منظمة الصحة العالمية تحذر من داخل بيشاور- الأكثر تضرراً بفيضانات باكستان

حذَّر الدكتور عبد الله الصاعدي، نائب المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية الذي يقوم حالياً بزيارة ميدانية تفقدية لأكثر المناطق تضرراً بكارثة السيول في باكستان، من تفاقم الوضع الصحي للمتضررين من الكارثة الذين تقدَّر أعدادهم بحوالي 20 مليون شخص، نصفهم يحتاجون مساعدات عاجلة، ومن بينهم 3.5 مليون طفل دون الخامسة، معرضون لأمراض الإسهال والحصبة وشلل الأطفال وسوء التغذية الحاد والوخيم، إلى جانب أكثر من خمسين ألف امرأة حامل بحاجة للرعاية الصحية. وذكر مسؤول المنظمة أن أعداد الوفيات تجاوزت الألفين وأن معظم المنكوبين لم يتم إيواؤهم بعد، بسبب الظروف البالغة الصعوبة في المناطق المنكوبة، فضلاً عن عدم توافر الماء الصالح للشرب مما يهدد بانتشار الأمراض الناجمة عن تلوث المياه. وأوضح أن المعونات المطلوبة تفوق كثيراً ما قدّرته الأمم المتحدة عقب وقوع الكارثة.

وتوقع الدكتور الصاعدي أن يزداد عدد المصابين بالحصبة وشلل الأطفال في الأشهر الثلاثة المقبلة من جراء صعوبة الوصول بالتطعيمات إلى المناطق المنكوبة. وحذر من أن الفيضانات قد أوجدت بيئة مواتية لتفشي العدوى بكثير من الأمراض المُعدية مثل الملاريا وربما الكوليرا. وأضاف أن الدمار الذي لحق بالمنشآت الصحية قد أدى إلى نقصٍ حادٍ في خدمات الرعاية لحالات الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السرطان والسكري وأمراض القلب وغيرها، الأمر الذي يعرض أعداداً كبيرة للوفاة أو تفاقم المراضة، فضلاً عن انتشار الإصابات بالصدمة النفسية الناجمة عن فقدان أفراد العائلة والممتلكات.

وذكر نائب المدير الإقليمي أنه على الرغم من هول الكارثة الإنسانية في باكستان فإن حجم المساعدات المتدفقة ليس بالكبير، كما أن هنالك صعوبات بالغة في إيصال هذه المساعدات إلى المتضررين. لكنه أكد أن المتاح من المساعدات يتم التعامل معه وتوزيعه بشكل جيد .

وقال الدكتور الصاعدي إن منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع سائرالشركاء، تنسق مع السلطات المحلية لمجابهة الكارثة واحتواء آثارها، في إطار أولويات يتصدرها تأمين مياه الشرب والمأوى وخدمات الإصحاح للمتضررين، واتخاذ كافة التدابير للوقاية من تفشي الأوبئة والأمراض المعدية وتوفير الدعم العاجل لاحتواء تداعيات الكارثة.