الطاعون مرض حيواني المنشأ تسببه بكتيريا معوية تُعرف باسم اليَرْسَنِيَّةُ الطَّاعونِيَّة. وتحملها في الأصل القوارض وتنتشر إلى البشر والحيوانات الأخرى عن طريق البراغيث. ولا يحدث انتقال العدوى المباشر من شخص إلى آخر إلا في حالة الطاعون الرئوي إذ قد ينقل الرذاذ التنفسي العدوى من المريض إلى الأشخاص الآخرين المخالطين له عن قُرب.
وعادةً ما تبدأ أعراض الإصابة لدى المصابين بالعدوى بأعراض "شبيهة بالإنفلونزا" بعد فترة حضانة تتراوح بين 3 و7 أيام. كما يعاني المرضى من بدء ظهور مفاجئ للحمى والقشعريرة وآلام الرأس والجسم والضعف والقيء والغثيان. وتتجلى العدوى السريرية للطاعون في ثلاثة أشكال حسب مسار العدوى، وهي: الطاعون الدُمَّلي، وطاعون إنتان الدم، والطاعون الرئوي.
ولا يزال الطاعون يُشكّل تهديدًا بسبب استمرار انتشار العدوى بين القوارض البرية في مساحات شاسعة، وتخالط تلك القوارض فئران المنازل من حينٍ لآخر. ويوجد طاعون القوارض البرية في مناطق متفرقة في الأمريكتين وآسيا وأفريقيا بما في ذلك البُلدان المُطلة على البحر الأبيض المتوسط. وفي الفترة من 2010 إلى 2015، أُبلغ عن 3248 حالة طاعون في جميع أنحاء العالم، منها 584 حالة وفاة. وفي إقليم شرق المتوسط، أُبلغ عن الطاعون بشكل متقطع في إيران (جمهورية إيران الإسلامية) والعراق وليبيا وباكستان على مدار العقود الماضية.
والعلاج بالمضادات الحيوية فعّال ضد بكتيريا الطاعون، لذلك يمكن للتشخيص المبكر والعلاج المبكر إنقاذ الأرواح. وتشمل التدابير الوقائية إعلام الناس عندما يظهر طاعون حيواني المنشأ في بيئتهم، ونصحهم باتخاذ الاحتياطات اللازمة ضد لدغات البراغيث، وعدم التعامل مع جثث الحيوانات. وتهدف منظمة الصحة العالمية إلى الوقاية من فاشيات الطاعون من خلال دعم البُلدان المُعرضة للخطر لبناء التَرَصُّد المناسب والمحافظة على استمراره، وتحسين القدرة على الكشف المختبري، والإبلاغ عن المخاطر، وتوحيد التدبير العلاجي للحالات.