1 نيسان/ أبريل 2024 - قبل عامين، تحول منزل مليء بالحياة والدفء إلى أنقاض وسط الصراع الدائر في محافظة الحديدة. تصف ميساء، بقلبٍ مُثقل، خسارة منزلها بالحرب: "لقد كانت فرحتي تصل عنان السماء لحصولي على منزلٍ خاص بي يضمني مع عائلتي الصغيرة، والآن تحول منزلنا إلى ركام—خَسِرتُ الفرحة التي امتلكتُها".
لقد ألحق الصراع المستمر في اليمن آثارًا مدمرة على الناس، وخاصة الأطفال. فالقنابل لم تسرق سقف ميساء فحسب، بل سرقت أيضًا فرحة عائلتها والذكريات المحفوظة في كل ركن من أركان منزلها.
مر عامان منذ أن اضطرت ميساء وعائلتها للفرار إلى مأرب من براثن الحرب في الحديدة. تعيش ميساء الآن مع زوجها وطفليها، بالإضافة إلى شقيقات زوجها الثلاث ووالديهما، في مخيم للنازحين داخليًا بمدينة مأرب. يتوزع أفراد الأسرة على خيمتين ويتشاركون حمامًا واحدًا، تُعد الظروف المعيشية صعبة في هذا المخيم المكتظ.
منذ انتقال أسرة ميساء إلى مأرب، يكافح زوجها بصعوبة في العثور على عمل يومي ثابت وتأمين ضروريات الحياة الأساسية. وقد أصاب الصراع اقتصاد البلاد ونظامها الصحي بالشلل. أصبح توفير قيمة الوجبة التالية سبب قلق مستمر للعائلة. كما أدى تدهور الوضع الاقتصادي، الذي يعد نتيجة مباشرة للصراع، إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي، مما جعل الملايين يواجهون خطر المجاعة، وارتفاع مستويات سوء التغذية والأمراض، خاصة بين الأطفال.
وتوضح ميساء: "يعمل زوجي بأجر يومي، لكن ليس هناك ضمان لحصوله على عملٍ كل يوم. إن الشعور بالقلق المستمر بشأن وجبتنا التالية عبء ثقيل".
أطلق الصراع معاناة هائلة تتكبدها المجتمعات في اليمن. يضيف النزوح فوقها المزيد من المعاناة لعائلات مثل عائلة ميساء التي تضطر إلى تحمل الفقر المدقع وسوء التغذية والمرض، إلى جانب الظروف المعيشية القاسية في المخيم. ويجسد ابن ميساء، حسن، البالغ من العمر ثمانية أشهر هذه المعاناة.
تم تشخيص حالة حسن بسوء التغذية الحاد الوخيم بعد إحالته إلى مركز التغذية العلاجية المدعوم من قبل منظمة الصحة العالمية بمستشفى الشهيد محمد حامد هائل بمحافظة مأرب. يواجه حسن صعوبة في النوم والرضاعة الطبيعية بشكل صحيح. ليست هذه هي المرة الأولى التي يخوض فيها حسن معركة ضد سوء التغذية؛ حيث تسببت الظروف المعيشية القاسية في المخيم في انتكاسه.
تقول ميساء: "كان طفلي ضعيفاً منذ لحظة ولادته، والآن تتحسن حالته. أتمنى فقط أن أتمكن من الحفاظ على صحة طفلي. أعيش في خوف دائم من فقدانه بسبب سوء التغذية والمرض".
وتضطلع منظمة الصحة العالمية إلى جانب الصندوق المركزي للاستجابة الطارئة التابع للأمم المتحدة، بدور حاسم في دعم ثلاثة وعشرين مركزًا للتغذية العلاجية في جميع أنحاء اليمن، وتوفير الإمدادات الطبية الأساسية والمستلزمات المختبرية وإمدادات المياه والصرف الصحي والنظافة، وتغطية تكاليف إعادة تعبئة الأكسجين. تدعم منظمة الصحة العالمية ما يقرب من 395 عاملاً صحياً بحوافز مشروطة بتقديم الخدمات لضمان تقديم التدخلات الصحية والتغذوية المنقذة للحياة. وذهب العاملون الصحيون إلى ماهو أبعد من تقديم الخدمات المنقذة للأرواح عبر تطبيق التدابير الوقائية المتمثلة في تقديم جلسات استشارية حول تغذية الرضع وصغار الأطفال مصممة خصيصاً وفقًا لحالة الأسرة، والدعم النفسي والاجتماعي.
توفر هذه المراكز الثلاثة وعشرون للتغذية العلاجية جميع خدماتها مجاناً—مع تلبية معايير الجودة العالمية لخدمات التغذية المنقذة للحياة بشكل دائم—لدعم حوالي 8,774 رضيعاً وطفلاً، دون سنِ الخامسة، يعانون من سوء التغذية الحاد. وهذا يساعد في ضمان الحصول على العلاج المنقذ للحياة لآلاف الأطفال مثل حسن. حيث تعافى حتى الآن ما يقرب من 97٪ من الأطفال الذين تلقوا العلاج في جميع المراكز المدعومة للتغذية العلاجية، وتمت إحالتهم إلى برنامج التغذية العلاجية في قسم المرضى الخارجيين لمتابعة حالاتهم وضمان عدم حصول أي انتكاسه.
تقول ميساء عن طفلها: "كان من الممكن أن أفقده لولا العلاج المجاني هنا—لذلك، أنا ممتنة جداً لمنظمة الصحة العالمية لإنقاذ طفلي. أتمنى أن يظل أطفالي بصحة جيدة وأن يحصلوا على وجبات منتظمة. كل أم تتمنى أن تكون قادرة على إنقاذ أطفالها من الألم وتحويل معاناتهم إلى سعادة".