التهاب الكبد A وE
التهاب الكبد الفيروسي هو مجموعة من الفيروسات (التهاب الكبد A وB وC، والنوع النادر D وE) التي يمكن أن تسبب عدوى حادة ومزمنة والتهاب في الكبد. وتنتقل هذه الفيروسات عادةً عن طريق الدم الملوث أو منتجات الدم الملوثة، أو الإجراءات الطبية الباضعة باستخدام معدات ملوَّثة. ويحدث التهاب الكبد A وE عادةً بسبب تناول أغذية أو مياه ملوثة.
التهاب الكبد A
يتسبب التهاب الكبد A في إصابة ما يقدر بنحو 1.4 مليون شخص بالاعتلال الخفيف إلى الشديد سنويًا، مع إصابة 113 مليون شخص آخرين بالعدوى لكنهم لا يصابون بأعراض مرضية. وعلى الرغم من أن هذا المرض نادرًا ما يكون مميتًا، وأن المرضى الذين يتعافون منه يتمتعون بمناعة مدى الحياة، إلا أنه يمكن أن يسبب أعراضًا مُوَهِنة، وفي الحالات النادرة يسبب فشلًا كبديًا حادًا فتاكًا (التهاب الكبد الوبائي الخاطف). وتحدث عدوى الالتهاب الكبدي A في حالات فردية متفرقة وفي شكل أوبئة بأنحاء العالم كافة وتميل إلى التواتر بصفة دورية. ويعد فيروس الالتهاب الكبدي A واحدًا من أكثر الأسباب شيوعًا لسراية عدوى المرض عن طريق الأغذية. وعلى الرغم من أن العبء الفعلي لالتهاب الكبد A في إقليم شرق المتوسط لا يزال غير معروف، فقد حدثت فاشياته مرارًا وتكرارًا في أماكن نزوح السكان واللاجئين في البلدان المتضررة من الأزمات أو حالات الطوارئ الإنسانية. وقد كُشف مؤخرًا عن التهاب الكبد A من النمط الجيني 1B في سوريا. ولا يزال انتشار الأنماط الجينية الأخرى لفيروس التهاب الكبد A في إقليم شرق المتوسط غير معروف في الوقت الحاضر.
ويتوفر لقاح آمن وفعال للوقاية من التهاب الكبد الوبائي A، وهو جزء من البرامج الوطنية للتمنيع الروتيني للأطفال في المملكة العربية السعودية والبحرين والعراق. وبالإضافة إلى جهود التطعيم، تُعدُّ إمدادات المياه المأمونة، وسلامة الغذاء، وتحسين الصرف الصحي، وغسل اليدين أكثر الطرق فعالية للوقاية من هذا المرض. ويركز العلاج على الراحة وضمان التغذية الكافية ومضادات الجفاف.
التهاب الكبد E
تشير التقديرات إلى إصابة 20 مليون شخص بالتهاب الكبد E كل عام، مما يؤدي إلى ظهور 3.3 مليون حالة مصحوبة بأعراض. وفي عام 2015، تسبب التهاب الكبد الوبائي E في حوالي 44000 حالة وفاة على مستوى العالم.
وعلى الرغم من أن العبء الفعلي لالتهاب الكبد A في إقليم شرق المتوسط لا يزال غير معروف، فقد حدثت فاشياته مرارًا وتكرارًا في أماكن نزوح السكان واللاجئين في البلدان المتضررة من الأزمات أو حالات الطوارئ الإنسانية.
ولفيروس التهاب الكبد الوبائي E أربعة أنماط جينية مختلفة على الأقل، عُثر على اثنين منها فقط لدى البشر. وبينما اكتُشف النمط الجيني 1 لفيروس التهاب الكبد E في أفغانستان وجمهورية إيران الإسلامية والعراق وليبيا والمغرب، اكتُشف النمطان الجينيان 1 و2 لفيروس التهاب الكبد E في مصر بين بلدان إقليم شرق المتوسط. وتحدث العدوى بشكل رئيسي من خلال مياه الشرب الملوثة، وعادةً ما تُشفى من تلقاء نفسها، مما يعني أنها تختفي خلال أسبوعين - 6 أسابيع.
وفي حالات نادرة، يمكن أن يؤدي التهاب الكبد E الحاد إلى فشل كبدي حاد (التهاب الكبد الخاطف) والوفاة. وتتعرض النساء الحوامل المصابات بالتهاب الكبد E لخطر متزايد، خاصة خلال الثلثين الثاني والثالث من الحمل، حيث تصل معدلات الوفيات في الثلث الثالث من الحمل إلى 20-25%.
وقد طُوِّر لقاح للوقاية من عدوى فيروس التهاب الكبد الوبائي E، وهو مرخص في الصين، لكنه لم يتوفر بعد في أي مكان آخر. وكما هو الحال مع التهاب الكبد الوبائي A، تركز جهود الوقاية على زيادة الوعي والحفاظ على المياه المأمونة والصرف الصحي السليم والنظافة الصحية المناسبة. ولا يوجد علاج محدد، على الرغم من أن الأشخاص الذين يصابون بالتهاب الكبد E المزمن يستفيدون من العلاج المضاد للفيروسات.