تحسين التغذية في طليعة التحول من العمل الإنساني إلى العمل التنموي في اليمن

طفل صغير يتم فحصه للكشف عن سوء التغذية في أحد مراكز التغذية العلاجية التي يدعمها مشروع الصحة والتغذية الطاريء. مصدر الصورة: منظمة الصحة العالمية / منظمة الصحة العالمية في اليمنطفل صغير يتم فحصه للكشف عن سوء التغذية في أحد مراكز التغذية العلاجية التي يدعمها مشروع الصحة والتغذية الطاريء. مصدر الصورة: منظمة الصحة العالمية / منظمة الصحة العالمية في اليمن15 تموز/ يوليو 2024 - عدن وصنعاء، اليمن - طوال النزاع الذي دام عقدًا من الزمن في اليمن، كان سوء التغذية ركيزة أساسية مدمرة بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات.

وصف ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن الدكتور أرتورو بيسيغان الوضع الحالي قائلاً: "مع زيادة حالات الإصابة بالحصبة والكوليرا في عام 2023، زاد نقص التغذية كأثر ثانوي".

في مراكز التغذية العلاجية التابعة لمنظمة الصحة العالمية، تضاعفت حالات الدخول بسبب سوء التغذية الحاد الوخيم المصحوب بمضاعفات طبية، من 000 32 في عام 2020 إلى 000 62 في عام 2023. وتعكس هذه الزيادة أيضًا زيادة إمكانية وصول المجتمعات إلى الخدمات، وذلك بسبب جهود منظمة الصحة العالمية، في زيادة الوعي ، والدعوة المستمرة والإشراف الدائم لتحسين جودة الرعاية المقدمة للمجتمعات.

منذ عام 2017، تعمل منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي معًا للحفاظ على وتوسيع نطاق وصول المجتمعات المتضررة إلى خدمات مراقبة التغذية والتغذية العلاجية. وقد تم ذلك من خلال مشروع الصحة والتغذية الطاريء، النشط حتى عام 2022، ومشروع رأس المال البشري الطارئ، المستمر منذ عام 2021.

وفي عام 2024، ستواصل منظمة الصحة العالمية تقديم الدعم التشغيلي الكامل لـ 62 مركزاً من مراكز التغذية العلاجية عبر برنامج رأس المال البشري الطاريء حيث تقوم هذه المراكز التابعة لمنظمة الصحة العالمية بإدارة أكثر من 75% من الحالات التي تستقبلها (والتي تمثل 68% من جميع الحالات في اليمن).

وصل معدل نجاح العلاج في هذه المراكز ال 62 الى 95%. حيث لبت هذه المراكز جميع مؤشرات أداء الحد الأدنى ضمن معايير Sphere في مجال الأمن الغذائي والتغذية، بما في ذلك معدل الوفيات الذي يبلغ 1% وفي الأحوال الطبيعية يصل الى 2%. تضمن منظمة الصحة العالمية الدعم لمراكز التغذية العلاجية من خلال توزيع اللوازم الطبية، تغطية تكاليف النقل والوجبات لمقدمي الرعاية، بالإضافة الى أي دعم تشغيلي آخر لضمان تقديم خدمات المراكز بشكل فعال.

من خلال مشروع رأس المال البشري الطاريء، تقدم منظمة الصحة العالمية الدعم لـ 340 موقع مراقبة في جميع أنحاء اليمن لقياس نسبة انتشار نقص التغذية بين الأطفال.

قابلة وممرضة تحضران التدريب على الإبلاغ عن البيانات وضمان الجودة الذي يدعمه البنك الدولي بالتعاون مع السلطات الصحية. مصدر الصورة: منظمة الصحة العالمية/ منظمة الصحة العالمية في اليمنقابلة وممرضة تحضران التدريب على الإبلاغ عن البيانات وضمان الجودة الذي يدعمه البنك الدولي بالتعاون مع السلطات الصحية. مصدر الصورة: منظمة الصحة العالمية/ منظمة الصحة العالمية في اليمنفي عام 2023، تم فحص أكثر من مليون طفل في هذه المواقع. ومن بينهم، 25% يعانون من نقص التغذية وتم إحالتهم لتلقي العلاج المنقذ للحياة. وتم الكشف عن التقزم بين 44% من الأطفال الذين تم فحصهم - وهي تقريباً نفس النسبة التي توصلت إليها أحدث دراسة استقصائية موحدة لرصد وتقييم الإغاثة والانتقال SMART)) في اليمن. ولا يزال التقزم يمثل مشكلة مثيرة للقلق وينتشر على نطاق واسع في أكثر من 175 مديرية من مديريات اليمن البالغ عددها 333 مديرية، وفقاً لتحليل بيانات مراقبة التغذية.

للأطفال الذين خضعوا لفحص نقص التغذية في عام 2023، كانت نسبة الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر 21٪، ومن بينهم 14٪ فقط تم إرضاعهم طبيعيًا.

وهذا يتخلف بشكل كبير عن الهدف العالمي لمنظمة الصحة العالمية، الذي يعتمد على وصول البلدان إلى معدل الرضاعة الطبيعية الحصرية بنسبة 50٪ بحلول عام 2025. ومن المرجح أن تُسهم المعدلات المنخفضة للرضاعة الطبيعية الحصرية في اليمن في زيادة ارتفاع مستويات نقص التغذية المستمرة.

وتقوم منظمة الصحة العالمية، بالشراكة مع السلطات الصحية، بالدعوة إلى دعم ودمج أنشطة مراقبة التغذية في منصات تقديم الخدمات الصحية الروتينية للأمهات والمواليد والأطفال. ويتماشى هذا مع التحول النموذجي من الدعم الإنساني إلى المزيد من العمل الموجه نحو التنمية والذي يمكن أن يوفر حلولاً مستدامة. ويجري حالياً تجريب نهج المراقبة في 75 مرفقاً صحياً مستهدفاً في 10 محافظات. وتتمثل الخطوة التالية في دمج تقييم التغذية في جميع منصات تقديم خدمات صحة الطفل، بدءًا من خدمات البرنامج الأساسي للتحصين في البرنامج الموسع للتحصين.

تم بدء هذا النهج المتكامل بمشاركة 579 عاملاً صحياً، ويتألف معظمهم من القابلات والممرضات، ويبلغ نسبة الإناث فيهم 85%. تلقى هؤلاء العاملون التدريب على مجموعة شاملة من أساليب تقييم التغذية، مما مكّنهم من إجراء فحوصات للأمهات والأطفال الرضع في المنشآت الصحية المستهدفة خلال المرحلة التجريبية للمشروع. كما تم تدريبهم على تقديم البيانات وتحليلها واستخدامها على مختلف مستويات النظام الصحي.

تم استمرار تقييم التغذية للنساء والأطفال الرضع في المرافق المستهدفة، وضمان جودة البيانات وتحليلها. يتضمن ذلك تنفيذ عدة إجراءات للتحقق والمراقبة من جودة البيانات، بدءًا من ضمان دقة تقييم التغذية على مستوى المرافق الصحية من خلال زيارات الإشراف الداعمة التي يقوم بها نقاط الاتصال المدربة في المديريات/المحافظات انتقالاً الى إرشاد مديري البيانات بشأن تقديم البيانات المطلوبة، وضمان جودة سلسلة البيانات بشكل دوري لكل مؤشر تم الإبلاغ عنه.

ولنتقدم بخطى ثابتة، ستواصل منظمة الصحة العالمية إطلاق وتوسيع النهج المتكامل، مع التركيز على ضمان جودة البيانات والإشراف الداعم والتوجيه، لإنقاذ الأرواح وتعزيز تقديم الرعاية الجيدة للأطفال الذين يعانون من نقص التغذية في اليمن.

روابط ذات صلة

الكفاح من أجل البقاء: إنقاذ حياة الأطفال اليمنيين الذين يعانون من سوء التغذية

طفل بشرى يتغلب على الصعاب في حجة

الطفلة جهاد تتماثل للشفاء خلال أسبوعين في حجة