15 تموز/ يوليو 2024 - عدن وصنعاء، اليمن - أثر النزاع والأزمة الإنسانية التي طال أمدها في اليمن بشكل كبير على الصحة الجسدية والنفسية للسكان. تشير التقديرات إلى أن واحداً من كل أربعة أشخاص في اليمن يعاني من اضطرابات نفسية تتطلب التدخل. ويؤدي هذا العبء المرتفع للمرض - إلى جانب وصمة العار والخرافات، ونقص الأطباء النفسيين المختصين وعلماء النفس، والمرافق التي تحتاج بشدة إلى اعادة تأهيل - إلى خلق حواجز مستمرة أمام الوصول إلى الرعاية الصحية اللازمة.
لذلك فإن تعزيز الرعاية الصحية النفسية يعد مجال عمل رئيسي لمنظمة الصحة العالمية كجزء من مشروع رأس المال البشري الطارئ المنفذ مع البنك الدولي.
قال ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن الدكتور أرتورو بيسيغان: " بدعم من البنك الدولي من خلال مشروع رأس المال البشري الطارئ، أطلقنا استراتيجية وطنية مختصة بالصحة النفسية وبدأنا في مراقبة الاضطرابات النفسية باستخدام منظومة DHIS2. وقمنا بتدريب أكثر من 150 عاملاً صحياً على مستوى المرافق والمناطق لتحسين الرعاية الصحية النفسية المقدمة، وأنشأنا 19 عيادة تركز على الرعاية المجتمعية. وفي الآونة الأخيرة، قمنا بإعادة تأهيل المرافق الرئيسية في 3 مستشفيات للأمراض النفسية.
يجدر بالذكر، أنه تم الانتهاء من إعادة تأهيل المرافق الرئيسية في مستشفى عدن للأمراض النفسية، والطلح في صعدة، ومستشفى تعز للأمراض النفسية بما يتماشى مع خطط الإدارة البيئية والاجتماعية التي وافق عليها البنك الدولي. ومن خلال اتباع نهج قائم على الحقوق في الرعاية الصحية، حيث شمل تطوير هذه الخطط التشاور مع العاملين الصحيين والمرضى ومقدمي الرعاية وغيرهم من أصحاب المصلحة.
إن إشراك المجتمعات المتضررة في مرحلة التخطيط، أدى إلى توسيع دائرة إعادة التأهيل لما بعد المرافق الهيكلية ليصل الى تجديد مرافق أخرى كالحمامات والجدران الجصية وإعادة الطلاء. عوضاً عن ذلك، فإن الأعمال التأهيلية شملت توسع المساحات الخاصة بالمرضى - من خلال تركيب مقاعد للجلوس مظللة في الهواء الطلق ومسار للمشي للمرضى في مستشفى عدن.
وفرت عملية التخطيط أيضًا منصة للتفاوض وتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية كحق من حقوق الإنسان. حيث استخدمت منظمة الصحة العالمية الأعمال المخطط لها بالدعوة إلى إعادة فتح الجناح الخاص بالنساء في مستشفى تعز والذي يبعد 150 مترًا من خط المواجهة النشط. كان هذا الجناح مغلقًا لبعض الوقت بسبب نقص الموظفين المؤهلين ونقص الأدوية والتراجع العام في الخدمات. ولكن إعادة فتح هذا الجناح يعد خطوة أساسية نحو ضمان توافر رعاية صحية نفسية عادلة للجميع دون تفرقة.
مع انتهاء الأعمال التأهيلية أصبح لدى المستشفيات المزيد من الأقسام الوظيفية التي ستسمح لهم بتنشيط خدماتهم وتحسين جودة الرعاية المقدمة. كما وأن منظمة الصحة العالمية ستقوم بإعادة تأثيث المرافق المعاد تأهيلها بحلول مايو 2024.
قال الدكتور عبد الرفيب محرز، مدير عام الطب العلاجي بوزارة الصحة العامة والسكان: " أقدر بشدة دعم منظمة الصحة العالمية في إعادة تأهيل المستشفيات وتزويدها بالإمدادات الطبية والوقود والتدريب. قد حقق هذا الدعم نتائج إيجابية في تحسين الخدمات الطبية، ونود أن نشكر منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي على التعاون الممتاز."
المزيد من المعلومات:
اإلستراتيجية الوطنيةللصحةالنفسية في اليمن.2022-2026
استجابة لأزمة الصحة النفسية الخفية في اليمن