8 يناير 2025، صنعاء/عدن، اليمن - لقد دمر الصراع المُستمر مُنذ عشر سنوات في اليمن البنية التحتية للرعاية الصحية، حيث تضررت وبشكلً كبير القدرة على تنفيذ عمليات التمنيع الروتينية وإدارة الأمراض المُزمنة والإستجابة لتفشي الأمراض. ونتيجةً لذلك، انتشرت العديد من الأمراض التي يُمكن الوقاية منها مثل الكوليرا والدفتيريا والحصبة وحمى الضنك بشكلً سريع عبر مجتمعات ضعيفة بسبب الفقر وسوء التغذية.
وقد نفذت منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة مؤخراً سلسلة من الدورات التدريبية لتمكين مدراء التثقيف الصحي والعاملين في مجال الرعاية الصحية ومتطوعي التثقيف الصحي في 16 محافظة، حيث تم تزويد ما يقارب من 365 متدرب بمعلومات حيوية وتعزيز الفهم حول عملية تفشي الأمراض وأهمية تبني تدابير وقائية فعالة.
وفي ظل البيئة الصعبة التي تعيشها اليمن، يُمكن للتثقيف الصحي والمعلومات الصحية أن تلعب دوراً تحويلياً، حيث من الممكن عبر رفع مستوى الوعي ومشاركة المعلومات الصحيحة حول الوقاية من الأمراض والسيطرة عليها على مستوى المجتمع تمكين المجتمعات من تبني مُمارسات تحد وبشكلً كبير من إنتشار الأمراض. ويُمكن لإجراءات بسيطة مثل غسل اليدين واستهلاك الغذاء الآمن أن تُحدث فرقاً كبيراً في منع انتشار الأمراض المُعدية.
وأشار الدكتور أرتورو بيسيجان، ممثل منظمة الصحة العالمية ورئيس بعثتها في اليمن: "إن تمكين وتأهيل الأفراد بالمعرفة وتعزيز الثقافة الصحية حول القضايا الصحية الشائعة وأعراضها يُمكن المجتمعات الضعيفة من طلب المساعدة الطبية في الوقت المناسب، مما يحد من شدة الأمراض وإنتشارها. كما تعمل حملات التثقيف المجتمعي على تعزيز التدابير الوقائية مثل ممارسات المياه الآمنة للوقاية من الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا".
"سيعمل العاملون الصحيون المدربون ومتطوعي التثقيف الصحي ضمن إستراتيجية المركز الوطني للتثقيف الصحي لتقديم التثقيف الصحي المُهم مباشرةً إلى الناس وتغطية المواضيع الرئيسية ونشر المعلومات التي يُمكن أن تُنقذ حياة الناس."
ويعزز التثقيف الصحي الشعور بالمسؤولية المجتمعية والقدرة على الصمود ويسمح للمجتمعات بدعم بعضها البعض والعمل معاً للحفاظ على بيئة أكثر صحة. ومن خلال تعريف المجتمعات بالخدمات الصحية المتاحة وكيفية الوصول إليها، سيحصل المزيد من الناس على الرعاية التي يحتاجون إليها بما في ذلك في المناطق النائية والتي يصعب الوصول إليها.
ومن خلال التركيز على إستراتيجيات الإتصال الفعالة والإستفادة من أدوات الإتصال المتنوعة وتعزيز شبكات المجتمع الفعالة، يُمكن للمتطوعون وبشكلً أفضل من التواصل مع أعضاء المجتمع وتعزيز السلوكيات الصحية الإيجابية إستجابةً للأزمات الصحية.
وقد مكنت المشاركة الفعالة خلال فترة التدريب المشاركين من توسيع معرفتهم بمفاهيم التوعية والمشاركة المجتمعية الأساسية.
وقال الدكتور عبد الحكيم المفلحي، مدير مكتب الصحة بمديرية المنصورة: "لقد زودنا التدريب بالأدوات والمهارات اللازمة لتقديم خدمات صحية أكثر فعالية كما زودنا بالقدرة على الإستجابة للأزمات الصحية بطرق تتماشى مع إحتياجات المجتمع وتوقعاته".
"إن آليات الاتصال الفعالة والسريعة والدقيقة تسهل عملية نقل المعلومات والرسائل الصحية بين متطوعي وأفراد المجتمع، وبالأخص أثناء حملات التمنيع. وكلما كانت هذه الآليات في نطاقً أوسع وأكثر قوة، كلما زادت إحتمالات نجاح التدخلات الصحية والأنشطة الأخرى."
وتُساعد المعلومات الصحية الدقيقة في مكافحة المعلومات المضللة والمغلوطة وتوجيه الناس نحو ممارسات صحية آمنة وفعالة، حيث من المُمكن أن يساعد دمج التثقيف الصحي في برامج الصحة المجتمعية والإستفادة من القادة والمتطوعين المحليين في إعادة بناء نظام الرعاية الصحية في اليمن.
إن ضمان حصول الفئات السكانية الضعيفة على المعرفة والموارد اللازمة لحماية صحتهم أمر بالغ الأهمية للتغلب على الأزمة الصحية الحالية وبناء مستقبل أكثر صحة لليمن.
أصبح هذا البرنامج ممكناً بفضل المساهمات المُقدمة من صندوق الأمم المتحدة المركزي للإستجابة لحالات الطوارئ ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ومجموعة البنك الدولي، حيث كانت هذه الجهود التعاونية أساسية في بناء قدرات برامج التثقيف الصحي وتقديم خدمات الرعاية الصحية الحيوية للمحتاجين وتحسين النتائج الصحية وبناء نظام صحي أكثر مرونة وقادر على الصمود في اليمن.