تنفيذ الإصلاحات الإدارية للمنظمة
تنفيذ الإصلاحات الإدارية للمنظمة
واصَل المكتب الإقليمي في عام 2018 إعداد أدوات أساسية لتعزيز عملية الإصلاح، لا سيَّما الإصلاح الإداري (مثل التوظيف والإجراءات الإدارية) من خلال العمل عن كثَب مع سائر مستويات المنظمة بُغيَة تحقيق الأهداف الواردة في برنامج العمل العام الثاني عشر للمنظمة. كما استمر المكتب الإقليمي في تحسين قُدُرات التخطيط والتنبؤ والتنفيذ والرصد والتقييم بهدف رفع كفاءة توزيع الموارد المحدودة والاستفادة منها.
وبعد انتخاب الدكتور أحمد بن سالم المنظري مديراً إقليمياً، أطلق فريق الإدارة في المكتب الإقليمي والإدارات التقنية مبادرة لتعبئة الموارد مع الجهات المانحة الرئيسية، ومنها الحكومة الألمانية ومؤسسة بيل وميليندا غيتس، للحصول على قدر كافٍ من الأموال التي يمكن استخدامها بمرونة دعماً للتحول الذي ينشُد المدير الإقليمي تحقيقه. وقد مكّنت هذه المبادرة المكتب الإقليمي من حشد الأموال اللازمة لتغطية الأنشطة الانتقالية والتحوُلية، بما يتواءَم مع برنامج العمل العام الثالث عشر ومع رؤية المنظمة الجديدة للإقليم، ألا وهي رؤية 2023. وسوف يُستخدَم ما حُشد من أموال فيما يلي: (1) إجراء استعراضات وظيفية لمكاتب المنظمة القُطرية في الإقليم؛ (2) وإجراء استعراضات وظيفية لمختلف إدارات المكتب الإقليمي؛ (3) ووضع إطار لإدارة النتائج في الإقليم؛ (4) ووضع الاستراتيجية الإقليمية للاتصالات. وتتواءم هذه الأنشطة مع برنامج عمل المنظمة الجديد للتحوُل، وتهدف إلى إعادة تشكيل نموذج عمل المكتب الإقليمي والمكاتب القُطرية بما يؤهِّلها لتنفيذ برنامج العمل العام الثالث عشر وتعظيم الأثر الاستراتيجي. وقد أُنشئ فريق معني بالتحول للإشراف على هذه العملية.
واستمرت الإجراءات الإدارية الرامية إلى دعم عملية التحوُّل التي تجريها المنظمة، لإعادة تشكيل العمليات التنظيمية بالتوافق مع الاستراتيجية العالمية ونَهج المدير الإقليمي. ونجح المكتب الإقليمي في تعيين موظف معني بالامتثال وإدارة المخاطر. وتمحوَرت جهود التحسين حول المساءلة ووضع الضوابط، مع التركيز على مجالات الامتثال التي ورد ذكرها مراراً في ملاحظات عمليات المراجعة الداخلية والخارجية التي أُجريَت في السنوات السابقة، وهذه المجالات هي: التعاون المالي المباشر، والتنفيذ المباشر، وأوامر الشراء لحساب السُلف، وقوائم جرد الأصول، والترتيبات التعاقدية لغير الموظفين. وكان لاستخدام أدوات متابعة الامتثال كل شهر طيلة العام أثره في رفع وعي الموظفين عبر الإقليم وتعزيز قدراتهم فيما يتعلق بالقضايا الإدارية الرئيسية. وكان الغرض من الأنشطة إدارة المخاطر المالية والإدارية بفعالية، وتحسين إطار الرقابة الداخلية، وتقليل ملاحظات عمليات المراجعة إلى الحد الأدنى، وإقفال ملاحظات عمليات المراجعة التي لم تُقفَل منذ مدة طويلة في الوقت المناسب. ففي عام 2018، انتهت جميع عمليات المراجعة إلى تقديرات إما مُرضية أو مُرضية جزئياً، وهو ما يُظهِر استمرار التحسُّن في تنفيذ الضوابط، والتزاماً عميقاً بعدم التسامح نهائياً مع حالات عدم الامتثال في الإقليم.
وسوف تواصل المنظمة تصدِّيها للتحدِّيات الرئيسية، ومنها الحاجة إلى: بناء القدرات لمساعدة الدول الأعضاء حتى تظل متوائمة مع المتطلبات المتغيرة، وتعزيز الرؤى القُطْرية فيما يتعلق بالاستجابة لحالات الطوارئ الحادة والممتدة الأجل، والتأهب لنشر فرق الاستجابة للطوارئ وتنفيذ الأعمال على أساس مبدأ عدم الندم، ومواصلة تحسين المساءلة والضوابط، على النحو الوارد في الأُطُر التنظيمية.
الطوارئ الصحية
الطوارئ الصحية
وتنشأ هذه الطوارئ عن جميع الأخطار – الطبيعية منها (الجيولوجية والمتعلقة بالأرصاد الجوية المائية)، والحيوية/الفاشيات، والمجتمعية (لا سيما النزاعات والصراعات الأهلية)، والتكنولوجية. وعلاوة على ذلك، يضم الإقليم أكبر عدد على مستوى العالم من الأفراد المحتاجين إلى مساعدات إنسانية، وهو مصدر العدد الأكبر من الأفراد الـمُشرَّدين قسرياً ويعيش فيه العدد الأكبر منهم.
إذ عاش في الإقليم 70.2 مليون شخص (53.3%) من بين 131.7 مليون شخص كانوا في حاجة إلى المساعدة في العالم في 2018. وواجه الإقليم أيضاً حركة متزايدة للسكان بسبب التشرد القسري والهجرة. وفي نهاية عام 2018، بلغ عدد النازحين قسراً في العالم أجمع 70.8 مليون شخص، بمَن فيهم اللاجئون والمشردون داخلياً. وكان من بينهم 32.1 مليون نازح من الإقليم (45.3%)، بينما ظل 25.4 مليون يقيمون في الإقليم.
وظلت تسعة بلدان من بين 22 بلداً في الإقليم تستجيب لحالات طوارئ في عام 2018 (طوارئ من المستوى الثالث حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية: الصومال والجمهورية العربية السورية واليمن، وطوارئ من المستوى الثاني: العراق وليبيا وفلسطين والسودان، وطوارئ من المستوى الأول: أفغانستان وباكستان). وتُصنَّف متلازمة الشرق الأوسط التنفسية التي يسببها فيروس كورونا في المملكة العربية السعودية على أنها طارئة من المستوى الثاني منذ عام 2012. وتأثرت سبعة بلدان أخرى في الإقليم بالطوارئ تأثراً مباشراً أو غير مباشر، وهذه البلدان هي: جيبوتي ومصر والأردن والكويت ولبنان وعُمان والإمارات العربية المتحدة.
واستمرت الهجمات على مرافق الرعاية الصحية والعاملين فيها بلا هوادة في عددٍ من البلدان، ما جعل إقليمنا الأشد خطراً من بين جميع أقاليم المنظمة على العاملين الصحيين. إذ وثَّق نظام المنظمة لترصد الهجمات على الرعاية الصحية 725 هجوماً في الإقليم خلال عام 2018 أفضت إلى 137 وفاة. واتُّخِذَت على الصعيد القُطري خطوات لمنع هذه الهجمات أو التخفيف من آثارها عن طريق زيادة الوعي بالحق في الصحة إلى جانب تدابير مادية مختلفة للحدِّ من أثر الهجمات على البنية الأساسية الصحية.
ضمان تأهُّب البلدان
عقدت المنظمة في كانون الأول/ديسمبر 2018 اجتماعها الإقليمي السابع للأطراف المعنية لاستعراض تنفيذ اللوائح الصحية الدولية (2005)، وضم الاجتماع مختلف القطاعات الوطنية والشركاء التقنيين. وحضر هذا الاجتماع أكثر من 100 مشارك لمناقشة الوضع الحالي لتنفيذ القدرات الأساسية المطلوبة بموجب اللوائح الصحية الدولية والسُبُل المتاحة أمام الإقليم للمضي قُدُماً في هذا المضمار. وقد أعدت المنظمة أيضاً إرشادات حول اختصاصات اللجنة المتعددة القطاعات المعنية باللوائح الصحية الدولية ومهامها، والصلات التي ينبغي أن تربط مثل هذه اللجنة بسائر هياكل التنسيق في بلدٍ ما.
ووفقاً للمادة 54 من اللوائح الصحية الدولية (2005)، واصلت الدول الأطراف في إقليم شرق المتوسط تقديم تقارير سنوية إلى المنظمة بشأن تحقيق القدرات الأساسية المطلوبة بموجب اللوائح الصحية الدولية. وعُدِّلت أداة التبليغ السنوي لتكون أكثر اتساقاً مع أداة التقييم الخارجي المشترك، وذلك بعد عملية تشاورية مع مراكز الاتصال الوطنية المعنية باللوائح الصحية الدولية. وقُدِّمت أداة التبليغ السنوي المنقَّحة للدول الأطراف في آذار/مارس 2018.
والتقييم الخارجي المشترك عملية تعاونية طوعية تهدف إلى تقييم قدرات بلدٍ ما بموجب اللوائح الصحية الدولية (2005) على الوقاية من أخطار الصحة العامة والكشف عنها والاستجابة السريعة لها. وحتى كانون الأول/ديسمبر 2018، أجرى 17 بلداً في الإقليم التقييم الخارجي المشترك، وأُعِدَّ 15 تقريراً عن هذا التقييم. وبلغ متوسط الدرجات الإجمالية للتقييم الخارجي المشترك في المجالات التقنية التسعة عشر في الإقليم 3، وهو ما يعني "قدرة متطورة"، وتوفرت في المتوسط أكثر الخصائص التي تتسم بها هذه المجالات التقنية، غير أنه لا تزال هناك حاجة إلى العمل من أجل تحقيق الخصائص المتبقية وضمان استدامة جميع القدرات.
وجدير بالذكر أن وضع خطة عمل وطنية للأمن الصحي خطوة ضرورية تالية في عملية رصد وتقييم القدرات الأساسية المطلوبة بموجب اللوائح الصحية الدولية في البلدان. ويستطيع كل بلد، عند استخدامه التقييم الخارجي المشترك لإعداد خطته للعمل، تسليط الضوء على الفجوات والاحتياجات أمام المانحين والشركاء القائمين والمحتَملين في جهدٍ منه لسد الفجوات بالموارد. ومن شأن تنفيذ خطة عمل وطنية للأمن الصحي أن يمكِّن البلدان من التصدي للفجوات من خلال إجراءاتٍ منظَّمة يدعهما أصحاب المصلحة على الأصعدة الوطنية والإقليمية والعالمية. وتُوجِّه الخططُ الدولَ الأعضاء في عملية بناء قدراتها لتكون أفضل تأهُّباً وأحسن استعداداً من الناحية العملية لإدارة مخاطر الصحة العامة وأحداثها، ومن ثَمَّ تحمي سكانها على نحو أفضل. وقد استكمل 12 بلداً في الإقليم خططه الوطنية للأمن الصحي في عام 2018، وتعتزم ثلاثة بلدان الانتهاء من خططها، ومن المقرر أن تضع ثلاثة بلدان أخرى (هي المغرب وتونس والإمارات العربية المتحدة) اللمسات الأخيرة على خطط العمل الخاصة بها في عام 2019. ويتطلب تنفيذ خطط العمل تخصيص الموارد اللازمة، وسيكون إحدى أولويات الدعم الذي تقدمه المنظمة في عام 2019.
وقُدِّم الدعم إلى مصر والعراق والأردن وليبيا والمغرب وباكستان والصومال وتونس لتوصيف المخاطر وإعداد الخطط الوطنية من أجل التأهُّب لجميع الأخطار في مجال الصحة العامة والاستجابة لها. وأعد المكتب الإقليمي مرتسماً إقليمياً للمخاطر المحتمَلة، ووضع خطط طوارئ لأخطار بعينها، بُغيَة تسهيل الدعم المقدَّم إلى البلدان التي تستجيب لطوارئ الصحة العامة وتنسيق شؤونه.
ونُفِّذَت عدة أنشطة لاستيفاء متطلبات اللوائح الصحية الدولية (2005) في نقاط الدخول بالدول الأعضاء، منها إعداد خطط للتأهُّب والاستجابة لجميع أخطار الصحة العامة في حالات الطوارئ، وتعزيز التعاون عبر الحدود، وتقديم المشورة بشأن إجراءات التحرِّي في نقاط الخروج والدخول في سياق طوارئ الصحة العامة.
وفي عام 2018، قدَّمَت المنظمة تدريباً لجميع البلدان في الإقليم على إجراء عمليات محاكاة وطنية. وتلقَّى المشاركون تدريباً على كيفية تصميم تمارين "محاكاة نظرية" وتنفيذها من أجل اختبار الخطط والإجراءات التي توضح قدرات البلدان المطلوبة بموجب اللوائح الصحية الدولية، إذ تمثل هذه التمارين جزءاً مبدئياً وأساسياً من برنامج التمرين الوطني. وتُرجِم إلى اللغة الفرنسية دليل تمارين المحاكاة الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية مؤخراً، ويجري حالياً ترجمته إلى اللغة العربية. ودعمت المنظمة إجراء استعراض خارجي للاستجابات الوطنية لأحداث الصحة العامة الحادة، وخاصة النُّظُم المطبَّقة، والقدرات في مجالات الترصّد، والمختبرات، والتنسيق، والتبليغ بالمخاطر، والتدبير العلاجي للحالات. وأُجريَت استعراضات لاحقة في جمهورية إيران الإسلامية (الزلازل)، والمغرب (داء البروسيلات)، وباكستان (حمى الضنك)، مع التخطيط لتنفيذ أنشطة مماثلة في عُمان (حمى الضنك). ونفَّذ العراق والأردن وفلسطين وباكستان وتونس تمارين محاكاة لاختبار استجاباتها الوطنية لأحداث الصحة العامة الحادة. وأُجري أيضاً تمرين محاكاة إقليمي لاحتمال وفادة فيروس مرض الإيبولا، واختبَر هذا التمرين عدة عناصر في القدرات الإقليمية لتعزيز التأهُّب والاستعداد التشغيلي في البلدان.
وأُحرِزَ تقدم مهم في تعزيز تأهُّب المستشفيات. ونُفِّذَت أنشطة لتقييم تأهُّب المستشفيات، ووضع خطط التأهُّب، وتدريب القوى العاملة بالمستشفيات في البحرين وليبيا والسودان. وأعدَّت المنظمة حِزَماً تدريبية إلكترونية حول تأهُّب المستشفيات وإدارة جميع الأخطار، ومن المنتظَر البدء في تجريب هذه الحزَم التدريبية في البلدان التي تستخدم نهجاً مختلطاً يجمع بين التدريب الإلكتروني والتدريب المباشر وجهاً لوجه. كما أُحرِز تقدم جيد في النهوض بالأنشطة ذات الصلة بنهج الصحة الواحدة في الإقليم؛ واستُخدِمت نُهُج جديدة منها عقد حلقة عمل تأهيلية وطنية حول الخدمات البيطرية وإجراء استعراضات لاحقة في المغرب. وأُعدت خطة إقليمية (استناداً إلى نتائج التقييم الخارجي المشترك) بهدف تعزيز نَهج "الصحة الواحدة" في بلدان الإقليم، بما في ذلك حزمة تدريبية عبر شبكة الإنترنت.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2018، وقَّعت تشاد ومصر وإثيوبيا وليبيا وجنوب السودان والسودان إعلان الخرطوم بشأن السودان والبلدان المجاورة: الأمن الصحي عبر الحدود، وتعهدت فيه بتقوية التأهُّب والاستجابة لأخطار الصحة العامة وأحداثها عبر الحدود في مسعَى منها إلى تعزيز تنفيذ اللوائح الصحية الدولية وتحقيق الأمن الصحي العالمي.
وضم الاجتماع العالمي الثاني بشأن صحة المهاجرين مسؤولي التنسيق المعنيين بصحة المهاجرين من مكاتب المنظمة وممثلي المؤسسات صاحبة المصلحة للاتفاق على عددٍ من التوصيات الرامية إلى تعزيز صحة اللاجئين والمهاجرين. واتسقت حصائل الاجتماع الذي استمر يومين مع خطة العمل العالمية للمنظمة بشأن تعزيز صحة اللاجئين والمهاجرين. ويعكف المكتب الإقليمي حالياً على إعداد خطة عمل إقليمية لتعزيز صحة اللاجئين والمهاجرين، وضمان إدماجهم في الخطط الوطنية للتأهُّب والاستجابة في مجال الصحة العامة.
التدبير العلاجي لفاشيات الأمراض الـمُعدية
شهد عام 2018 حدوث أو استمرار 19 فاشية رئيسية لعشرة أمراض مستجدَّة مختلفة وأمراض يمكن أن تتحول إلى أوبئة في 12 بلداً من بلدان الإقليم الاثنتين والعشرين، ما أدّى إلى 435625 حالة إصابة و844 وفاة. ومن هذه الفاشيات: جُديري الماء (الحُماق) في باكستان، وداء الشيكونغونيا في السودان، والكوليرا في الصومال واليمن، وحمى القرم-الكونغو النزفية في أفغانستان والعراق وباكستان، وحمى الضنك في عُمان وباكستان والسودان واليمن، والدفتريا في اليمن، وحمى التيفود شديد المقاومة للأدوية في باكستان، وفيروس كورونا المسبِّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في الكويت وعُمان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وداء الفيالقة المرتبط بالسفر في الإمارات العربية المتحدة، وحمّى غرب النيل في تونس. وتعاونت منظمة الصحة العالمية مع البلدان المعنية من أجل التحقيق في هذه الفاشيات والتصدي لها والتخفيف من آثارها.
وفي اليمن، تعاونت المنظمة مع وزارة الصحة العامة والسكان لتعزيز أنظمة الترصُّد للإنذار المبكر عن الأمراض والتدبير العلاجي للحالات، وتوزيع اللقاحات المضادة للكوليرا التي تُؤخَذ عن طريق الفم، وتحسين فرص الوصول إلى المياه المأمونة وخدمات الإصحاح. وفي أيار/مايو 2018، أطلقت المنظمة ووزارة الصحة العامة والشركاء حملة التطعيم الفموي الأولى ضد الكوليرا في اليمن بهدف مكافحة أكبر فاشية للكوليرا في العالم.
وجاءت هذه الحملة في إطار خطة استجابة متكاملة ومستمرة وأوسع نطاقاً للفاشية تضمنت أنشطة الترصُّد وكشف الحالات، وإشراك المجتمع وتوعيته، وتعزيز قدرات الفحص المختبري، وتحسين جودة المياه وخدمات الإصحاح، وتدريب أفرقة الاستجابة السريعة ونشرها. وفي آذار/مارس 2018، نفَّذت المنظمة بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة والسكان، واليونيسف، حملة تطعيم واسعة النطاق لمكافحة انتشار الكوليرا. واستهدفت الحملة ما يقرب من مليون طفل تراوحت أعمارهم بين 6 أسابيع و15 عاماً في 39 مديرية تحظى بالأولوية في 11 محافظة.
وفي السودان، دعمت المنظمة تحسين الكشف المبكر عن الأمراض والتشخيص المختبري والتدبير العلاجي للحالات والوصول إلى المياه المأمونة وخدمات الإصحاح، مما أدى إلى تقليل حالات الإصابة بالإسهال المائي الحاد وتقليل حالات الوفاة التي يسببها. واحتوت كذلك وزارة الصحة الاتحادية في السودان، بدعمٍ من المنظمة والشركاء، فاشية لداء الشيكونغونيا من خلال التدبير المتكامل لمكافحة النواقل، والإبلاغ عن المخاطر، وتحسين الترصُّد. وشهدَت باكستان فاشية كبيرة لحمى التيفود شديد المقاومة للأدوية، ودعمت المنظمة استجابة البلد وقدمت لها الدعم التقني للتقصِّي الميداني ووَضْع خطة عمل وطنية.
المركز الإقليمي لعمليات الطوارئ
واصَل المركز الإقليمي لعمليات الطوارئ تنسيق استجابة المنظمة لحالات الطوارئ المصنَّفة من خلال التبادل الآني للمعلومات واتخاذ القرارات بصورة جماعية. واستضاف المركز كذلك عدداً من عمليات المحاكاة وعمليات المحاكاة النظرية على المستويين العالمي والإقليمي بشأن فاشيات الأمراض والطوارئ الصحية المحتملة، بما فيها الإنفلونزا ومرض فيروس الإيبولا.
وشاركت سبعة بلدان من الإقليم في إحدى عمليات المحاكاة التي أُجريت بشأن جائحة عالمية في كانون الأول/ديسمبر 2018، وتولى تنسيق هذه العملية مركز عمليات الطوارئ العالمي التابع للمنظمة وشبكة مراكز عمليات الطوارئ، وهي شبكة تضم مراكز عمليات الطوارئ العالمية. وكانت مصر والأردن ولبنان وعُمان والمملكة العربية السعودية وتونس والإمارات العربية المتحدة ضمن أكثر من 40 بلداً حول العالم شاركت في محاكاة استمرت 3 أيام، وكانت هذه المحاكاة أول تدريب عالمي على التصدي للجوائح.
وأتاحت عملية المحاكاة فرصة عملية لقياس قدرة المنظمة والبلدان على الاستجابة لفاشيات الإنفلونزا المحتملة التي قد تتحول إلى جائحة، وسمحت بتحديد الفجوات التي يتعين معالجتها. وأُجريت عملية المحاكاة بمناسبة مرور 100 عام على جائحة الإنفلونزا في عام 1918 التي أصابت، حسب التقديرات، ثلث سكان العالم وأدت إلى وفاة ملايين الأشخاص.
وقدَّمَت المنظمة المساعدة إلى الدول الأعضاء لتعزيز قدراتها على الوقاية من الأنفلونزا الموسمية والجائحة وترصُّدهما والتأهُّب والاستجابة لهما. واستضافت تونس اجتماعاً للخبراء والمسؤولين بوزارات الصحة من 5 بلدان، وناقش الاجتماع تعزيز الخطط الوطنية للتأهُّب للأنفلونزا الجائحة، وركَّز على تحسين ترصُّد الأنفلونزا، وتقييم المخاطر، والتأهُّب والاستجابة، وتحديد درجة وخامة الفاشيات. وعُقِد تدريب متقدم حول تقييم وخامة الأنفلونزا الجائحة بهدف تقوية قدرات 14 بلداً على تحديد القيم الأساسية والقصوى للأنفلونزا. ونتيجة لذلك أكملت 5 بلدان في الإقليم حساب القيم الأساسية والقصوى للأنفلونزا في عام 2018. وتلقى خبراء من 13 بلداً تدريباً متقدماً حول الكشف عن الأنفلونزا وتحديد خصائص فيروساتها من أجل تعزيز وتوحيد الكشف عن فيروسات الأنفلونزا الموسمية والجائحة وتأكيدها.
وفي الصومال، درَّبت المنظمة موظفين معنيين بالترصُّد الصحي من 11 إقليماً في جميع أرجاء البلد على الشبكة الإلكترونية للإنذار المبكر والاستجابة؛ وهي نسخة مُحدَّثة من نظام الإنذار والاستجابة تُحسِّن الكشفَ في الوقت المناسب عن مختلف الممرِضات التي تمثل تهديداً شديداً وتبادلَ المعلومات بشأنها. وبالمثل، كان الترصُّد نشاطاً حظِيَ بالأولوية خلال موسم الحج السنوي في المملكة العربية السعودية. ونجحت المنظمة ووزارة الصحة السعودية في تجريب نظام للإنذار المبكر بالأمراض، وتنفيذ مجموعة من تدابير التأهُّب والاستعداد حسبما تنص اللوائح الصحية الدولية (2005) فيما يتعلق بالتجمعات البشرية الحاشدة. ويرجع الفضل جزئياً إلى هذه الجهود المتضافرة في عدم تسجيل موسم الحج مرة أخرى هذا العام أي حدث من أحداث الصحة العامة التي يُحتَمَل أن تثير قلقاً (كما كان يحدث منذ ظهور متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في عام 2012). وعلاوة على ما سبق، أنشأت المنظمة في عام 2018 مجموعة من الخبراء في مجال متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في الإقليم ممن يمكن نشرهم بسرعة خلال أي فاشية للمرض.
وحصل 130 فرداً من أفرقة الاستجابة السريعة للإيبولا ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية المتعددة التخصصات على تدريب إضافي في 5 بلدان بهدف تحسين سرعة الاستجابة للطوارئ وتعزيز جودتها. وساعدَت هذه الدورات التدريبية على زيادة معارف المتدربين وصقل مهاراتهم في طرق إجراء تقييمات سريعة للمخاطر، واستقصاء الفاشيات وتحليل البيانات الوبائية، وسُبُل تنفيذ تدابير الصحة العامة الأولية لاحتواء فاشية ما. ونُشِرت بنشاط فرق الاستجابة السريعة الوطنية المدَّربة، واستجابت لعددٍ من الطوارئ منها فاشيات في أفغانستان وليبيا والصومال والجمهورية العربية السورية واليمن.
وسوف تضع المنظمة في 2019 اللمسات النهائية على الإطار الاستراتيجي الإقليمي للوقاية من الأمراض المستجدّة والأمراض التي يمكن أن تتحول إلى أوبئة ومكافحتها، وسوف تُقدِّم المساعدةَ التقنية إلى الدول الأعضاء للشروع في تنفيذه. ويتناول الإطار جميع المجالات ذات الأولوية فيما يتعلق بالتدبير العلاجي للأخطار المعدية بدءاً من الوقاية والترصُّد إلى التأهُّب والاستجابة. وتتضمّن بعض الأولويات التي حددتها المنظمة في عام 2019، ويتناولها الإطار بالتفصيل، مواصلة تعزيز الأنظمة الحالية للترصُّد الوبائي والفيروسي لمختلف الأمراض المستجدّة والتي تعاود الظهور التي تمثل تهديداً شديداً. وستتولى المنظمة، في البلدان التي تشهد حالات طوارئ معقَّدة، تدريب القوى العاملة الصحية بانتظام وتحسين المنصات الإلكترونية لجمع البيانات في الوقت الحقيقي وتحليلها آلياً لدعم تقصي الفاشيات والتدخلات المتعلقة بها واحتوائها.
وسوف تحصل البلدان على الدعم لقدراتها المختبرية التشخيصية الأساسية في مجال الكشف عن المُمرِضات التي تمثل تهديداً شديداً، حسبما تتطلب اللوائح الصحية الدولية (2005)، إلى جانب دعمها لزيادة قدراتها على الاستجابة السريعة بتعزيز المهارات والكفاءات التشغيلية اللازمة لإجراء تقصيات ميدانية وتنفيذ أنشطة الاستجابة في الوقت المناسب. وسوف تدعم المنظمة كذلك الجهود البحثية الرامية إلى تحسين فهم مَواطن الفجوات في المعرفة بأسباب الأمراض وانتقالها وعوامل الخطر المرتبطة بها، وعبء المرض، وحصائل المرضى المرتبطة بالممرضات التي تمثل تهديداً شديداً.
الاستجابة لحالات الطوارئ الصحية الإنسانية
تواصل المنظمة تعزيز إدارتها لحالات الطوارئ من خلال تطبيق نظام إدارة الأحداث – وهو ممارسة مثلى عالمية أقرّها كثير من وكالات الصحة العامة في العالم. وساعد الاتساق المتزايد في تطبيق نظام إدارة الأحداث على زيادة قدرة المنظمة على التنبؤ وتعزيز فعاليتها في الاستجابة لحالات الطوارئ، بما في ذلك في إقليم شرق المتوسط. كذلك حسَّنت المنظمة إدارتها لحالات الطوارئ الممتدة الأجل من خلال تطبيق الربط بين العمل الإنساني والتنمية الذي يجمع بين الشركاء في مجال العمل الإنساني والتنمية للتحليل المشترك، والتخطيط المشترك، وتحديد الحصائل الجماعية.
وواصَل المركز الإقليمي لعمليات الطوارئ تنسيق استجابة المنظمة لحالات الطوارئ المصنَّفة، واستضاف عدداً من عمليات المحاكاة وعمليات المحاكاة النظرية على الصعيدين العالمي والإقليمي في عام 2018 بشأن فاشيات الأمراض والطوارئ الصحية المحتملة.
وما فتئ مركز المنظمة للعمليات والإمدادات اللوجستية، بالمدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، يضمن إيصال الأدوية وسائر الإمدادات الصحية بأمان ودون انقطاع وفي الوقت المناسب وبطريقة يُعوَّل عليها، بما يضمن حماية الناس من آثار الطوارئ الصحية. ووصل إلى البلدان في إقليم شرق المتوسط ما يقرب من 75% من جميع الإمدادات الصحية التي اشترتها المنظمة على الصعيد العالمي في عام 2018: وبوجه عام، سلّمت المنظمة من مركزها للإمدادات اللوجستية في دبي أكثر من 1462 طناً مترياً من الإمدادات الصحية لما يزيد على 4.5 مليون مستفيد في 22 بلداً في ثلاثة من أقاليم المنظمة.
وفي عام 2018، أنشأت المنظمة 25 مركزاً للتغذية العلاجية لمساعدة الأطفال اليمنيين الذين يعانون من مضاعفات طبية بسبب سوء التغذية (ليصل إجمالي عدد المراكز العاملة إلى 54 مركزاً في 19 محافظة)، وسلَّمت إلى مراكز التغذية 450 مجموعة من مجموعات معالجة سوء التغذية الحاد الوخيم، ودرَّبت 621 عاملاً صحياً على التدبير العلاجي لحالات سوء التغذية الحاد الوخيم، ووفرت الأدوية والوقود لاستمرار عمل المراكز الصحية. وإجمالاً، عالجت المنظمة في عامَي 2017 و2018 أكثر من 14697 طفلاً، وارتفع معدل الشفاء من 75% (في عام 2017) إلى 87% (في عام 2018).
وفي عام 2018، تطلَّب الوضع السريع التغيُّر في الجمهورية العربية السورية من المنظمة أن تتدخل في مناطق جغرافية كثيرة. ففي الغوطة الشرقية، أُحيل أكثر من 4200 شخص إلى المستشفيات العامة وحصل ما يزيد على 55000 طفل على التطعيمات ضد شلل الأطفال وغيره من أمراض الطفولة، كما قدَّم العاملون في مجال صحة المجتمع والفِرَق المتنقلة التدخلات النفسية إلى أكثر من 34000 شخص. ووزَّعت المنظمة في جنوب غرب الجمهورية العربية السورية أكثر من 70 طناً من الأدوية والإمدادات على مرافق الرعاية الصحية، ودعمت المنظمات غير الحكومية التي قدمت ما يزيد على 97000 استشارة في مجال الرعاية الصحية الأولية من خلال العيادات الثابتة والفرق المتنقلة. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2018، استطاعت قافلة مشتركة بين الوكالات والهلال الأحمر العربي السوري الوصول إلى الناس في مخيم الركبان للمرة الأولى منذ 9 شهور، وسلمت المنظمة إلى المخيم أكثر من 3 أطنان من الأدوية والإمدادات الطبية (تكفي لعلاج 31601 حالة)، وقيَّمت الحالة الصحية والاحتياجات الصحية هناك. وعبر محورها الحدودي في غازي عنتاب بتركيا، دعمت المنظمة التكاليف التشغيلية لمرافق الرعاية الصحية الأولية والثانوية (38 مرفقاً)، والفرق المتنقلة (185 فريقاً)، والعيادات المتنقلة (54 عيادة)، وسيارات الإسعاف في شمال غرب سوريا. وسلم محور غازي عنتاب 497 طناً من الإمدادات الطبية إلى المناطق التي تشتد فيها الاحتياجات الصحية، ودعم 1.8 مليون استشارة في مجال الرعاية الصحية الأولية، وعلاج أكثر من 88800 مريض مصاب بالرضوح. وقدَّم أيضاً محور غازي عنتاب الدعمَ إلى الشركاء من خلال توفير الخبرة التقنية والتدريب. ففي خريف 2018، سلم محور غازي عنتاب إلى شمال غرب سوريا أكبر شحنة عابرة للحدود على الإطلاق من أدوية الطوارئ ومستلزماتها، إذ قدَّم 104 أطنان من الإمدادات إلى 180 مرفقاً للرعاية الصحية. وفي 2018، أوصلت المنظمة أكثر من 245 طناً من المعدات والإمدادات الطبية (كانت كافية لتلبية الاحتياجات الصحية لما يزيد على 200000 فرد) إلى شمال شرق سوريا عن طريق معبر اليعربية الحدودي في العراق. ودعمت المنظمة كذلك إحدى المنظمات غير الحكومية الدولية التي قدمت خدمات الرعاية الصحية الأولية وخدمات إحالة الطوارئ إلى أكثر من 10000 شخص في مدينة الرقة في عام 2018.
وخلَّف العنف في جنوبي طرابلس في ليبيا، في أيلول/سبتمبر 2018، مئات الجرحى في حاجة إلى الرعاية الطبية العاجلة والمنقِذة للحياة. وأُبلِغ كذلك عن هجمات على مرافق الرعاية الصحية والعاملين فيها في ليبيا. ونشرت المنظمة 10 فرق متنقلة لمعالجة إصابات الطوارئ الشديدة في المناطق التي يدور فيها القتال في مسعى منها لدعم جهود الاستجابة التي تنفِّذها وزارة الصحة الليبية. ووفرت المنظمة أيضاً الأدوية اللازمة لعلاج الإصابات الشديدة للحالات الحرجة التي بلغت 200 حالة. وحصلت كذلك المرافق الصحية على الأدوية اللازمة لعلاج الأمراض المزمنة في المناطق التي تستضيف مشردين بسبب العنف الذي تشهده البلاد.
وفي آب/أغسطس 2018، استجابت المنظمة والسلطات الصحية في العراق لفاشية أمراض معدية معوية في البصرة تسببت فيها إمدادات المياه غير المأمونة. واستجابت المنظمة ووزارة الصحة من خلال توفير الأدوية والإمدادات الطبية، بما يضمن حصول جميع المرضى على العلاج مجاناً، وتدريب العاملين الصحيين ونشرهم، وإطلاق حملات لتوعية المجتمع، وتعزيز رصد جودة المياه في المناطق المتأثرة.
ودعماً للمتضررين من الجفاف في أفغانستان، قدَّمت المنظمة الدعم لتنفيذ الاستجابة السريعة بالحزمة الأساسية من الخدمات الصحية في المناطق المعرَّضة للخطر الأكبر. وأرسلت المنظمة أيضاً الإمدادات الطبية إلى المرافق الصحية في المناطق المتضررة بالجفاف التي تحظى بالأولوية. وفي عام 2018، قُدِّمت أكثر من 1.24 مليون استشارة صحية، ونُشِرَ 18 فريقاً صحياً متنقلاً لتقديم الخدمات الأساسية المنقِذة للحياة إلى السكان المتضررين بالجفاف والمشرَّدين بسبب الصراع، فضلاً عن تقديم الخدمات الصحية الأساسية إلى 32 منطقة من المناطق التي يصعب الوصول إليها.
وفي 2018، مَوَّل عدد من الجهات المانحة الرئيسية عمل المنظمة في مجال الطوارئ بنسبة 80% في المتوسط. وشملت هذه الجهات المانحة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، ووزارة الخارجية الأمريكية، ومكتب المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية (إيكو)، وألمانيا، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، واليابان، وجمهورية كوريا، وصندوق الأمم المتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ، ووزارة التنمية الدولية بالمملكة المتحدة، والنرويج، وقطر، والكويت، والبنك الدولي، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وعُمان، والصين، وإيطاليا، والجزائر، وسلوفاكيا، والسويد، وليتوانيا. وبالرغم من تلقِّي بعض الدول دعماً كبيراً من الجهات المانحة في 2018، تواجه بلدان أخرى حالات طوارئ منسية، ولا تزال الاحتياجات الصحية بها تفتقر كثيراً إلى التمويل، منها الصومال والسودان والبلدان التي تستضيف اللاجئين.
ولاتزال الشراكات ضرورية للعمل في مجال الاستجابة لحالات الطوارئ، مع التأكيد على العمل الجماعي والتنسيق بين القطاعات المتعددة، خاصة مع قطاعات التغذية والمياه والإصحاح. وللمنظمة ثلاث شراكات تنفيذية رئيسية على الصعيد العالمي، تعمل جميعها بنشاط في الإقليم، وهذه الشراكات هي: مجموعة الصحة العالمية، والشبكة العالمية للإنذار بحدوث الفاشيات ومواجهتها، وأفرقة الطوارئ الطبية.
ومجموعة الصحة العالمية هي الشريك التنفيذي الأكبر في الأزمات الإنسانية، مع تفعيل 29 مجموعة على الصعيدين القُطري والإقليمي تعمل من 8 مواقع على المستوى الوطني و42 موقعاً على المستوى دون الوطني، وتهدف إلى خدمة 57.1 مليون شخص في حاجة إلى الخدمات الصحية. أما الشبكة العالمية للإنذار بحدوث الفاشيات ومواجهتها فتمثل شبكة من مؤسسات الصحة العامة التي تنشر خبراء تقنيين استجابةً للفاشيات وأحداث الصحة العامة في جميع أرجاء العالم. ويستضيف مكتب المنظمة الإقليمي لشرق المتوسط 12 شريكاً في الشبكة، وقد نشر في عام 2018 خبراء منها للاستجابة لفاشية حمى الضنك في باكستان. وأفرقة الطوارئ الطبية هي أفرقة مكتفية ذاتياً تستطيع تدعيم الخدمات السريرية أثناء الطوارئ. كما أن أفرقة الطوارئ الطبية الوطنية آخذة في الاتساع في جميع أنحاء الإقليم، مع قيام بعض الدول الأعضاء بإعداد أفرقة طوارئ طبية قد تُنشَر على الصعيد الدولي في نهاية المطاف لتقديم الدعم الإضافي عندما تعجز القدرات الوطنية في مكان آخر.
الأمراض السارية
الأمراض السارية
أدّى انهيار النُّظُم الصحية والنُّظُم الأخرى جرّاء النزاعات، ونزوح أعداد ضخمة من السكان، ووقوع كوارث بيئية، وحدوث تغيرات مناخية إلى معاودة ظهور بعض الأمراض السارية كتهديدات جسيمة، وتحوُّل كثير منها إلى أوبئة مدمِّرة. ويمثل التأكيد الاستراتيجي للمنظمة على توسيع نطاق التغطية الصحية الشاملة وتعزيز الرعاية الصحية الأولية فرصةً لتحسين جهود الوقاية من الأمراض السارية ومكافحتها، مع التركيز على تقوية النُّظُم، بما في ذلك الترصُّد وخدمات المختبرات وتقديم الخدمات، مما يؤدي إلى إدماج أفضل للخدمات على مختلف مستويات الرعاية الصحية.
شلل الأطفال
استمر سريان فيروس شلل الأطفال البرّي في أفغانستان وباكستان، وهما البلدان اللذان يتوطّن فيهما المرض، حيث بلغ إجمالي عدد الحالات المُبلغ عنها 33 حالة في عام 2018 (21 حالة في أفغانستان و12 حالة في باكستان). وتشير أنماط كل من الحالات البشرية والعينات البيئية الإيجابية إلى استمرار سريان الفيروس في مناطق المستودعات المعروفة في كلا البلدين. وما زالت التحديات الرئيسية تتمثل في الوصول إلى جميع السكان (المتأثرين بانعدام الأمن وحظر التمنيع في أفغانستان)، وجودة حملات التمنيع في مناطق المستودعات، وتنقلات السكان، وسلامة العاملين في الخطوط الأمامية. كما أن تنامي مستويات التردد في الإقبال على التطعيم، الذي يرتبط غالباً بانتشار معلومات مغلوطة عبر وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي، قد زاد تعقيد الجهود المبذولة لتوصيل لقاح شلل الأطفال إلى كل طفل. وتُواصِل أفغانستان وباكستان تنفيذ خطط عمل وطنية قوية للطوارئ، ولا تزال مراكز عمليات الطوارئ آليات حيوية على الصعيدين الوطني ودون الوطني لتنسيق جهود الاستئصال ورصد تنفيذ خطط العمل الوطنية للطوارئ. وقد وُضعت آلية قوية للتنسيق عبر الحدود بين البلدين.
وسُجّل آخر ظهور لحالة الإصابة بفيروس شلل الأطفال البري من النمط 2 في العالم في عام 1999، بينما ظهرت أحدث حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال البري من النمط 3 في تشرين الثاني/نوفمبر 2012. وفي أيلول/سبتمبر 2015، أعلنت اللجنة العالمية للإشهاد على استئصال شلل الأطفال عن استئصال فيروس شلل الأطفال البري من النمط 2.
وانتهت رسمياً فاشية فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2 في الجمهورية العربية السورية في عام 2018، وكانت هذه الفاشية قد بدأت في عام 2017 وتسببت في إصابة 74 طفلاً بالشلل. وظهرت فاشيات متزامنة لفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2 وفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 3 في الصومال في عام 2018. وسُجِّلت 12 حالة إصابة بشلل الأطفال بسبب فيروسات شلل الأطفال الدائرة المشتقة من اللقاحات في عام 2018 (خمس حالات بسبب فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2، وست حالات بسبب فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 3، وحالة واحدة بسبب الإصابة بفيروسات شلل الأطفال الدائرة المشتقة من اللقاحات من النمطين 2 و3 في وقت واحد).
ويدُل اكتشاف فيروسات شلل الأطفال الدائرة المشتقة من اللقاحات في الصومال على فجوة مناعية كبيرة لدى السكان، ويُعزَى ذلك في المقام الأول إلى تعذُّر الوصول إلى أعداد كبيرة من الأطفال في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة غير التابعة للدولة. ويجري الآن تنفيذ خطة شاملة للاستجابة بالتنسيق مع بلدان القرن الأفريقي الأخرى، وتعكف الأفرقة الإقليمية على جمع الدروس الرئيسية المستفادة من هذه الاستجابة المستمرة بهدف تحسين التأهُّب والاستجابة لأي فاشيات محتملة لفيروسات شلل الأطفال الدائرة المشتقة من اللقاحات في البلدان الأخرى ذات المخاطر العالية في الإقليم.
وأعربَت لجنة الطوارئ، المنشأة بموجب اللوائح الصحية الدولية (2005) والمعنية بانتشار فيروس شلل الأطفال على الصعيد الدولي، في اجتماعها العشرين الذي عُقِد في 19 شباط/فبراير 2019 عن قلقها إزاء زيادة حالات الإصابة بفيروس شلل الأطفال البري من النمط 1 على الصعيد العالمي في عام 2018. وقد وافقت اللجنة بالإجماع على أن خطر انتشار فيروس شلل الأطفال على الصعيد الدولي لا يزال يمثل طارئة صحية عامة تسبب قلقاً دولياً، وأوصت بتمديد التوصيات المؤقتة لثلاثة أشهر أخرى. وتأتي أفغانستان وباكستان ضمن الدول الموبوءة بفيروس شلل الأطفال البري من النمط 1، مع وجود خطر محتمل بانتشاره على المستوى الدولي، في حين تندرج الصومال ضمن الدول الموبوءة بفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2 وفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 3، مع احتمالية انتشارهما على المستوى الدولي.
وعلى الرغم من التقدُّم الهائل الذي أُحرز على الصعيد العالمي وعلى مستوى الإقليم، سيظل الخطر قائماً مادام فيروس شلل الأطفال البري ينتشر في أي مكان. وتوجد في الإقليم ثلاثة بلدان معرّضة لخطر كبير للغاية، وهي الصومال والجمهورية العربية السورية واليمن، وثلاثة بلدان معرّضة لخطر كبير، وهي العراق وليبيا والسودان. وجميعها تعاني من درجاتٍ متفاوتة من حالات طوارئ مُعقَّدة وقيود مرتبطة بتعذر الوصول أو الأمن، مما يعوق جهود الحفاظ على مستوى مرتفع من مناعة السكان وعلى نظام دقيق للترصُّد. وتُقدم المنظمة الدعم التقني واللوجستي لهذه البلدان لتنفيذ أنشطة التمنيع التكميلي والترصُّد. ومع ذلك، استمر النقص على الصعيد العالمي في الإمداد بلقاح شلل الأطفال المعطل في عام 2018، وقد جرى الكشف عن هذا النقص لأول مرة في عام 2016، مما يمثِّل تحديات إضافية لبعض البلدان فيما يتعلق بتغطية جميع مجموعات المواليد بجرعة واحدة على الأقل من لقاح شلل الأطفال المعطل.
وفي عام 2018، حافظت بلدان الإقليم على مؤشرات أداء الترصُّد عند معايير الإشهاد أو أعلى منها. وقد أبلغ نظام ترصُّد الشلل الرخو الحاد عن نحو 23 ألف حالة إصابة في عام 2018، وقد استوفت كل الدول الأعضاء، عدا دولتين، مؤشرات الترصُّد القياسية الرئيسية الخاصة بمعدلات الشلل الرخو الحاد غير الناجم عن شلل الأطفال (حالتان لكل 100 ألف طفل دون سن 15 عاماً)، وحققت النسبة المئوية لحالات الشلل الرخو الحاد التي توفرت لها عينات كافية (80%). ودعمت شبكة مكوّنة من 12 مختبراً معتمداً من المنظمة هذا النظام. واستمر اتساع نطاق جهود الترصُّد البيئي في عام 2018، مع تزايد أعداد نُظم الترصُّد البيئي القائمة بالفعل في أفغانستان ومصر وجمهورية إيران الإسلامية والأردن ولبنان وباكستان والصومال والسودان والجمهورية العربية السورية. وجاري اتخاذ الترتيبات اللازمة لتوسيع نطاق الترصُّد البيئي ليشمل العراق في عام 2019. والترصُّد البيئي أداة للإنذار المبكر بفيروسات شلل الأطفال المشتقة من اللقاحات التي لا تزال تشكّل خطراً، لا سيّما في البلدان المتضررة بالنزاعات حيث يتعذّر على عدد كبير من الأطفال الحصول على خدمات التمنيع.
وفي عام 2018، واصل البرنامج الإقليمي لاستئصال شلل الأطفال دعم الخطط الوطنية للتأهُّب والاستجابة. وأجرت جميع بلدان الإقليم الخالية من فيروس شلل الأطفال، باستثناء اليمن، تدريبات محاكاة لفاشيات شلل الأطفال. وبدأ الفريق الإقليمي عملية لتحديث المنهجية المستخدمة في تدريبات محاكاة فاشيات شلل الأطفال في ضوء الدروس المستفادة وأفضل الممارسات في الأقاليم والبرامج الأخرى.
ويضُم الإقليم أربعة بلدان من البلدان الستة عشر التي تحظى بالأولوية على المستوى العالمي فيما يتعلق بتخطيط الانتقال لحقبة ما بعد استئصال شلل الأطفال، وهي أفغانستان وباكستان والصومال والسودان. وتحظى أربعة بلدان أخرى (هي العراق، وليبيا، والجمهورية العربية السورية، واليمن) بالأولوية على المستوى الإقليمي لتقييم وظائف شلل الأطفال التي سيجري إدماجها في المبادرات الأخرى القائمة وتحديد الوظائف التي قد تكون لها الأولوية أو يُحتَمل إنهاؤها تدريجياً. وفي عام 2018، وُضِعت خطط انتقال للصومال والسودان، وعُقدَت اجتماعات تشاورية في هذا الشأن. ويتأثر الجدول الزمني لتنفيذ تخطيط الانتقال في الإقليم بفاشية فيروسات شلل الأطفال الدائرة المشتقة من اللقاحات في الصومال واستمرار سريان فيروس شلل الأطفال البري من النمط 1 في أفغانستان وباكستان. ومن المتوقّع أن يشرع العراق والجمهورية العربية السورية واليمن في العمل على وضع خطط الانتقال في 2019.
ويأتي على رأس الأولويات الرئيسية التي ينبغي إنجازها خلال عام 2019 وقف سراية فيروس شلل الأطفال البري في أفغانستان وباكستان عن طريق دعم تنفيذ خطط العمل الوطنية للطوارئ تقنياً ومالياً ولوجستياً. وسيُعنَى محور آخر من محاور التركيز بوقف فاشيات فيروسات شلل الأطفال الدائرة المشتقة من اللقاحات الحالية في الصومال ورفع مستويات التمنيع لمنع وقوع أي فاشيات لاحقاً. أضف إلى ذلك أن الأصول الخاصة بشلل الأطفال سوف تُسخَّر لتعزيز التمنيع الروتيني في البلدان التي تمر بمرحلة انتقالية، وذلك في إطار التخطيط للانتقال. وسيستمر تحسين القدرة على التأهُّب والاستجابة في كل البلدان، مع التركيز بقوة على تحسين نظم الترصُّد لضمان الاكتشاف المبكِّر والاستجابة الفعّالة لأي وفادة لفيروس شلل الأطفال، وعلى دعم البلدان في جهود الاحتواء المختبري والتأهب للإشهاد على استئصال شلل الأطفال.
فيروس العوز المناعي البشري والتهاب الكبد
بحلول نهاية عام 2018، كان عدد الأشخاص المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري في الإقليم قد بلغ 400 ألف شخص، مع ظهور 41 ألف حالة عدوى بهذا الفيروس خلال العام. وبلغ عدد حالات الوفاة في صفوف الأشخاص المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري 15 ألف حالة، بزيادة قدرها 84% عن عام 2010.
وواصلت الدول الأعضاء بذل الجهود الرامية إلى توسيع نطاق تشخيص فيروس العوز المناعي البشري والعلاج منه. وارتفع عدد الأشخاص المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري الذين يتلقون العلاج المضاد للفيروسات القهقرية إلى 82 ألف. وعلى الرغم من ذلك، ظلت التغطية الإجمالية للعلاج المضاد للفيروسات القهقرية في الإقليم عند 21%، ويُعزى ذلك بدرجة كبيرة إلى التغطية المحدودة بخدمات اختبار فيروس العوز المناعي البشري، وعدم كفاءة اكتشاف الحالات، وتأخر التشخيص، وضعف الربط مع الخدمات العلاجية، والإنهاك الناجم عن العلاج بعد البدء في تناول الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية. وتماشياً مع الأولوية الاستراتيجية الواردة في رؤية 2023 والمتمثلة في توسيع نطاق التغطية الصحية الشاملة، فقد شهد عام 2018 إيلاء التركيز لزيادة التغطية بتشخيص فيروس العوز المناعي البشري والعلاج منه. وقُدِّم الدعم إلى جمهورية إيران الإسلامية للبدء في خطط إدماج خدمات فيروس العوز المناعي البشري في خدمات الحد من الضرر المقدمة للأشخاص الذين يتعاطون المخدرات حقناً وفي مرافق الرعاية الصحية الأولية، وقُدِّم الدعم إلى باكستان بقصد إجراء مشاورات وطنية حول الاختبار الذاتي للكشف الذاتي عن فيروس العوز المناعي البشري وتطبيق اللامركزية في مجال رعاية المصابين بفيروس العوز المناعي البشري.
وتشير التقديرات إلى إصابة 21 مليون شخص بالتهاب الكبد الفيروسي المزمن B، وإصابة 15 مليون آخرين بالتهاب الكبد الفيروسي C في الإقليم. وتنوء مصر وباكستان بما يزيد على 80% من عبء التهاب الكبد الفيروسي C. وبلغت نسبة التغطية الإقليمية بجرعة التمنيع من اللقاح المضاد لالتهاب الكبد B عند الولادة 33% في عام 2018. وتتصدر مصر الجهود العالمية الرامية إلى القضاء على التهاب الكبد C، مدفوعة في ذلك بالمبادرة الرئاسية الهادفة إلى اختبار ما يتراوح من 45 إلى 52 مليون شخص، وإحالة أصحاب النتائج الإيجابية إلى العلاج. وخلال عام 2018، قُدِّم الدعم إلى باكستان لتقييم قدرتها على تشخيص التهاب الكبد وربط المصابين به بالخدمات العلاجية، ورصد البرنامج، وجمع البيانات الاستراتيجية والاستفادة منها، وإدراج خدمات فيروس العوز المناعي البشري والسلّ والتهاب الكبد المتعلقة بالفئات السكانية الرئيسية. إضافة إلى ذلك، عُقدَت مشاورة مع جهات التنسيق الدوائية والتنظيمية لالتهاب الكبد من وزارات الصحة وممثلي المجتمع المدني، وبحثت السُبل الممكنة لإتاحة أدوية التهاب الكبد B وC وأدواتهما التشخيصية بأسعار ميسورة.
السُل
تشير التقديرات إلى إصابة 771000 شخص بالسل في الإقليم خلال عام 2017 - أي ما يعادل 8% من العبء العالمي من لمرض السل - كما أُبلغ بحالات بلغ عددها 536185 حالة، وهو ما يمثل نسبة تغطية بالعلاج بلغت 68%. وتنوء خمسة بُلدان (هي أفغانستان والمغرب وباكستان والصومال والسودان) بنسبة 91% من عبء السل في الإقليم. ولا يزال السل المقاوم للأدوية يشكل أزمة صحية عامة في العالم كله وفي الإقليم؛ ففي عام 2017، أشارت التقديرات إلى وجود 21000 حالة من حالات السل المقاوم للأدوية المتعددة من بين الحالات التي أُخطِر بها في الإقليم، ولكن خضع منها للعلاج 4353 حالة فقط (21%). وتحققت نسب نجاح في العلاج بلغت 92% و62% في صفوف حالات السل الحسّاس للأدوية والسل المقاوم للأدوية على التوالي، وهي المعدلات الأعلى من أي إقليم آخر في العالم.
وعُقد للمرة الأولى على الإطلاق الاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة المعني بإنهاء السل في 26 أيلول/سبتمبر 2018. وفي إطار الاستعداد للاجتماع، شاركت ستة بُلدان تنوء بعبء مرتفع من المرض (وهي أفغانستان وجيبوتي والمغرب وباكستان والصومال والسودان) في مشاورة إقليمية.
وقُدِّم الدعم لبُلدان عديدة في الإقليم (وهي أفغانستان والأردن ولبنان وباكستان والجمهورية العربية السورية واليمن) من أجل تحديث خططها الاستراتيجية ومبادئها التوجيهية الوطنية بشأن السل، وتَدَرُّن الطفولة، والعدوى الكامنة بالسل. وقُدِّم الدعم إلى باكستان من أجل البدء في تنفيذ مبادرة دحر السل من أجل بلوغ الغايات التي حددها الإعلان السياسي الصادر عن الاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة المعني بإنهاء السل. وتشترك في هذه المبادرة منظمة الصحة العالمية، وشراكة دحر السل، والصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، وتهدف إلى تعزيز قدرات البُلدان الثلاثة عشرة التي تنوء بالعبء الأكبر من السل.
وأُحرز تقدم بشأن تحسين الكشف عن حالات السل المقاوم للأدوية المتعددة وتدبيره علاجياً في جميع بُلدان الإقليم، وذلك عن طريق تطبيق الاختبار الجزيئي الجديد لمقاومة السل للريفامبيسين باستخدام منصة GeneXpert؛ وأُعيد علاج أكثر من نصف الحالات التي خضعت للاختبار في عام 2017. وجرى استعراض برنامج السل وبعثات الدعم التي أرسلتها لجنة الضوء الأخضر الإقليمية بشأن السل المقاوم للأدوية في تسعة بُلدان (هي أفغانستان وجيبوتي والأردن ولبنان والمغرب وباكستان والصومال والسودان وتونس). وإضافةً إلى ذلك، عُقدت اجتماعات سنوية للجنة الضوء الأخضر الإقليمية وفرقة عمل المختبرات لمراجعة إدارة برنامج السل المقاوم للأدوية وتسريع وتيرة إنجازه.
القضاء على السل
عُقد للمرة الأولى على الإطلاق الاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة المعني بالسل، وذلك في نيويورك في 26 أيلول/سبتمبر 2018. وكان موضوع الاجتماع هو "متحدون من أجل القضاء على السل: استجابة عالمية عاجلة لوباء عالمي". وأبرَز هذا الحدث المهم ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتسريع وتيرة التقدم المحرَز صوب القضاء على وباء السل بحلول عام 2030.
وضمّ الاجتماع أكثر من 1000 مشارك من جميع أنحاء العالم، منهم 15 رئيس دولة، وأكثر من 100 وزير وقيادات قُطرية أخرى، و360 ممثلاً للمجتمع المدني وأصحاب المصلحة الآخرين، بالإضافة إلى 10 وكالات تابعة للأمم المتحدة. وأقرَّ الاجتماع إعلاناً سياسياً طموحاً يدعو إلى العمل والاستثمار لتسريع وتيرة التقدم المُحرز في سبيل القضاء على السل. واعتمدت الجمعية العامة هذا الإعلان لاحقاً في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2018.
وفي إطار الأعمال التحضيرية للاجتماع، حضر ممثلون رفيعو المستوى من ستة بلدان تنوء بعب ثقيل من المرض في الإقليم (وهي أفغانستان وجيبوتي والمغرب وباكستان والصومال والسودان) مشاورةً إقليميةً عقدتها منظمة الصحة العالمية في مدينة إسلام أباد الباكستانية، لدعم المشاركة القُطرية في الاجتماع.
ويُشكِّل الاعتماد الشديد على التمويل الخارجي لمكافحة السل تحدياً كبيراً في الإقليم، إلى جانب تعذُّر الوصول إلى ثُلْث حالات السل. وفي الوقت الحالي، يأتي 43% من ميزانية برامج السل الإقليمية من مصادر دولية، و21% من مصادر محلية، وهو ما يُخلّف فجوة تمويلية بمقدار 36%. وعلاوة على ذلك، فقد أثر دمار النُّظم الصحية، والتحركات السكانية الهائلة، والوضع الأمني السيئ تأثيراً بالغاً على برامج مكافحة السل في البُلدان التي تواجه حالات طوارئ معقدة.
وتواصل المنظمة تقديم الدعم إلى الدول الأعضاء من أجل إعداد استراتيجيات وخطط وطنية تتضمن الالتزامات التي قُطعت بموجب الإعلان السياسي، والحثّ على اتباع نهج متعدد القطاعات لتسريع وتيرة الجهود المبذولة للوصول إلى الغايات المستهدفة بحلول عام 2022، ودحر السل بحلول عام 2030. وللعثور على حالات السل المتعذر الوصول إليها، تروج المنظمة حالياً لاعتماد خارطة طريق من أجل تسخير جميع إمكانات مقدِّمي الخدمة من القطاع الخاص. ويُقدَّم الدعم إلى البُلدان للانتقال نحو تطبيق السياسة الجديدة للسل المقاوم للأدوية، وتوسيع نطاق علاج حالات العدوى الكامنة بالسل، وطرح خارطة طريق جديدة للمضيّ قُدُماً نحو القضاء على السل في صفوف الأطفال والمراهقين.
الملاريا
لا يزال التقدُّم المُحرَز نحو خفض عبء الملاريا متعثراً، مقترناً بزيادة في الحالات التقديرية للإصابة بالمرض منذ عام 2016. وفي عام 2018، أبلغ الإقليم عن أكثر من 5 مليون حالة مشتبهة ومؤكّدة، منها نحو 2.2 مليون حالة تأكدت إصابتها بالمرض. وتهدف جمهورية إيران الإسلامية والمملكة العربية السعودية إلى القضاء على الملاريا: حيث تراجعت الحالات المسجلة محلياً في جمهورية إيران الإسلامية إلى 20 حالة في عام 2018، بينما ظل العدد في المملكة العربية السعودية أقل من 100 حالة ما بين عامَيْ 2010 و2015، غير أنه ارتفع مجدداً في السنوات الأخيرة ليصل إلى 194 حالة في عام 2018 (انظر الجدول رقم 1). ودخلت البُلدان الأخرى الموطونة بالمرض (وهي أفغانستان وجيبوتي وباكستان والصومال والسودان واليمن) مرحلة التخفيف من عبء المرض. ووصل عدد حالات الملاريا إلى مستوى يُنذر بالخطر في جيبوتي نتيجة التحركات السكانية الوافدة من بلدان مجاورة، ووجود بعوض الأنوفيلة الاصطِفانِيَّة، وانعدام كفاءة برامج مكافحة الملاريا (انظر الجدول رقم 2).
واستمر في عام 2018 تقديم الدعم إلى البلدان من أجل زيادة فرص الوصول إلى الخدمات الوقائية والتشخيصية والعلاجية بما يُمكِّن من تحقيق غايات التغطية الصحية الشاملة. وزادت التغطية في السنوات الأخيرة، غير أنها ما زالت دون المستوى المستهدف. وتواترت تقارير حول نفاد مخزون الأدوية والأدوات التشخيصية، وتأخر تعميم تدخلات مكافحة النواقل في جيبوتي والسودان واليمن. وقوّضت الاضطرابات السياسية وعدم الاستقرار الذي شهدته بعض البُلدان جهود مكافحة الملاريا، مما أدى إلى ظهور أمراض أخرى منقولة بالنواقل، أو معاودة ظهورها. وظهرت فاشيّات حمى الضنك والشيكونغونيا في البلدان الموطونة بالملاريا، مما فرض ضغطاً متزايداً على الموارد المنهكة بالفعل. وقُدِّم الدعم لتنفيذ تدخلات مكافحة الملاريا في البلدان المتأثرة بانعدام الأمن وحالات الطوارئ الإنسانية، بما في ذلك أفغانستان وجيبوتي وباكستان والصومال والسودان واليمن، كما استمر تقديم الدعم إلى الدراسات التي تُجرى بشأن مدى نجاعة العلاج باستخدام الأدوية المضادة للملاريا في البلدان التي يتوطن بها المرض في الإقليم.
ووُضعت خطة عمل إقليمية لتنفيذ الاستجابة العالمية الخاصة بمكافحة النواقل 2017-2030 عبر مشاورة واسعة النطاق. وقُدِّم الدعم لتقييم احتياجات مكافحة النواقل وإنشاء إدارة متكاملة للنواقل وإدارة لمقاومة مبيدات الحشرات في البلدان ذات الأولوية. وقُدِّم الدعم لتدخلات مكافحة النواقل وترصُّدها، بما في ذلك رصد مقاومة مبيدات الحشرات، في البلدان المتضررة من فاشيّات الأمراض المنقولة بالنواقل، ومنها أفغانستان وجيبوتي وعُمان وباكستان والصومال والسودان واليمن.
الجدول 1. الحالات المؤكدة بتحليل الطفيلي في البلدان التي تعاني من سراية متقطعة للملاريا أو لا توجد بها سراية أصلاً، والبلدان التي ينخفض فيها توطن الملاريا
الجدول 1. الحالات المؤكدة بتحليل الطفيلي في البلدان التي تعاني من سراية متقطعة للملاريا أو لا توجد بها سراية أصلاً، والبلدان التي ينخفض فيها توطن الملاريا
البلد | 2016 | 2017 | 2018 | |||
إجمالي الحالات الـمُبلَّغ عنها | عدد الحالات المحلية الأصل | إجمالي الحالات الـمُبلَّغ عنها | عدد الحالات المحلية الأصل | إجمالي الحالات الـمُبلَّغ عنها | عدد الحالات المحلية الأصل | |
البحرين | 106 | 0 | 133 | 0 | 53 | 0 |
مصر | 233 | 0 | 305 | 0 | 356 | 0 |
جمهورية إيران الإسلامية | 705 | 94 | 939 | 74 | 625 | 20 |
العراق | 5 | 0 | 9 | 0 | 12 | 0 |
الأردن | 51 | 0 | 44 | 0 | 41 | 0 |
الكويت | 390 | 0 | 419 | 0 | 299 | 0 |
لبنان | 134 | 0 | 152 | 0 | 146 | 0 |
ليبيا | 370 | 2 | 397 | 9 | 0 | 0 |
المغرب | 409 | 0 | 586 | 0 | 475 | 0 |
فلسطين | 1 | 0 | 1 | 0 | 0 | 0 |
عُمان | 807 | 3 | 1078 | 18 | 916 | 0 |
قطر | 493 | 0 | 444 | 0 | 464 | 0 |
المملكة العربية السعودية | 5382 | 272 | 3151 | 177 | 2711 | 194 |
الجمهورية العربية السورية | 12 | 0 | 25 | 0 | 16 | 0 |
تونس | 99 | 0 | 120 | 0 | 100 | 0 |
الإمارات العربية المتحدة | 3849 | 0 | 4013 | 0 | 3238 | 0 |
الجدول 2. حالات الملاريا المبلغ بها في البلدان ذات العبء المرتفع من الملاريا
الجدول 2. حالات الملاريا المبلغ بها في البلدان ذات العبء المرتفع من الملاريا
البلد | 2016 | 2017 | 2018 | |||
إجمالي الحالات الـمُبلَّغ عنها | إجمالي الحالات المؤكدة | إجمالي الحالات الـمُبلَّغ عنها | إجمالي الحالات المؤكدة | إجمالي الحالات الـمُبلَّغ عنها | إجمالي الحالات المؤكدة | |
أفغانستان | 392551 | 1901617 | 320045 | 161778 | 294691 | 243324 |
جيبوتي | 13804 | 13804 | 14671 | 14671 | 25319 | 25319 |
باكستان | 2115941 | 318449 | 2190418 | 350467 | 965555 | 374513 |
الصومال | 58021 | 35628 | 37156 | 35138 | 31030 | 31021 |
السودان | 974571 | 575015 | 1368589 | 720879 | 3534862 | 1323603 |
اليمن | 144628 | 98701 | 114004 | 84677 | 192901 | 155669 |
أمراض المناطق المدارية المهملة
استمرت جهود مكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة خلال عام 2018. وعُقد الاجتماع السابع عشر لفريق استعراض البرامج الإقليمي المعني بالقضاء على أمراض المناطق المدارية المهملة ضمن برامج المعالجة الكيميائية الوقائية في كانون الأول/ديسمبر 2018، واستعرض الاجتماع خمسة أمراض، هي: داء الفيلاريات اللمفي، وداء كلابية الذنب (الأنكوسركية)، وداء البلهارسيات (الشستوسومية)، والديدان المنقولة بالتربة، والتراخوما. وحضر الاجتماع ممثلون عن 11 بلداً من بُلدان الإقليم والجهات الشريكة، منها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأنروا)، وصندوق القضاء على أمراض المناطق المدارية المهملة (END Fund)، وبرنامج مكتيزان للتبرع، وجمعية رعاية العين (Sightsavers)، وشركة جلاكسو سميث كلاين. وتوطّد التعاون مع المشروع الخاص المُوسَّع للقضاء على أمراض المناطق المدارية المهملة، وهو مشروع مدته خمسة أعوام أطلقه مكتب المنظمة الإقليمي لأفريقيا في عام 2016 لتزويد البُلدان بالدعم التقني وجمع التبرعات من أجل مساعدتها على تسريع وتيرة جهود المكافحة والقضاء على الأمراض المدارية المهملة الخمسة القابلة للعلاج الوقائي الكيميائي صاحبة العبء الأعلى في قارة أفريقيا، وهي: داء الفيلاريات اللمفي، وداء كلابية الذنب (الأنكوسركية)، وداء البلهارسيات (الشستوسومية)، والديدان المنقولة بالتربة، والتراخوما. وشاركت خمسة بلدان من الإقليم (هي جيبوتي ومصر والصومال والسودان واليمن) في لقاء للمشروع الخاص المُوسَّع للقضاء على أمراض المناطق المدارية المهملة عُقد في كيجالي، برواندا، في تموز/يوليو 2018، ووفر المشروع الموارد اللازمة لدعم ثلاثة بلدان في تنفيذ حملات جموعية لإعطاء الأدوية.
وتمضي جهود القضاء على التراخوما قُدُماً في الإقليم، وذلك بعد استحداث خطة عمل إقليمية لمكافحة التراخوما بالتعاون مع تحالف إقليم شرق المتوسط لمكافحة التراخوما. وفي عام 2018، تم التحقُّق من القضاء على التراخوما كمشكلة صحية عامة في جمهورية إيران الإسلامية، وقُدِّم الدعم إلى العراق من أجل تحضير مسوّدة ملف القضاء على التراخوما للتحقُّق منه، وأطلق اليمن أول حملة جموعية لإعطاء أدوية التراخوما مُستهدفًا 395139 شخص في محافظة الحُديِّدة. كما قُدَّم الدعم التقني إلى اليمن من أجل تحضير الملف للتحقُّق من القضاء على داء الفيلاريات اللمفي، والذي راجعه فريق استعراض الملفات، وعُقدت مشاورة إقليمية لدعم السودان واليمن في إعداد خطط متعددة السنوات للتخلص من داء كلابية الذنب (الأنكوسركية). وقُدِّم الدعم إلى حملة التخلص من الديدان في أفغانستان، حيث حصل 9 مليون طفل من أطفال المدارس على الألبيندازول، بينما أجرى اليمن، بدعم من المنظمة والشركاء، حملة علاجية متكاملة وواسعة النطاق شملت 86 منطقة في 14 محافظة واستهدفت 4871924 شخصاً للعلاج من الديدان المنقولة بالتربة، و627190 شخصاً للعلاج من داء كلابية الذنب (الأنكوسركية).
حماية الفئات السكانية من أثر الطوارئ: مبادرة استجابة الشرق الأوسط
تعززت الشراكة فيما بين المنظمة الدولية للهجرة والصندوق العالمي من أجل تنفيذ مبادرة استجابة الشرق الأوسط. وتهدف المبادرة إلى ضمان استمرار سلسلة الرعاية وتقديم الخدمات الأساسية لأمراض فيروس العوز المناعي البشري، والسل، والملاريا، والأمراض المدارية إلى الفئات المعرّضة للخطر التي تعيش في البلدان التي تشهد تحديات تشغيلية صعبة، بما فيها العراق والجمهورية العربية السورية واليمن، بالإضافة إلى اللاجئين السوريين في كلٍّ من الأردن ولبنان. وفي عام 2018، قُدِّم الدعم التقني إلى البرامج في الأردن ولبنان والجمهورية العربية السورية واليمن من أجل تسريع وتيرة تنفيذ المنحة الأولى من مبادرة استجابة الشرق الأوسط 1. وجرى استعراض تسعة برامج، وساهمت نتائج الاستعراض في صياغة ملامح طلب الحصول على منحة التمويل الثانية من مبادرة استجابة الشرق الأوسط، التي وافق عليها الصندوق العالمي، مما أتاح توفير 36 مليون دولار أمريكي لضمان وصول الخدمات الأساسية الخاصة بفيروس العوز المناعي البشري والسل والملاريا إلى الفئات السكانية المعرضة للخطر.
ونُفِّذت أنشطة لبناء قدرات الموظفين الوطنيين في الأردن والمملكة العربية السعودية واليمن على مكافحة القواقع، وعلى التدبير العلاجي لحالات الورم الفطري في جيبوتي. وبالإضافة إلى ذلك، فقد اختير 15 مشاركاً من بلدان الإقليم للالتحاق بدورة عبر الإنترنت حول أمراض المناطق المدارية المهملة التي تصيب الجلد. واستُخدمت المنصة الإلكترونية لنظام المعلومات الصحية على مستوى المناطق لجمع معلومات حول الجذام في عامَيْ 2016 و2017 في البلدان الموطونة به. ونُفِّذ الكشف الفعّال عن حالات الجذام في خمسة بلدان ذات أولوية، كما أُرسلت زيارة ميدانية إلى السودان لاستعراض مشروع خاص يجري تنفيذه هناك. وأسفرت زيادة أنشطة الكشف الفعّال عن الحالات في الصومال عن الكشف عن 2610 حالة جديدة في عام 2018، بزيادة مقدارها 66% عن العام السابق و311% عن العام الأسبق له.
ومع توطُّن داء الليشمانيات بنوعيْه في 82% من بلدان إقليم شرق المتوسط، لا تزال جهود مكافحة المرض تواجه صعوبات، لا سيمّا في الأماكن المتضررة من النزاعات. وينوء الإقليم بنحو 70% من العبء العالمي من داء الليشمانيات الجلدي، و20% من داء الليشمانيات الحشوي. وفي عام 2017، أُبلغ بوجود 141904 حالات جديدة من داء الليشمانيات الجلدي، و5245 حالة جديدة من داء الليشمانيات الحشوي. وشهد عام 2018 تعزيز الترصُّد وتحسين جودة البيانات. وأبلغت ستة بلدان ذات أولوية عالية عن بيانات مُفصَّلة على المستوى القُطري وبصورة مباشرة عبر المنصة الإلكترونية لنظام المعلومات الصحية على مستوى المناطق، وأبلغت تسعة بلدان منخفضة الأولوية/غير موطونة بالمرض عن بياناتها عن طريق النماذج الموحدة عن الفترة 2016-2018. ولضمان وصول الأشخاص المعرضين للخطر في الجمهورية العربية السورية إلى العلاج، سلمت المنظمة نحو 170000 قنينة من المغلومين أنتيمونيات، و63000 ناموسية للمحافظات في شمال شرقيّ البلاد، و15000 قنينة من المغلومين أنتيمونيات وما يتصل بها من إمدادات إلى مبادرة «منتور» (MENTOR)، وهي منظمة غير حكومية تعمل في شمال شرقي الجمهورية العربية السورية. وحظي داء الليشمانيات الحشوي باهتمام متزايد، لكونه قد يؤدي للوفاة، حيث قُدِّم الدعم للبلدان من أجل تحديث المبادئ التوجيهية للعلاج وكفالة التبرعات لأدوية الخط الأول الموصَى بها. وعُقدت حلقات عملية تدريبية بشأن استخدام الأمبيسوم لأطباء الأطفال والأطقم الطبية ومديري البرامج في كل من المغرب وتونس، كما أُجريَت ممارسات الترصُّد الموصَى بها. واستُعرض الوضع الإقليمي وعُزِّز التعاون الأقاليمي في اجتماع حول داء الليشمانيات عُقد بين البلدان المتجاورة الموطونة بالمرض في أقاليم المنظمة في أفريقيا، وأوروبا، وشرق المتوسط، وذلك في عمّان، بالأردن، في أيلول/سبتمبر 2018. ونُفذت بعثة استعراض مشتركة بين المكتب الإقليمي والمقر الرئيسي للمنظمة استجابة لزيادة حالات الإصابة بداء الليشمانيات الجلدي المبلغ عنها في العراق.
التمنيع
ظل التركيز منصباً خلال عام 2018 على تحقيق التغطية الشاملة بالتطعيم. واستمر تحليل بيانات التمنيع الواردة على المستوى دون الوطني، وتزويد البلدان بالآراء في الوقت المناسب لضمان التغطية العالية وتحقيق الإنصاف. وقُدِّم الدعم لاستحداث خطط عامة وخطط تفصيلية لتحسين التغطية في المناطق التي تنخفض فيها التغطية، كما قُدِّم الدعم إلى البلدان المؤهلة للحصول على تمويل التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع لإعداد طلبات تعبئة الموارد لتقديمها إلى التحالف. كما قُدِّم الدعم إلى الشبكة الإقليمية للترصُّد المستند لحالات الحصبة/الحصبة الألمانية والشبكة الإقليمية لترصُّد التهاب السحايا الجرثومي والالتهاب الرئوي الجرثومي والتهابات المعدة الناجمة عن الفيروس العجلي.
واستُخدمت استراتيجيات متنوعة في حالات الطوارئ بما يتناسب مع الأوضاع المحلية في كل بلد على حدة. وفي عام 2018، استأنف 98 مرفقاً صحياً أعمال التمنيع الروتيني في شمال شرقي الجمهورية العربية السورية، مما حقق نسبة تغطية تجاوزت 90%. وأتيحت مُستضدات التمنيع الروتيني في جميع المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة التي تيسَّر الوصول إليها مؤخراً. وجرى تأمين توافر اللقاحات بصورة منتظمة في جميع أرجاء البلاد من خلال الدعم الاستثنائي الذي قدمه التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع، بينما قدمت المنظمة الدعم التقني والتكاليف التشغيلية.
وعلى الرغم من حالات الطوارئ التي تشهدها بلدان عديدة، فقد زادت نسبة التغطية الإقليمية بالتمنيع ضد الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي في عام 2018 إلى 82%، وواصل 14 بلداً تحقيق نسبة تغطية بلغت 90% على المستوى الوطني باللقاح المحتوي على الجرعة الثالثة من الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي، في حين أن التغطية باللقاح المحتوي على الجرعة الأولى من لقاح الحصبة تجاوزت 95% في 12 بلداً. وإضافةً إلى ذلك، تم الإشهاد على القضاء على تيتانوس المواليد في جيبوتي في عام 2018. إلا أن نحو 2.9 مليون طفل قد فاتتهم جرعة واحدة على الأقل من اللقاح الثلاثي في عام 2018، وكان أكثر من 90% منهم في ستة بلدان، هي: أفغانستان والعراق وباكستان والصومال والجمهورية العربية السورية واليمن. وأسفرت فاشية الدفتيريا التي اندلعت في اليمن، والتي أُبلغ عنها للمرة الأولى في تشرين الأول/أكتوبر 2017، عن أكثر من 3000 حالة، منها 178 حالة وفاة. واستجابةً لهذا الوضع، قُدِّم الدعم التقني في عامَيْ 2017/2018 لتوفير التدبير العلاجي للحالات، وحملات التطعيم، وتعبئة الموارد، بما في ذلك الدعم الاستثنائي المقدَّم من التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع لشراء لقاحات الدفتيريا والتيتانوس للفئات العمرية الأكبر.
التغطية باللقاح الثلاثي بلغت 82% في عام 2018، ولكن لا يزال هناك 2.9 مليون طفل فاتتهم جرعة واحدة على الأقل
وأبلغت تسعة بلدان بمعدل منخفض للغاية للإصابة الناجمة عن السراية المتوطنة لفيروس الحصبة (أقل من حالتيْن لكل مليون من السكان)، بينما لم تُبلِغ خمسة بلدان (هي البحرين ومصر والأردن وعُمان وفلسطين) عن أي سراية متوطنة؛ وأصبحت الآن في طريقها لالتماس التحقُّق من القضاء على الحصبة. وتؤدّي لجنة التحقُّق الإقليمية المعنية بالقضاء على الحصبة والحصبة الألمانية في إقليم شرق المتوسط مهامها بصورة تامة، وعُقدت حلقة عملية في حزيران/يونيو 2018 لتدريب البلدان التي اقتربت من القضاء على المرض على كيفية إعداد الوثائق اللازمة للتحقُّق. وتنفذ جميع البلدان في الإقليم على المستوى الوطني، باستثناء جيبوتي والصومال، ترصُّداً مختبرياً مستنداً إلى حالات الحصبة والحصبة الألمانية.
وفي عام 2018، حصل أكثر من 50 مليون طفل على اللقاحات المحتوية على الحصبة في أفغانستان وليبيا وباكستان، عن طريق حملات التطعيم، مما حقق نسبة تغطية تجاوزت 90%. وعملت المنظمة عن كثَب مع جميع الشركاء لدعم تلك الحملات، وقدمت الدعم التقني في جميع مراحل التخطيط والتنفيذ. وللمساعدة على مكافحة التوَطُّنيِّة العالية للحصبة في الصومال، قُدِّم الدعم لوضع خطة استراتيجية مدتها خمسة أعوام لمكافحة الحصبة، وإعداد الطلبات الخاصة بالتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع بشأن متابعة أنشطة التمنيع التكميلي، وتقديم الجرعة الثانية من لقاح الحصبة، ووضع خطة لتحسين جودة بيانات التمنيع. وقُدِّم الدعم إلى جيبوتي للتدريب على التمنيع، وتقييم جودة البيانات، ووضع خطة للتحسين، وتنفيذ حملة للتطعيم ضد الحصبة.
كما تكلّل بالنجاح إدراج لقاحات جديدة، من بينها اللقاح المضاد للفيروس العجلي في أفغانستان، ولقاح شلل الأطفال المعطل في مصر (وهي البلد الوحيد المتبقي الذي يقوم بذلك في الإقليم)، واللقاح المضاد لفيروس الورم الحليمي البشري في الإمارات العربية المتحدة، ومُنحت الموافقة على دعم التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع لإدخال اللقاح المضاد للتيفود في باكستان.
ويجري إعداد خطة استراتيجية إقليمية بشأن الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات والتمنيع، ومواءمتها مع برنامج العمل العام الثالث عشر. وسوف تتضمن الخطة الاستراتيجية الجديدة بيان دور التمنيع في تعزيز الصحة، وكيفية تحقيق التغطية الشاملة بالتطعيم والإنصاف، وكفالة ألا يتخلف أحد عن الركب، وتوفير التمنيع أثناء حالات الطوارئ الصحية.
مختبرات الصحة العامة
تُسهم مختبرات الصحة العامة مساهمة تقنية شاملة في ترصُّد الأمراض السارية والمُمْرضات المستجدّة، والاستجابة لها، بما في ذلك المُمْرضات المُقاومة للأدوية. وحتى بعد أن بلغ الإطار الاستراتيجي الإقليمي لتعزيز خدمات المختبرات الصحية 2016-2020 منتصف مدته المحددة، فلا يزال تنفيذه يشكل أمراً جوهرياً لتحسين جودة خدمات المختبرات الصحية ومأمونيتها، والوفاء بالتزامات البلدان المنصوص عليها بموجب اللوائح الصحية الدولية (2005). وعلى الرغم من التقدُّم المحرَز في هذا المضمار، لا تزال توجد أعمال يجب القيام بها.
وقد قامت ثمانية بلدان في الإقليم، حتى الآن، بإقرار سياسات مختبراتها الوطنية، بينما لا يزال بَلدان اثنان في مرحلة الصياغة. ولا تزال الحاجة قائمة إلى تجديد الزخم من أجل تعزيز قيادة نُظُم المختبرات الوطنية وحوكمتها، عن طريق تشكيل فرق عمل ووضع سياسات واستراتيجيات وطنية للمختبرات في مزيد من البُلدان. وينبغي أن تظل خدمات المختبرات الصحية أولوية وطنية يجري تخطيط مواردها على نحو ملائم وتوضع الميزانية لتنفيذ عملياتها، وإلا فقد تؤدي القيود المفروضة على الموارد وتعارُض الأولويات إلى الإضرار بتنفيذ الإطار الاستراتيجي والتقييمات الخارجية المشتركة.
ويأتي تحقيق النتائج في صميم عمل كل مختبر، ويُعدُّ التقييم الخارجي للجودة أداة قيمة لتقدير الأداء التشخيصي للمختبرات وتحسينه. وفي عام 2018، شارك 35 مختبراً من 20 بلداً في البرنامج الإقليمي للتقييم الخارجي للجودة في مجال الميكروبيولوجيا، الذي نسقته المختبرات في كل من جمهورية إيران الإسلامية وسلطنة عُمان. ويعمل البرنامج منذ عام 2005، ويخضع للتقييم في الوقت الحالي. وإضافةً إلى ذلك، قُدِّم الدعم إلى كل من الأردن وباكستان لتقييم برامجهما الوطنية للتقييم الخارجي للجودة. وسعياً إلى إيجاد موارد بشرية مستدامة وكافية وتتسم بالكفاءة وقادرة على تقديم خدمات المختبرات، تعكف المنظمة وشركاؤها على استحداث برنامج عالمي لإعداد القادة في مجال المختبرات، ويتولى المكتب الإقليمي إعداد وحدة تدريبية رائدة لباكستان.
مأمونية الدم ومأمونية نقله
واصلت المنظمة في عام 2018 تقديم الدعم إلى البلدان من أجل تنفيذ الإطار الاستراتيجي الإقليمي لمأمونية الدم وتوافره (2016-2025)، وتحسين إمكانية الوصول إلى الدم ومنتجاته الميسورة التكلفة والمضمونة الجودة في جميع الأوقات، بما في ذلك أثناء حالات الطوارئ الإنسانية. وقد تَركَّز العمل على تعزيز تنظيم نُظُم الدم الوطنية وحوكمتها بقصد إدارة الدم ومنتجاته بصورة فعّالة، وإرساء الآليات لتجزئة البلازما، وتحسين عمليات إدارة نقل الدم، وتلبية الطلب المتزايد على عمليات نقل الدم أثناء حالات الطوارئ.
ويتزايد الطلب على الدم ومنتجاته في البُلدان المتضرِّرة من حالات الطوارئ الإنسانية. وتلقّت خمسة بلدان (هي أفغانستان وليبيا والصومال والجمهورية العربية السورية واليمن) الدعم لإدخال خدمات نقل الدم في منظومتها الوطنية للتأهُّب لحالات الطوارئ والاستجابة لها، وكذا مساعدتها في ضمان مأمونية عمليات نقل الدم وتوافرها أثناء حالات الطوارئ الإنسانية.
مقاومة مضادات الميكروبات
أُحرِز تقدم كبير في التصدي لمقاومة مضادات الميكروبات في الإقليم في عام 2018. وما زال إعداد خطط العمل الوطنية الخاصة بمقاومة مضادات الميكروبات يمثل أولوية أساسية للإقليم. وبحلول نهاية عام 2018، كانت تسعة بلدان (هي أفغانستان ومصر وجمهورية إيران الإسلامية والأردن وليبيا وعُمان وباكستان والمملكة العربية السعودية والسودان) قد أقرّت رسمياً خططها الوطنية، وأدرجتها في منصة المنظمة الإلكترونية، في حين استكملت خمسة بلدان (هي البحرين والعراق والمغرب وقطر وتونس) خططها الوطنية، وهي الآن في انتظار موافقة وزراء الصحة عليها. ويتضمّن التخطيط قطاعات صحة الإنسان، وصحة الحيوان، والثروة الحيوانية، والزراعة، والبيئة، وإنتاج الغذاء.
وأما خطة العمل العالمية التي وضعتها المنظمة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات فيجري تنفيذها في الإقليم، مع التركيز على توفير بيانات الترصُّد، واُدرج 14 بلداً في الإقليم في منصة نظام الترصُّد العالمي لمقاومة مضادات الميكروبات، منها 12 بلداً أبلغ عن بيانات بشأن مقاومة مضادات الميكروبات ضمن الدعوة إلى جمع البيانات التي أُطلقت في عام 2018. ومن أجل استكمال ترصُّد مقاومة مضادات الميكروبات لدى البشر، أُطلق المشروع الثلاثي في عام 2018 لإعداد بروتوكول عالمي منسّق حول الترصُّد المتكامل لمقاومة مضادات الميكروبات بشأن الإشريكية القولونية المنتجة للبيتا لاكتاميز الواسع الطيف في البشر والحيوانات والبيئة. ويجسد المشروع التعاون الثلاثي بين منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان. ويجري تقديم الدعم إلى أربعة بُلدان في الإقليم (هي مصر والأردن والمغرب والسودان) من أجل تنفيذ المشروع، بينما شرعت باكستان في تنفيذه في عام 2018. وأُدرجت بيانات الاستهلاك الوطني لمضادات الميكروبات المستمدّة من جمهورية إيران الإسلامية والأردن والسودان في التقرير الأول للمنظمة بشأن ترصُّد استهلاك المضادات الحيوية، ونُشر هذا التقرير في نهاية عام 2018.
وبدعم مقدَّم من الوكالة الكورية للتعاون الدولي، أسس الأردن لجنة وطنية متعددة التخصصات ومركز تنسيق وطنياً معنييْن بمقاومة مضادات الميكروبات، كما عيّن مختبراً مرجعياً وطنياً في مجال مقاومة مضادات الميكروبات، واختار ثمانية مواقع خافرة لترصُّد مقاومة مضادات الميكروبات، وأعدَّ خطة وطنية لترصُّد مقاومة مضادات الميكروبات. وقُدم الدعم لبناء قدرات المستشفيات الخافرة المترصِّدة لمقاومة مضادات الميكروبات، وإنشاء فرق ترصُّد مقاومة مضادات الميكروبات وتدريبها، وتدريب مختبرات المستشفيات على الإجراءات التشغيلية المعيارية اللازمة للتعرف على الـمُمرِضات، واختبار الحساسية لمضادات الميكروبات، وضبط الجودة. ودُشِّن برنامج المنظمة الحاسوبي لترصُّد مقاومة الميكروبات في مركز التنسيق الوطني ومواقع الترصُّد من أجل جمع البيانات والإبلاغ بها. وأُجري مسح لقياس معدل الانتشار المحدد لاستعمال مضادات الميكروبات في صفوف المرضى من نزلاء المستشفيات في مواقع الترصُّد الثمانية، ويجري الآن تحليل البيانات الواردة من المسح.
كما جرى توصيف قدرات المختبرات على دعم جهود الكشف عن مقاومة مضادات الميكروبات في البلدان، وخضعت المختبرات الوطنية المرجعية في مجال الميكروبيولوجيا وترصُّد مقاومة مضادات الميكروبات للتقييم في الأردن وباكستان والسودان وتونس؛ ويجري حالياً اتخاذ إجراءات من أجل رفع كفاءة القوى العاملة للارتقاء بها إلى المستويات الدولية. وقُدِّم الدعم التقني لإرساء نُظُم ضبط الجودة الداخلية في المختبرات في ثلاثة بلدان (هي العراق والأردن والسودان). وعلاوة على ذلك، جرى تقييم حالة برامج الوقاية من العدوى ومكافحتها في 14 بلداً.
وأُجريت دراسات تجريبية في كل من مصر والسودان باستخدام تدخلات مصممة لتغيير السلوك من أجل احتواء مقاومة مضادات الميكروبات. وتركَّزت الجهود على تغيير ممارسات وصف المضادات الحيوية في مرافق الرعاية الصحية الأولية في السودان، وتحسين ممارسات وصف المضادات الحيوية للوقاية من العدوى أثناء العمليات الجراحية في مصر. وأُجريت دراسات بحثية نوعية لتحديد السلوكيات المستهدفة بالتغيير، وتَبِع ذلك بناء القدرات وتنفيذ التدخلات. ويعكف كلا البلدين في الوقت الحالي على تقييم الأثر المترتب على تلك الدراسات.
وأُطلقت مبادرة «فيديو من أجل التغيير» في مصر والأردن والسودان لحثِّ الشباب على استخدام التكنولوجيا في تعزيز تغيير السلوك من أجل التصدّي لمقاومة مضادات الميكروبات. وحضر ما يزيد على 100 طالب من طلاب الطب والصيدلة والطب البيطري دورة تدريبية حول التواصل في المجال الصحي. واحتفل العالم بالأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية في الفترة من 12 إلى 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2018 والذي جاء موضوعه بعنوان «حماية المضادات الحيوية: تعامَل معها بحرص». وتضمنت الحملة إعداد الرسائل المصممة خصيصاً لتتلاءم مع كل هدف من أهداف خطة العمل العالمية بشأن مقاومة مضادات الميكروبات لمدة خمسة أيام، بالإضافة إلى تنظيم مؤتمر صحفي مشترك بين المكاتب الإقليمية التابعة لكل من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) حول أهمية نهج الصحة الواحدة في التصدي لمقاومة مضادات الميكروبات.
توطيد أواصر التعاون بين أقاليم المنظمة
بدأ إقليما المنظمة لأوروبا وشرق المتوسط في تحديد مجالات التعاون وتوثيقها بقصد التعرف على المجالات الممكنة للتعاون في المستقبل والوقوف على أوجه التآزر بين الإقليمين. وشهد التعاون بين الإقليميْن في عام 2018 عقد حلقة عملية أقاليمية حول الاستعداد للانتقال إلى التمويل المحلي للبرامج الوطنية للسل وفيروس نقص المناعة البشري والملاريا، وتنظيم اجتماع تشاوري أقاليمي حول داء الليشمانيات للبلدان المتجاورة الموطونة بالمرض في أقاليم المنظمة بشرق المتوسط وأفريقيا وأوروبا، وعُقِدَ اجتماع بشأن تقوية المختبرات. كما تعاون الإقليمان أيضاً على توثيق عبء السل وتقديره في أقاليم مختارة بشمال شرقي الجمهورية العربية السورية، وتوفير أدوية العلاج من السل في المناطق التي اكتُشف فيها المرض؛ ونُسِّقت أنشطة التمنيع مع مكتب مشروع المنظمة في غازي عنتاب، بتركيا.
وتضمَّن التعاون أيضاً تبادُل الخبرات بين موظفي برامج فيروس العوز المناعي البشري/الإيدز والأمراض المنقولة جنسياً في كل من أوكرانيا وباكستان، والتعاون في مجال الأُطُر التنظيمية للمختبرات، والقوى العاملة، والتقييم الخارجي للجودة، من بين مجالات أخرى. واستُخلصت الدروس من إقليم أوروبا بشأن إنشاء شبكة لترصُّد مقاومة مضادات الميكروبات، كما كُيِّف برنامج الشبكة المصمم خصيصاً لتغيير السلوك كي يتلاءم مع إقليم شرق المتوسط.