استراتيجية التدبير المتكامل لصحة الطفل
يرمز الإختصار IMCI إلى التدبير المتكامل لأمراض الطفولة Integrated Management of Childhood illness أصلاً, والتي تغيرت بعد ذلك إلى التدبير المتكامل لصحة الطفل Integrated Management of Child Health ؛ وتشير إلى مبادرة واسعة من منظمة الصحة العالمية واليونيسيف أطلقت عالمياً في العام 1995 ؛ بغرض إنقاص المرض والعجز و الوفيات عند الأطفال تحت سن الخامسة, وتحسين نمو الطفل ونمائه .
تتحدى المبادرة الأسلوب التقليدي النوعي للمرض بتبني أسلوب أكثر تكاملاً ينسجم مع فلسفة الرعاية الصحية الأولية.
التدبير المتكامل لصحة الطفل : من الدلائل الإرشادية السريرية إلى إطار للمفاهيم
ركزت استراتيجية التدبير المتكامل لصحة الطفل (لأمراض الطفولة) , بداية , على تطوير دلائل إرشادية سريرية وإطار للمفاهيم .
الدلائل الإرشادية السريرية المتكاملة
الدلائل الإرشادية السريرية المتكاملة
مبدئياً : ركز العمل التطويري لاستراتيجية التدبير المتكامل لصحة الطفل على تطوير دلائل إرشادية سريرية متكاملة لتدبير الحالات ذات الأولوية عند الأطفال المرضى تحت سن الخامسة في العيادة الخارجية , مع تطوير حزمة تدريبية . هدفت الحزمة التدريبية إلى تمكين مقدمي الرعاية الصحية في مستوى الرعاية الصحية الأولية من اكتساب أو تقوية المهارات السريرية ومهارات التواصل اللازمة لاستخدام الدلائل الإرشادية .
مثلث الدلائل الإرشادية خطوة كبيرة نحو الأمام - مقارنة بالدلائل الإرشادية للحالات المفردة ؛وقد وفرت وسائل اكتشاف أكثر من مشكلة واحدة عند الطفل خلال الاستشارة نفسها, مع تدبير هذه المشكلات من خلال أسلوب متكامل. ولهذا أهمية خاصة لأن الكثير من الأطفال يقدُم بأكثر من حالة في الوقت نفسه ؛ولأن تدبير الطفل في المرافق الصحية من المستوى الأول هو, عملياً , مسؤولية مقدم الرعاية الصحية نفسه , الذي يجب عليه أن يتعامل مع الطفل بدلاً من التعامل مع مرض واحد في كل مرة.
كما تم التركيز كثيراً على تقييم ممارسات الإطعام عند الأطفال خلال سنواتهم الأكثر عرضة - السنتان الأوليتان من الحياة - وعند أولئك الذين تبين أنهم لا ينمون يشكل جيد – حتى قبل أن تصبح العلامات السريرية الصريحة لسوء التغذية واضحة - وعلى تقديم الاستنصاح لأمهاتهم تبعاً لذلك ؛كما تم توطيد رابط مع الرعاية الأمومية .
لذلك: لم تتضمن المقاربة السريرية مجرد التعامل مع الحالات المرضية فقط ,وإنما مع الاختطارات وتعزيز الصحة ( مثل ممارسات الإطعام الجيدة بما في ذلك الإرضاع من الثدي ). تم زيادة الفرص من أجل التمنيع ,وذلك بتضمين التحري الروتيني لحالة التمنيع عند كل الأطفال المرضى الذين تتم مشاهدتهم في بروتوكول التدبير المتكامل لصحة الطفل .وهذا يمثل واحداً من قيم التدبير المتكامل لصحة الطفل المضافة لأنشطة برنامج التمنيع الموجود (البرنامج الموسع للتمنيع).
كانت مزايا إيصال كل هذا المحتوى المجمّع في مقرر واحد فقط واضحة أيضاً ,لأن مقدم الرعاية الصحية المستهدف الذي يقدم هذه الخدمات على مستوى الرعاية الصحية الأولية كان الشخص نفسه .
أعير انتباه كبير لجودة التدريب السريري بوضع عدد من مؤشرات الجودة الرئيسية , والتأكيد على ممارسة سريرية ملائمة تحت الإشراف. إن جوهر بناء الكفاءات هو آلية زيارات المتابعة لتعزيز المهارات المكتسبة ,ولتحسين دعم النظام الصحي في الوقت نفسه, لتمكين مقدمي الرعاية الصحية المدرَبين على التدبير المتكامل لصحة الطفل من إيصال رعاية ذات جودة في مرافقهم الخاصة حسب الدلائل الإرشادية للتدبير المتكامل لصحة الطفل .
إطار المفاهيم والأدوات
كانت الخطوة التالية تصور إطار المفاهيم للتدبير المتكامل لصحة الطفل, والذي وسع المفهوم ,واقترح رؤية جديدة للصحة العمومية للطفل ضمن روح الرعاية الصحية الأولية للطفل . شمل إطار المفاهيم كلاً من النظام الصحي والمجتمع ,وتضمن عناصر شفائية ووقائية ومعززة .
طورت منظمة الصحة العالمية أدوات أخرى بشكل تدريجي, إضافة إلى الحزمة التدريبية, لمساعدة البلدان في ترجمة المفهوم إلى تنفيذ . وقد تضمن ذلك - من بين أمور أخرى :
دليلاً لتخطيط إدخال التدبير المتكامل لصحة الطفل والتنفيذ الأولي له في البلد ؛دليلاً للتلاؤم لتوجيه عملية التلاؤم السريري بالتفصيل ؛مقرراً تدريبياً لإدارة الإمداد بالأدويةكتيباً إرشادياً لمسح التدبير المتكامل لصحة الطفل في المرفق الصحي لتقييم جودة خدمات رعاية الأطفال في العيادة الخارجية في مرافق الرعاية الصحية الأولية المنفذة للتدبير المتكامل لصحة الطفل؛ودلائل إرشادية لرعاية الإحالة لتحسين الرعاية في نقطة الإحالة .
تم توفير مكتبة مرجعية ضخمة لمواد مختارة من التدبير المتكامل لصحة الطفل لتأمين أرضية مفصلة للدلائل الإرشادية السريرية للتدبير المتكامل لصحة الطفل للتلاؤم حسب البلد وللاستخدام من قبل المؤسسات التعليمية الطبية والطبية المساعدة وللمهنيين المهتمين.
على كل ,ركزت بلدان كثيرة على التدريب السريري وإنقاص معدل الوفيات ,ودعت منظمة الصحة العالمية لمساعدتها في :
تقوية النظم الصحية لإيتاء خدمات ذات جودة تبعاً لمعايير الجودة في التدبير المتكامل لصحة الطفل
وتوطيد علاقة أقوى مع المجتمع
وإنشاء روابط فعالة بين النظم الصحية والمجتمع.
طور المكتب الإقليمي - كجزء من جهوده لتلبية احتياجات البلدان - دليلاً للتخطيط على مستوى المنطقة الصحية , وأداة لتخطيط المكون المجتمعي ,ومجموعة من المواد التدريبية على رعاية الطفل المريض في المجتمع للعاملين في صحة المجتمع, وحزمة شاملة حول التعليم قبل الخدمة لأقسام الأطفال وطب المجتمع في المدارس الطبية ,ودليلاً لتحليل الوضع لتطوير سياسات وطنية لصحة الأطفال .
إطار ديناميكي
تم النظر إلى التدبير المتكامل لصحة الطفل (لأمراض الطفولة) كإطار ديناميكي أيضاً هدف للاستجابة للتحديات والأولويات الجديدة عندما تبرز؛ فهو يتضمن المزيد من المداخلات عندما تتوفر .ولذلك لم يقصد أن يكون التدبير المتكامل لصحة الطفل محدوداً ومقتصراً على صورته الأصلية ,فقد كان مظلة للصحة العمومية من أجل الرعاية الصحية الأولية للأطفال ,ملتزماً بالتطور مع السنين لتلبية الاحتياجات.
تتوفر حزمة معلومات حول التدبير المتكامل لصحة الطفل من قبل المركز الرئيسي لمعرفة المزيد من المعلومات حول الأساس المنطقي للتدبير المتكامل لصحة الطفل وأمور أخرى . يتعهد الإقليم باستخدام أسلوب لضمان الجودة لتحسين إنجاز مقدمي الرعاية الصحية وجودة الخدمات الصحية المقدمة الواصلة للأطفال من خلال النظام الصحي ,ورعاية الأطفال المقدمة في المجتمع .
عزز التدبير المتكامل لصحة الطفل في الإقليم كاستراتيجية رئيسية للمشاركة في تحقيق المرامي الإنمائية للألفية المرتبطة بصحة الطفل أيضاً.
ماذا يعني إختصار IMCI
I . Integrated متكاملة : تشير إلى عدد من خصائص الاستراتيجية, إضافة إلى أسلوب التدبير المقترح .
الهدف النهائي لهذا التكامل هو تلقي الأطفال تحت سن الخامسة رعاية شمولية ,سواء في المنزل أو في المجتمع أو في المرفق الصحي . وهي متكاملة لأنها:
هدفت لجمع أوجه شفائية ووقائية ونمائية لرعاية الطفل ضمن استراتيجية واحدة؛
افترضت أنها تدار وتنسق من قبل لجنة تعين المدراء والخبراء من مجالات مختلفة ورئيسية للصحة العمومية ؛
تمكّن من التدبير السريري لمشكلات الصحة العمومية ذات الأولوية عند الطفل من خلال أسلوب متكامل بشكل تام ومقيس ,مرتكز على دلائل إرشادية سريرية مقدمة في حزمة واحدة لمقرر تدريبي فقط ؛
تهدف إلى خلق استمرارية للرعاية بين خدمات النظام الصحي والرعاية المقدمة في المجتمع.
M . Management التدبير : يجب أن ينظر إليه هنا على أن له معنى سريري ومعنى الصحة العمومية معاً .
يتبنى التدبير السريري في التدبير المتكامل لصحة الطفل أسلوب المتلازمة, حيث الأعراض والعلامات هي نقطة الدخول ( التدوين ) .تصنف الحالات إلى فئات محددة للوخامة اعتماداً على وجود بعض العلامات والأعراض الرئيسية أو عدم وجودها .
التأكيد الرئيسي هو على الفعل الناتج .هدف التصنيف هو تمكين مقدم الرعاية الصحية الأولية من انتقاء خطة للتدبير بدلاً من وضع تشخيص دقيق - والذي قد يكون مستحيلاً في ذلك المستوى عادة - اعتماداً على الأرضيات السريرية وتقييم علامات قليلة فقط .
ولذلك يصنف أي طفل مريض ضمن أحد فئات رئيسية ثلاثة ,مع التأكيد عليها براموز لوني :
أحمر : يشير إلى الحالات الوخيمة التي تحتاج إحالة مستعجلة إلى مرفق للمريض الداخلي؛
أصفر : يشير إلى الحالات التي يمكن تدبيرها في المركز الصحي – مع الأدوية غالباً – لكنها تحتاج متابعة محددة؛
أخضر : يشير إلى حالات خفيفة تتطلب رعاية منزلية بسيطة .
وبعيداً عن التدبير السريري للأطفال المرضى ,يجب أن تكون أمور كثيرة مطبقة لإيتاء الرعاية للطفل ,وذلك في كل من النظام الصحي والمجتمع . تمثل هذه الأوجه من الرعاية الصحية معنى (مدلول) الصحة العمومية للتدبير.
C: Childhood الطفولة : تشير هنا إلى الأطفال دون سن الخامسة من العمر ,وهم الفئة العمرية الطفلية الأكثر عرضة للمرض والموت.
يقدم الاستقصاء في هذه الفئة العمرية مكافئات كبيرة لنمائها المستقبلي ,وللمجتمع برمته أيضاً. هذه الفئة العمرية هي الهدف الحالي للتدبير المتكامل لصحة الطفل , وهي نفس الفئة العمرية التي استهدفت أصلاً من قبل برامج مثل مكافحة الأمراض الإسهالية والعداوى التنفسية الحادة .
لم تغط الدلائل الإرشادية السريرية العالمية للتدبير المتكامل لصحة الطفل الأسبوع الأول من الحياة - في البداية ؛إلا أن بلداناً كثيرة في الإقليم قررت تضمين هذه الفترة أيضاً في دلائلها الإرشادية الملاءَمة. بوشر الآن بعمل ضخم لمناقشة موضوع موت الوليد .
I . illness المرض: يستخدم في مصطلحات الصحة العمومية لمناقشة الحالات التي تعتبر من الأسباب الرئيسية الأكثر أهمية للموت أو المرض الوخيم أو العجز عند الأطفال تحت سن الخامسة .
تتضمن هذه الحالات :
العداوى التنفسية الحادة
متضمنة الالتهاب الرئوي – والأمراض الإسهالية - متضمنة الإسهال المجفِف والإسهال الزحاري والمستديم والتهاب السحايا والإنتان والملاريا وفيروس العوز المناعي البشري / الإيدز والحصبة وعداوى الأذن وسوء التغذية وفقر الدم .
لذلك, ليس التدبير المتكامل لصحة الطفل طب أطفال شاملاً ,لكنه يركز على أولويات الصحة العمومية للأطفال تحت سن الخامسة .
أبقي على الإختصار IMCI في إقليم شرق المتوسط , لكن استبدل المرض بالمفهوم الأكثر شمولية للصحة .
البنية الإدارية :
أحدث التدبير المتكامل لصحة الطفل (لأمراض الطفولة) تغييرات مهمة كثيرة مقارنة مع البرامج العمودية التي انبثق منها . لقد قصد أن يدار من قبل لجنة أو مجموعة عمل بدلاً من مدير برنامج ,متقاطعاً مع البرامج الرئيسية المرتبطة بصحة الأطفال وبرامج النظام الصحي .
كان من المقرر أن يرأس اللجنة مسؤول ذو خبرة طويلة من وزارة الصحة مع سلطة اتخاذ القرار ,وأن تدعم في عملها من قبل ضابط اتصال يعمل كأمين سر لها .
كما أشرفت اللجنة , ونسقت , عملية تقنية لتلاؤم الدلائل الإرشادية للتدبير المتكامل لصحة الطفل حسب البلد , مقدمة الخبرة الأفضل المتوفرة في البلد لإيجاد إجماع في المجتمع العلمي ومجتمع الصحة العمومية. وقد وفر هذا أساساً قوياً للمشاركات ضمن وزارة الصحة ,ومع الهيئات الأكاديمية في بلدان كثيرة في الإقليم -رغم الوقت المستهلك أثناء العملية.
كان عدم وجود رؤية لبنية إدارية نوعية - مثل تلك المطورة للبرامج العمودية التي قد تخصص ميزانية لعملياتها أيضاً - مقيداً محتملاً لأسلوب الإدارة المقترح ؛ لذلك عينت بعض البلدان مديراً لبرنامج التدبير المتكامل لصحة الطفل أيضاً ( مثلاً " : مصر ، السودان ، الجمهورية العربية السورية ، تونس ) خلال تأسيس لجانها القيادية ومجموعات العمل الخاصة بالتدبير المتكامل لصحة الطفل .
طبق التدبير المتكامل لصحة الطفل في قسم الرعاية الصحية الأولية في بلدان الإقليم.
تلاؤم الدلائل الإرشادية للتدبير المتكامل لصحة الطفل
وجه مهم آخر لاستراتيجية التدبير المتكامل لصحة الطفل (لأمراض الطفولة) هو العملية الموجهة لتلاؤم دلائلها الإرشادية مع سياق النظام الصحي والسياسي والوبائي والمجتمعي .
أثبت التدبير المتكامل لصحة الطفل طوال هذه العملية أنه استراتيجية مرنة قادرة على ملاءمة نفسها مع تنوع هذه السياقات ,كتلك الموجودة في كل من البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل في الإقليم .
أدخل التدبير المتكامل لصحة الطفل إلى 17 بلداً في الإقليم ( انظر التنفيذ ) في نهاية 2004 .
المكونات الثلاثة للتدبير المتكامل لصحة الطفل :
قُصد من التدبير المتكامل لصحة الطفل (لأمراض الطفولة) أن يعمل بموازاة مساري النظام الصحي والمجتمع على التوالي حتى تعزيز وتوطيد روابط قوية بين الاثنين . تم التأكيد على بناء الكفاءات كثيراً .يقدم التدبير المتكامل لصحة الطفل الآن , تقليدياً ,كاستراتيجية لها ثلاثة مكونات تهدف إلى :
تحسين الممارسات العائلية والمجتمعية
تحسين مهارات مقدمي الرعاية الصحية
يشير تحسين مهارات مقدمي الرعاية الصحية في المقام الأول إلى المهارات السريرية ومهارات التواصل ,ويغطي كلاً من التعليم قبل الخدمة والتدريب أثناء الخدمة ، والقطاع العمومي والخصوصي.
تحسين النظم الصحية
تحسين النظم الصحية لإيصال سياسة الاهتمام بالتدبير المتكامل لصحة الطفل والتخطيط والإدارة والتمويل وتنظيم العمل وتوزع المهام على المرافق الصحية والموارد البشرية وتوافر الأدوية والإمدادات والإحالة والمراقبة ونظام المعلومات الصحية والإشراف والتقييم والبحوث . أدرجت جهود إصلاح النظام الصحي ضمن هذا المكون , رغم كونها مظلة تغطي الموارد البشرية وكفاءاتها أيضاً.
تحسين الممارسات العائلية والمجتمعية :
يشير تحسين الممارسات العائلية والمجتمعية حالياً إلى 12 ممارسة عائلية ومجتمعية رئيسية مرتبطة بصحة الطفل ونمائه, والتي قد تساهم بشكل كامن في تحسين بقيا الأطفال ونمائهم – إن تم تعزيزها وتبنيها بشكل مناسب من قبل المجتمعات المستهدفة.
الأطوار الثلاثة لتنفيذ التدبير المتكامل لصحة الطفل
يتبع إدخال التدبير المتكامل لصحة الطفل (لأمراض الطفولة) في بلد ثلاثة أطوار:
الإدخال
يتمحور طور الإدخال بشكل رئيسي حول تمكين وزارة الصحة وشركائها من اتخاذ قرار مستنير حول التدبير المتكامل لصحة الطفل كاستراتيجية مناسبة في بيئة البلد .
يتميز الطور بتقييم البلد واجتماعات توجيهية حول التدبير المتكامل لصحة الطفل لمسؤولين ذوي خبرة طويلة من وزارة الصحة وممثلين عن الهيئات الأكاديمية ومنظمات دولية ومنظمات ذات توجهين والمجتمع المدني ومنظمات غير حكومية .
يفضي هذا الطور إلى المصادقة الرسمية على التدبير المتكامل لصحة الطفل كاستراتيجية وطنية من قبل هيئات وزارة الصحة المعنية .
تؤسس بعد ذلك بنية إدارية وتنسيقية للتدبير المتكامل لصحة الطفل بصورة رسمية.
التنفيذ المبكر
طور التنفيذ المبكر ضمان رئيسي لاكتساب الخبرة في تنفيذ التدبير المتكامل لصحة الطفل الذي تمت ملاءمته في مناطق محدودة من البلد ؛ وهو عملية مطولة جداً غالباً ,لأنها تهدف للوصول إلى إجماع بين المعنيين الرئيسيين. على كل, يلعب الطور دوراً رئيسياً في توطيد أسس التدبير المتكامل لصحة الطفل في البلدان وأسس المشاركات الفعالة مع المجتمع العلمي .
يتضمن هذا الطور:
مشاركة موظفين منتقين في أنشطة التدبير المتكامل لصحة الطفل في بلدان أخرى لبناء الكفاءات للتلاؤم والتدريب ؛
تلاؤم الدلائل الإرشادية والمواد التدريبية المتعلقة بالتدبير المتكامل لصحة الطفل مع الموقع المحلي من قبل لجان التدبير المتكامل لصحة الطفل الخاصة بهذا الغرض وأشخاص مرجعيين
تجمع مهنيين قادة سريريين ومهنيين قادة من الصحة العمومية ؛وبناء الكفاءات في المنطقة الصحية للتخطيط والتنفيذ.
يتبع هذا العمل بانتقاء بضع مناطق صحية حسب المعايير المتفق عليها ,وتحضير خطط المنطقة الصحية وتحضير هذه المناطق والمرافق الصحية ( مكون النظام الصحي ) قبل بدء التدريب , وبناء الكفاءات والتنفيذ مع مراقبة لصيقة .
يوثق هذا الطور بالكامل وينتهي بمراجعة شاملة لاستعراض الدروس المستقاة والتخطيط لتنفيذ أوسع في البلد.
التوسع
يميز طور التوسع بدء التنفيذ الواسع النطاق في البلد , ويوسع ( يعرّض ) مجال الأنشطة , ويتضمن ,أيضاً, التوسع في نطاق الاستراتيجية مع المحافظة على الجودة .
سرعة الترقي أسرع بكثير مقارنة مع الأطوار قبله عادة ؛ وتعتمد على الموارد البشرية والمالية المتوفرة على المستوى المركزي ومستوى المنطقة الصحية .
يعتمد هذا الطور بشكل كبير جداً على العمل المنجز في الأطوار الأبكر ,وعلى الاهتمام والدعم اللذين أحدثتهما هذه الأطوار.
قد يتقدم التنفيذ بالتوازي في مناطق عديدة من البلد في الوقت نفسه بفضل أسلوب التنفيذ اللامركزي للتدبير المتكامل لصحة الطفل.
يجب مراجعة هذا الطور بشكل دوري.
ساهم تنافس الأولويات على الموارد البشرية والمالية في السنوات الأخيرة في تحويل الموارد إلى مجالات غير صحة الأطفال معرقلاً الجهود لزيادة تغطية التدبير المتكامل لصحة الطفل في بعض البلدان .
تحول التدبير المتكامل لصحة الطفل في إقليم شرق المتوسط: من أسلوب الطفل المريض إلى الطفل الصحيح
أدخلت استراتيجية التدبير المتكامل لصحة الطفل (لأمراض الطفولة) في إقليم شرق المتوسط عام 1996 لإنقاص الوفيات تحت سن الخامسة ,وقد تطورت منذ ذلك الحين لتشمل كلاً من الطفل المريض والصحيح .
يعكس تطور التدبير المتكامل لصحة الطفل في الإقليم مميزات بلدانه ؛ ففي الواقع يتميز الإقليم بتنوع اجتماعي اقتصادي وثقافي ووبائي واضح .
ما زال يموت أكثر من مليون طفل تحت سن الخامسة كل عام في الإقليم, حيث يموت طفل واحد كل 30 ثانية . يمكن الوقاية من معظم هذه الوفيات من خلال مداخلات فعالة موجودة حالياً - متضمنة التدبير المتكامل لصحة الطفل.
وفي حين يشكل إنقاص الوفيات تحت سن الخامسة أولوية في بعض البلدان , يجب أن تنطلق رعاية صحة الأطفال في بلدان أخرى – حيث نزعات معدل الوفيات النازلة قد استقرت في العقود الأخيرة- أبعد من البقيا وتتبنى تحدي التعامل مع المواضيع المستجدة حديثاً مثل الإصابات ونماء الطفل.
أحدث هذا التحدي تغيراً في طريقة التفكير على المستوى الإقليمي. ينظر إلى قاعدة صحة الطفل – كمقابل لبقيا الطفل فقط – كمتطلب لاستراتيجية لرعاية الطفل في أي بلد ,سواء أكانت الأولوية إنقاص الوفيات أو إنقاص تعرضية الطفل للأمراض أو تعزيز النمو والنماء الصحيين .المداخلات مطلوبة لتحسين جودة حياة الأطفال.
يتعين على المفهوم الجديد أن يتعامل مع الطفل كوحدة متكاملة ,وأن يؤكد على أهمية أسلوب أكثر شمولية يساهم في بناء أطفال أقوى, بدلاً من مجرد انتظارهم حتى يصابوا بالمرض لكي يعالجوا.
حظي النظام الصحي باهتمام كبير في الإقليم لدعم إيتاء خدمات صحية ذات جودة للأطفال . بدأ الكثير من الكليات الطبية وبعض الكليات الطبية المساعدة عملية لدمج عناصر التدبير المتكامل لصحة الطفل ضمن تدريسها ( انظر التعليم قبل الخدمة ).
يجب على كلا الأسلوبين - أي التعامل مع الطفل الصحيح والمريض – أن يسيرا جنباً إلى جنب للوصول إلى إنجازات مستدامة ومتواصلة على مر الوقت .
تطور التدبير المتكامل لصحة الطفل منذ ذلك الوقت ,وبشكل تدريجي, في الإقليم مع هذا الفهم, ليشمل كلاً من مرض الأطفال ونموهم ونماءهم الصحيين ,وخاصة في السنوات القليلة الأخيرة .
لذلك تمت تسميته : التدبير المتكامل لصحة الطفل في إقليم شرق المتوسط, لتعكس ,وبشكل أفضل, أغراضه الأصلية والتي تتجاوز المرض ,وتؤكد تشديدها أيضاً على الوقاية وتعزيز الصحة (بقي الإختصار IMCI حتى الآن لأنها معروفة على نطاق واسع في العالم بأسره ).
ماضي التدبير المتكامل لصحة الطفل ومستقبله
أثارت مراجعة تحليلية للتدبير المتكامل لصحة الطفل أجريت منذ سنوات قليلة نقاشاً فعالاً ساعد في توضيح بعض القضايا حول الحقائق والإدراكات المتعلقة بالتدبير المتكامل لصحة الطفل .جلبت سلسلة بقيا الأطفال المنشورة في مجلة اللانست The Lancetعام 2003 من قبل اختصاصيين رئيسيين في الصحة العمومية زخماً واسعاً لصحة الأطفال ,بما في ذلك التدبير المتكامل لصحة الطفل.
الرؤية المتشائمة
شكل الانتقال الجذري من أسلوب عمودي موجه ببرنامج نحو أسلوب أفقي موجه باستراتيجية تحدياً كبيراً للبلدان, وواجه الكثير صعوبة في ترجمة المفهوم إلى فعل.
هناك سؤال أثير بكثرة يتعلق بوضع التدبير المتكامل لصحة الطفل ورؤيته وتمويله. أين التدبير المتكامل لصحة الطفل في بنية وزارة الصحة ؟ هل هناك ميزانية خاصة له ؟ فقدَ تمويل برامج صحة الأطفال ومبادراتها - مثل التدبير المتكامل لصحة الطفل - الخصوصية في تسعينات القرن العشرين بعد الثورة في بقيا الأطفال منذ ثمانينات القرن العشرين. دُعمت آليات التمويل الخاصة بالإصلاحات الواسعة في القطاع الصحي والاجتماعي وأساليب القطاع العريض واستراتيجيات الإقلال من الفقر . تتقلص الميزانيات الحكومية المخصصة للبرامج المتعلقة بصحة الطفل . كما أطلقت مبادرات تمويل عمودية جديدة في مناطق أخرى في العالم مما زاد المنافسة على الموارد .
كان إدخال التدبير المتكامل لصحة الطفل في بلد عملية مطولة جداً غالباً ,مما خيب توقعات الشركاء . احتاجت ثورة عالمية متعددة البلدان مدعومة من منظمة الصحة العالمية - لتوثيق فعالية وتكلفة وأثر التدبير المتكامل لصحة الطفل عندما تنفذ في ظروف روتينية - سنوات قبل أن تبدأ بالإجابة على السؤال فيما إذا كان التدبير المتكامل لصحة الطفل قد أُدخل في الميدان . لذلك ,وبينما وضع الكثير من الافتراضات الصحيحة لدعم التدبير المتكامل لصحة الطفل من قبل البنك الدولي وتقييمات البلد قبل المداخلات وبعدها ,والتي وثقت تحسناً واضحاً في إنجاز مقدمي الرعاية الصحية المدرَبين على التدبير المتكامل لصحة الطفل, فإن التكلفة المرغوبة جداً والمعطيات عن الأثر لم تكن جاهزة بشكل مبدئي للمجتمع العلمي وللمتبرعين.
مبدئياً :جعل التركيز على العملية بدلاً من الحصائل المتوسطة وغياب مؤشرات التدبير المتكامل لصحة الطفل الموجهة بالحصيلة وأهدافه في التخطيط ربط المداخلات بالحصائل صعباً .
بل أكثر من ذلك: نفذت بعض البلدان التدبير المتكامل لصحة الطفل كبرنامج تدريبي بدلاً من استراتيجية متكاملة, مما أدى إلى الفشل في تقوية العناصر الرئيسية في النظام الصحي اللازمة لإيتاء رعاية ذات جودة وتوطيد الروابط مع الشركاء والمجتمع ؛وقد ساعد ذلك في حصول تشوش حول ماذا كان التدبير المتكامل لصحة الطفل وماذا حقق .
منعت التقييدات الخطيرة للموارد المالية المتناقصة لصحة الأطفال في الإقليم البلدان من الشروع في نمط مداخلات التواصل التي ميزت برامج مكافحة الأمراض الإسهالية سابقاً ,وساهمت في تأخير تنفيذ المكون المجتمعي .
التطلع : التفاؤل القادم من البينة
على كل, توفر مراجعة أكثر دقة وحداثة للحالة بعد سنوات قليلة من التنفيذ المتقدم للتدبير المتكامل لصحة الطفل تبصراً مشجعاً وواعداً ( مبشراً بالخير ) والذي يدعم بشكل كامل تبني التدبير المتكامل لصحة الطفل كإطار ودوره المهم في الرعاية الأولية للأطفال في المستقبل ؛ كما تساعد أيضاً على تسليط الضوء على التحديات الرئيسية ,والتي غالباً ما تتجاوز التدبير المتكامل لصحة الطفل.
تنامت البينة ببطء لكنها أظهرت ,وبشكل متساوق, أن التدبير المتكامل لصحة الطفل فعال ويحدث فرقاً .
أتت المعلومات في بداية الأمر من الدراسات قبل المداخلة وبعدها ومن زيارات المتابعة المتكررة للتدبير المتكامل لصحة الطفل ؛ وقد بينت :
تحسناً في الإنجاز السريري والتواصلي لمقدمي الرعاية الصحية المدرَبين على التدبير المتكامل لصحة الطفل ؛
واستخداماً أكثر ترشيداً للأدوية وخاصة المضادات الحيوية؛
وتحسناً في جودة خدمات رعاية الأطفال المقدمة في مرافق التدبير المتكامل لصحة الطفل ؛
ومستوى جيداً من رضا القائمين على العناية عن هذه الخدمات .
كما تم تقوية عناصر دعم منتقاة للنظم الصحية في بلدان الإقليم أيضاً .
تم توكيد هذه الموجودات بمزيد من المسوحات المنظمة حول جودة الخدمات الصحية للأطفال في العيادة الخارجية في المرافق المنفذة للتدبير المتكامل لصحة الطفل ( انظر المسوحات والمتابعة ) .أتى المزيد من البينة من نتائج التقييم الشامل المتعدد البلدان للتدبير المتكامل لصحة الطفل التي بينت أن إدخال التدبير المتكامل لصحة الطفل يمكن أن يترافق مع تحسن ثابت وواضح في المهارات السريرية ومهارات التواصل عند مقدمي الرعاية الصحية وجودة الخدمات الصحية للأطفال في العيادة الخارجية بتكلفة مشابهة أو أقل من التدبير العلاجي في غير حالة التدبير المتكامل لصحة الطفل .وقد ترافق ذلك مع استخدام متزايد للخدمات الصحية للأطفال في العيادة الخارجية المرتكزة على المرفق . يشير تحليل حديث لمعطيات عن تنفيذ التدبير المتكامل لصحة الطفل في مصر إلى تأثير مقبول للتدبير المتكامل لصحة الطفل على معدل الوفيات تحت سن الخامسة أيضاً.
تشجيع تدريس عناصر صحة الطفل في التعليم الطبي والطبي المساعد قبل الخدمة - وهي مبادرة قدمت من قبل الإقليم- أسلوب واعد مبشر بالخير نحو الاستدامة ونحو التعامل ,إلى حد ما, مع قضية إعادة تنظيم ( تقلب ) العاملين المدرَبين .
تم تبني أساليب بديلة للتدريب أثناء الخدمة على مقرر التدبير المتكامل لصحة الطفل المعياري الذي مدته 11 يوماً من قبل بعض البلدان في الإقليم, حيث يعين الأطباء في مرافق الرعاية الصحية الأولية . تحتاج هذه الأساليب للتقييم .
الموجودات من زيارات المتابعة في التدبير المتكامل لصحة الطفل مشجعة .
الاستنتاجات
يمكن استخلاص بعض الاستنتاجات الإيجابية في هذه المرحلة :
يبقى إطار التدبير المتكامل لصحة الطفل ,بتأكيده على الرعاية الشفائية والوقائية وتعزيز الصحة ,إطاراً مصدوقاً ويمكن أن يستمر في العمل كدليل للرعاية الصحية الأولية للأطفال في الإقليم.
يمكن للتدبير المتكامل لصحة الطفل أن يحسن مهارات التدبير العلاجي للحالة عند مقدمي الرعاية الصحية ,ويرشّد استخدام الأدوية - وخاصة المضادات الحيوية ,ويحسن جودة الخدمات الصحية للأطفال في العيادة الخارجية دون زيادة في تكاليف رعاية الأطفال, ويزيد رضا القائم على العناية.
- يمكن للتدبير المتكامل لصحة الطفل أن يزيد استخدام الخدمات الصحية, من قبل الأكثر حاجة إليها أيضاً. سرعة تنفيذ التدبير المتكامل لصحة الطفل أكبر بكثير خلال التوسع , بشرط أن تكون الموارد الكافية متوفرة ضمن بيئة سياسية داعمة.
يمكن للتدبير المتكامل لصحة الطفل أن يساهم في تقوية الكفاءة على التخطيط على مستوى المنطقة الصحية وعناصر دعم منتقاة للنظام الصحي ,حسبما بينت الخبرة في الإقليم في البلدان ذات النظم الصحية الشغالة.
التحديات الرئيسية
التحديات الرئيسية الثلاثة هي - من منظور تنفيذي :
- كيفية إيصال المداخلات الفعالة الموجودة ,والتي تشكل جزءاً من التدبير المتكامل لصحة الطفل, إلى الذين يحتاجونها جداً في المجتمع ,وخاصة الأكثر عرضة؛.
- كيفية تسريع التنفيذ للوصول إلى التغطية القصوى مع استدامة الإنجازات التي تمت, والمحافظة على جودة المداخلات ؛و
- كيفية المحافظة على الدعم السياسي وتوفير الموارد لدعم التنفيذ.
وينطبق هذا بشكل خاص على البلدان ذات النظم الصحية الأقل تطوراً, رغم أن الاختلافات في الرعاية الصحية موجودة في معظم البلدان.
هناك ضرورة لفعل المزيد لمراقبة الحصائل , ولتحقيق التغيرات السلوكية في المجتمع.
إيجاد بيئة داعمة من خلال سياسات واضحة لصحة الطفل أمر حاسم ؛وقد دعم المكتب الإقليمي البلدان في هذا المجال . يجب أن تتعهد هذه السياسات بموارد مالية وبشرية كافية أيضاً. يجب على المجتمع الدولي أن يستفيد من ميزات هذا الزخم في المساعدة على توفير الموارد المطلوبة لترجمة الالتزام إلى فعل .
يجب مناقشة بعض القضايا التقنية والتشغيلية أيضاً مثل :
تبني أسلوب لحل المشكلة على مستوى المنطقة الصحية من أجل التدبير المتكامل لصحة الطفل ليلبي الاحتياجات المحلية خلال التنفيذ؛
تدبير الأطفال المصابين بحالات وخيمة على مستوى الرعاية الصحية الأولية إذا لم يكن بالإمكان إحالتهم؛
توفير الأدوية قبل الإحالة والأدوية الأساسية الأخرى – اللازمة للتدبير المتكامل لصحة الطفل – بانتظام في المرافق الصحية مع إتاحة وصول المرضى إليها ؛
تنفيذ المكون المجتمعي بنظام صحي داعم؛
الإبلاغ أكثر عن مؤشرات الحصيلة لمراقبة التقدم.
التدبير المتكامل لصحة الطفل والرعاية الصحية الأولية
إطار مفاهيم التدبير المتكامل لصحة الطفل (لأمراض الطفولة) قريب جداً من إيديولوجيا الرعاية الصحية الأولية حسب ما حددت في إعلان ألما آتا حول الرعاية الصحية الأولية ,لدرجة اعتباره الرعاية الصحية الأولية للطفل في الكثير من البلدان التي أدخلت التدبير المتكامل لصحة الطفل ؛ ولقد شجعت حالياً في الإقليم كما هي .
التدبير المتكامل لصحة الطفل هي الصحة العمومية للطفل : إنها رعاية صحية أساسية تهدف إلى التعامل مع المشكلات الصحية الرئيسية للأطفال تحت سن الخامسة في البلد اعتماداً على بينة وبائية .
ورغم استهداف الأسباب الرئيسية للوفيات تحت سن الخامسة كأولوية وبقاء إنقاص معدل المراضة والعجز تحت سن الخامسة أغراضاً أساسية للاستراتيجية ,فقد ركز الانتباه ,وبشكل متزايد, على نماء الأطفال أيضاً .
ارتكز التدبير المتكامل لصحة الطفل على طرق راسخة علمياً ,متبعاً عملية شاملة تعتمد على رأي خبير وعلى البحوث.
يعزز التدبير المتكامل لصحة الطفل تقانة ( تكنولوجيا ) ميسورة التكلفة ,لا تتطلب مرافق مختبرية أو أدوات أو تجهيزات معقدة ؛ ويقترح أسلوباً تكاملياً لجمع العناصر الرئيسية لرعاية الطفل مع بعض بدلاً من البرامج العمودية.
يبشر المكون المجتمعي للتدبير المتكامل لصحة الطفل بمشاركة المجتمع بالانسجام مع مبادئ الرعاية الصحية الأولية كوسيلة لتحقيق الاستدامة .
يركز التدبير المتكامل لصحة الطفل على المستوى الأول من تماس المجتمع مع النظام الصحي الوطني؛
ويعزز أسلوب القرب من المراجع لتوفير إتاحة الوصول لرعاية صحية ذات جودة للطفل ,وخاصة أولئك الذين يحتاجونها جداً - الفقراء والأكثر حرماناً .
تتضمن المداخلات على صحة الطفل ,التي عززت تحت مظلة التدبير المتكامل لصحة الطفل, تلك التي ميزت على نطاق واسع على أنها الأكثر فعالية من قبل المجتمع العلمي الدولي. لا تهدف هذه المداخلات إلى شفاء المرض فقط ,ولكن إلى الوقاية منه أيضاً مع تعزيز الصحة.
اختلفت خبرات التدبير المتكامل لصحة الطفل في بلدان مختلفة ,وتطورت حسب كفاءة البلد واحتياجاته في إقليمنا ( مثل تجاوز المرض إلى تعزيز النمو الصحي والنماء الصحي عند الطفل في البلدان التي تراجعت فيها الوفيات تحت سن الخامسة بشكل ثابت خلال السنوات ) ,وذلك بشكل مشابه للطريقة التي تطورت فيها الرعاية الصحية الأولية بشكل مختلف في بلدان مختلفة.
أُدرك الدور الحاسم الذي لعبته السياسات ,وأطلقت مبادرة في الإقليم لدعم البلدان في تطوير سياسات وطنية لصحة الأطفال .
يسعى التدبير المتكامل لصحة الطفل لتعزيز استجابة للصحة العمومية توفر خدمات رعاية صحية للطفل ,فعالة من حيث التكلفة ومرتكزة على البينة.
الرعاية الصحية للطفل إحدى الأنشطة الرئيسية المتضمنة في تعريف ألما آتا للرعاية الصحية الأولية .
يبقى الكثير من التحديات- بما في ذلك تحقيق إتاحة وتغطية عامتين, والتمويل وتعاون أوثق مع الشركاء والقطاع الخصوصي.
التدبير المتكامل لصحة الطفل والمرامي الإنمائية للألفية
اعتبر التدبير المتكامل لصحة الطفل ,نتيجة للميزات المذكورة سابقاً, استراتيجية رئيسية لتحقيق المرامي الإنمائية للألفية المرتبطة بصحة الأطفال في الإقليم . يتوفر المزيد من المعلومات في القسم الخاص بالمرامي الإنمائية للألفية.