في إطار الاحتفال بمرور مئة عام على إنشاء مستشفى الرَمَد في مدينة الإسكندرية، تم تكريم الدكتور حسين الجزائري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط. وقال السيد اللواء عادل لبيب، محافظ الإسكندرية، إن تكريم الدكتور حسين الجزائري يأتي تقديراً لجهوده الحثيثة ودعمه المتواصل لبرنامج مكافحة العمى في الإسكندرية ومصر.
ويشهد هذا الشهر مرور مئة عام على إنشاء مستشفى الرَمَد الذي ساهم بعطاء لم ينضب في رعاية العيون، وفي تفادي ما يمكن تفاديه من العمى، في الإسكندرية، وفي مصر كلها.
وقد سبق لمنظمة الصحة العالمية أن اختارت مستشفى الرَمَد بالإسكندرية ليكون مركزاً لتنفيذ برنامج مكافحة العمى عند الأطفال في مصر، وقدمت له الدعم في مجالات التدريب، وتطوير الموارد البشرية، وتوفير الأجهزة والأدوات المساعدة للمصابين بضعف الإبصار.
وأعرب المدير الإقليمي عن السعادة البالغة للتقدُّم الذي أحرزه مستشفى الرَمَد بالإسكندرية، والتطور الذي شهدته الخدمات التي يقدِّمها لرعاية العيون، والتصدّي للعمى عند الأطفال، وأنشطة استئصال الساد (الكتاراكت).
ويوجد في مصر وحدها ما يزيد على 000 800 من المصابين بالعمى، إذ يشير المسح الذي أجرته مؤسسة النور للعيون عام 2001 في محافظة المنوفية أن معدّل انتشار العمى يقرب من 1.2%. أما السبب الرئيسي للعمى في مصر فهو السادّ (الكتاراكت) الذي يسبِّب 54% من حالات العمى؛ وهو مرض يمكن تصحيحه بعملية سهلة.
وقد سَعَت وزارة الصحة للتغلب على هذا العبء الثقيل للعمى بإعداد خطة وطنية لرعاية العيون بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومع الوكالة الدولية للوقاية من العمى.
وقال الدكتور الجزائري: "إن منظمة الصحة العالمية تعمل بتعاون وثيق مع مستشفى العيون بالإسكندرية، وتقدِّم الدعم التقني له، والمستشفى يؤدّي دوراً حيوياً في الارتقاء برعاية العيون في محافظة الإسكندرية. وأعتقد أنه سيوسّع من نطاق الدور الذي يؤدّيه في التخلُّص من العمى الذي يمكن توقّيه ، ليصبح مركزاً نموذجياً للتدريب ولتطوير الموارد البشرية، وللبحوث في مجال طب العيون.ولابدّ لنا اليوم من الاستفادة من الخبرات والمعارف التي اكتسبها المستشفى، وتقاسمه مع المستشفيات والمراكز الأخرى، لبلوغ هدف التخلُّص من العمى الذي يمكن توقّيه بحلول عام ألفَيْن وعشرين".