وتُعدُّ حمى القرم والكونغو النزفية المرض الفيروسي الأكثر انتشارًا الذي ينقله القراد بين البشر. وتنتقل العدوى بالعامل المسبب لحمى القرم والكونغو النزفية (الفيروسة النيروبية من العائلة البنياوية) بشكل رئيسي عن طريق قراد الجِمال وحيوانات الماشية. ويمكن أن يحدث انتقال للعدوى من إنسان إلى إنسان، عادةً في بيئة الرعاية الصحية، نتيجةً للتلامس المباشر مع الدم أو الإفرازات أو الأعضاء أو غيرها من السوائل الصادرة عن جسم المصابين. ويبدأ المرض بظهور مفاجئ لأعراض شبيهة بالإنفلونزا وقد تتفاقم إلى نزيف حاد ويمكن أن تكون قاتلة إذا لم تعالج (معدل إماتة الحالات الحالي هو 10-40٪).
وقد أُبْلِغَ فيما مضى، في إقليم شرق المتوسط، عن حالات بشرية فرادية وفاشيات لحمى القرم والكونغو النزفية، من أفغانستان، وجمهورية إيران الإسلامية، والعراق، والكويت، وعمان، وباكستان، والمملكة العربية السعودية، والسودان، والإمارات العربية المتحدة. وقد جرى حتى الآن الكشف عن خمسة أنماط جينية لفيروس حمى القرم-الكونغو النزفية (النمط الجيني 1 و2 و3 و4 و7) في بلدان إقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية. وفي بعض البلدان، تزايد اتجاه حمى القرم والكونغو النزفية باطراد في السنوات الأخيرة. وتتعاون منظمة الصحة العالمية مع الشركاء في دعم أنشطة ترصد حمى القرم والكونغو النزفية والتصدي لفاشيتها.
ويصعب احتواء فاشيات المرض والوقاية منه بسبب الافتقار إلى لقاح مأمون وفعّال، وانتشار القراد الناقل للمرض على نطاق واسع، وحقيقة أن العدوى تقع في الغالب في الحيوانات الأليفة دون أن يلاحظها أحد. ومن ثم ينصب التركيز على جهود التوعية والتثقيف فيما يخص الحد من مخاطر انتقال العدوى. ويعتمد التدبير العلاجي لحمى القرم والكونغو النزفية في البشر أساسًا على علاج الأعراض، برغم الفائدة الواضحة لاستخدام عقار ريبافيرين المضاد للفيروسات في علاج العدوى.
وتتعاون منظمة الصحة العالمية مع الشركاء في دعم أنشطة الترصد، والقدرة التشخيصية، وأنشطة الاستجابة للفاشيات في الإقليم، فضلاً عن التوثيق الذي يساعد في استقصاء المرض ومكافحته.