حمى الوادي المتصدع هي مرضٌ فيروسيٌ حيواني المصدر يصيب الحيوانات في المقام الأول ولكنه يمكن أن يصيب البشر أيضًا. ويمكن أن تسبب العدوى أمراضًا وخيمة لدى الحيوانات والبشر على حد سواء، وتتراوح أعراضها بين اعتلال خفيف شبيه بالإنفلونزا وحمى نزفية شديدة يمكن أن تسبب الوفاة. ويؤدي المرض أيضًا إلى خسائر اقتصادية كبيرة بسبب الوفاة والإجهاض بين الماشية المُصابة بحمى الوادي المتصدع.
وتنجم معظم حالات العدوى البشرية عن الاتصال المباشر أو غير المباشر بدم الحيوانات المصابة بالعدوى أو أعضائها. ويمكن للفيروس أن ينتقل إلى البشر عن طريق لمس أنسجة الحيوانات أثناء الذبح والتقطيع، أو أثناء المساعدة في ولادة الحيوانات، أو أثناء مُباشرة إجراءات بيطرية، أو نتيجة التخلُّص من جثث الحيوانات أو أجنتها. كما نجمت حالات العدوى البشرية عن لدغات البعوض المصاب بالعدوى.
وفي عام 1977، أُبلِغ عن استفحال فاشية مُدمِّرة لحمى الوادي المتصدع في مصر، حيث دخل الفيروس عن طريق تجارة الماشية المصابة بالعدوى في منظومة الري النيلي كلها. وبسبب تجارة الماشية المصابة القادمة من القرن الأفريقي، انتقلت حمى الوادي المتصدع في عام 2000 إلى المملكة العربية السعودية واليمن وانتشرت فيهما، وهي أول حالة إصابة بالمرض يُبلغ عنها خارج القارة الأفريقية، مما أثار مخاوف من إمكانية انتشارها في أجزاء أخرى من آسيا وأوروبا. وشملت الفاشيات اللاحقة في الإقليم مصر في عام 2003 والسودان في الفترة 2007-2008.
وتشمل تدابير الوقاية من حمى الوادي المتصدع التطعيم المستمر للحيوانات، وتقييد حركة الماشية المصابة، ووجود نظام نشط لترصد صحة الحيوان للكشف عن الحالات الجديدة، ورسائل الصحة العامة لإذكاء الوعي، والحد من مواقع تكاثر البعوض.
أما في الحالات حمى الوادي المتصدع الأكثر وخامة بين البشر، فتكون المعالجة الداعمة العامة هي العلاج الرئيسي. وعلى الرغم من عدم الإبلاغ عن انتقال عدوى حمى الوادي المتصدع بين البشر، كما هو الحال في التعامل مع أية حُمَّى نزفية فيروسية، فإن مكافحة العدوى على النحو المناسب في أماكن الرعاية الصحية أمرٌ له ما يبرره.