. تجنب تعاطي الكحول لكي تبقى يقظًا وقادرًا على الاستجابة بسرعة واتخاذ قرارات حكيمة لنفسك ولمن حولك. ولا تعتمد على الكحول للتغلب على الانفعالات والتوتر. من الهام أيضًا عدم تناول الكحول أثناء تناول الأدوية لأنه يمكن أن تضر بوظائف الكبد ويؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة. وعلى الحوامل تجنب الكحول تمامًا. وإذا كنت تعاني من الإسراف في تعاطي الكحول، فاطلب المساعدة من اختصاصي رعاية صحية.
احرص على الحد من تلوُّث الهواء
يمكن للأفراد تغيير أنماط حياتهم وعملهم واستهلاكهم للحد من تلوث الهواء. وللحد من تلوث الهواء داخل الأماكن المغلقة، استخدم مواد البناء والأثاث الآمنة، وتجنب المنتجات ذات الرائحة القوية، واحرص على الحد من التدخين، واستخدم أجهزة الاحتراق بأمان. كما أن التهوية والترشيح الكافيين مفيدان أيضًا، ولكن من المهم إغلاق النوافذ والأبواب خلال فترات ارتفاع مستويات تلوث الهواء في الأماكن المفتوحة. وللحد من تلوث الهواء في الأماكن المفتوحة، احرص على زيادة السفر بطريقة تعتمد على النشاط والحركة كالمشي أو ركوب الدراجات بدلًا من قيادة السيارة لمسافات قصيرة، واحرص كذلك على الحد من حرق الأراضي الزراعية في الهواء الطلق، والحد من استهلاك اللحوم (قطاع الماشية هو المساهم الرئيسي في انبعاثات غازات الدفيئة)، والحد من هدر الغذاء. كما يمكن أن يساعد في ذلك استخدام الوقود النظيف ومعايير الانبعاثات الأكثر صرامة. ويمكن أن تؤدي زيادة النشاط البدني من خلال وسائل النقل المستدامة إلى فوائد صحية.
المبادرات العالمية الثلاث لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة السرطان
لا يزال عبء السرطان في ازدياد في الإقليم، مما يشكّل ضغوطًا بدنية ووجدانية ومالية على كاهل الأفراد والأسر والمجتمعات والنُظُم الصحية. وتفتقر العديد من البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط إلى الموارد والبنية التحتية اللازمة للتعامل مع هذا العبء بفعالية، مما يؤدي إلى عدم حصول العديد من مرضى السرطان على خدمات التشخيص والعلاج عالي الجودة في الوقت المناسب. ومع ذلك، فإن معدلات النجاة من مختلف أنواع السرطان في البلدان التي لديها نُظُم صحية قوية آخذة في التحسن بسبب تحسين الكشف المبكر والعلاج والرعاية التالية للعلاج. وللتصدي لأوجه التفاوت في النتائج الصحية المرتبطة بالسرطان، من الضروري تحسين الوصول إلى الموارد العالية الجودة والملائمة. وتجمع المبادرات العالمية الثلاث لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة السرطان بين الأطراف المعنية من مختلف البلدان والقطاعات بهدف مشترك يتمثَّل في تقليص معدلات الإصابة بالسرطان وإنقاذ الأرواح.
مبادرة التخلص من سرطان عنق الرحم
تسلط الدعوة العالمية للعمل من أجل التخلص من سرطان عنق الرحم الضوء على أهمية الكشف المبكر عن المرض والتدبير العلاجي الفعال له. وقد وضعت منظمة الصحة العالمية هدفًا للتخلص من سرطان عنق الرحم بوصفه إحدى مشكلات الصحة العامة بحلول عام 2120، ولتحقيق هذا الهدف، تُشَجَّع البلدان على تحقيق غايات مؤقتة بحلول عام 2030، بما في ذلك تطعيم 90% من الفتيات بحلول سن 15 عامًا بلقاح فيروس الورم الحليمي البشري، وفحص 70% من النساء باستخدام اختبار عالي الأداء عند بلوغهن 35 و45 عامًا من العُمر، وعلاج 90% من النساء في المرحلة السابقة للسرطان، والتدبير العلاجي لنسبة 90% من النساء المصابات بسرطان غزوي. ووُضعت استراتيجية إقليمية للتخلص من سرطان عنق الرحم في عام 2022 لإقليم المنظمة لشرق المتوسط من أجل التعامل مع السياقات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والجغرافية الفريدة في الإقليم. والتخلص من سرطان عنق الرحم بوصفه إحدى مشكلات الصحة العامة أمرٌ يمكن تحقيقه من خلال جهود جماعية تبذلها جميع الأطراف المعنية.
المبادرة العالمية لمكافحة سرطان الثدي
أُطلقت المبادرة العالمية لمكافحة سرطان الثدي من منظمة الصحة العالمية في عام 2021، وتضم هذه المبادرة مختلف الأطراف المعنية بهدف الحد من الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي بنسبة 2.5% سنويًا، وهو ما من شأنه إنقاذ حياة 2.5 مليون شخص على مدار 20 عامًا. وتهدف المبادرة إلى معالجة أوجه التفاوت في نتائج الإصابة بسرطان الثدي، لا سيما في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط حيث تكون فرص الحصول على خدمات جيدة محدودة. وتوظف المبادرة العالمية لمكافحة سرطان الثدي من منظمة الصحة العالمية ثلاث استراتيجيات رئيسية تتمثل في تعزيز الصحة والكشف المبكر؛ والتشخيص في الوقت المناسب؛ والتدبير العلاجي الشامل لسرطان الثدي، حتى تحقق المبادرة أهدافها. وتقدم منظمة الصحة العالمية الإرشادات للحكومات في جميع أنحاء العالم بشأن كيفية تحسين نُظُمها للكشف عن سرطان الثدي وتشخيصه وعلاجه، الأمر الذي سيساعد تلك الحكومات أيضًا على التعامل مع أنواع أخرى من السرطان.
المبادرة العالمية لسرطان الأطفال
أُطلقت المبادرة العالمية لسرطان الأطفال من منظمة الصحة العالمية في عام 2018، وتركز هذه المبادرة على زيادة معدل نجاة الأطفال المصابين بالسرطان على الصعيد العالمي وتحسين جودة حياتهم. وتجمع هذه المبادرة مختلف الأطراف المعنية بهدف زيادة قدرة البلدان على تقديم خدمات عالية الجودة في مجال سرطان الأطفال، وزيادة إيلاء الأولوية لسرطان الأطفال على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية. وتهدف المبادرة إلى دعم أكثر من 50 بلدًا بحلول عام 2023، ووضعت وثيقة إطارية بعنوان "إطار علاج الجميع" لتوجيه راسمي السياسات ومديري برامج مكافحة السرطان ومديري المستشفيات في تنفيذ المبادرة وتعزيز برامج سرطان الأطفال.
مبادرة هارتس (Hearts) العالمية
أنشأت منظمة الصحة العالمية والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها مبادرة هارتس (Hearts) العالمية في عام 2016 لمساعدة الحكومات في تحسين الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية ومكافحتها. وتتضمن المبادرة خمس حزم تقنية تقدم مجموعة من التدخلات العالية التأثير والمسندة بالبيّنات لتحقيق تأثير كبير على صحة القلب على الصعيد العالمي عند استخدامها معًا.
وفي مجال الوقاية: تُركِّز حزمة السياسات الستة على مكافحة التبغ، بما يتواءم مع اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ؛ وتركز حزمة ACTIVE على زيادة النشاط البدني؛ وتركز حزمة SHAKE التقنية على الحد من استهلاك الملح؛ وتركز حزمة REPLACE على التخلص من الدهون المتحولة في إمدادات الغذاء. أما على الجانب الإداري، فتهدف الحزمة التقنية لمبادرة هارتس (HEARTS) إلى تعزيز التدبير العلاجي للأمراض القلبية الوعائية في مجال الرعاية الصحية الأولية.
حزمة السياسات الست للتغلب على وباء التبغ العالمي
حزمة ACTIVE لزيادة النشاط البدني
حزمة SHAKE للحد من استخدام الملح
حزمة REPLACE للقضاء على الأحماض الدهنية المُتحوِّلة المُنتَجة صناعيًّا في إمدادات الأغذية العالمية.