مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، والذي يشهد رواجاً للأعمال الدرامية المعروضة على عدد هائل من القنوات التليفزيونية الإقليمية والمحلية، ترجو منظمة الصحة العالمية من السادة المسؤولين عن بث هذه الأعمال، وعلى رأسهم أصحاب المعالي وزراء الإعلام والسادة رؤساء القنوات، توخِّي أعلى درجات الحذر والانتباه إلى ما تحويه الأعمال الدرامية من مشاهد كثيفة لمدخنين يتعاطون كافة أشكال التدخين مثل السجائر والشيشة بل والمخدِّرات والمسكرات.
وتؤكِّد المنظمة أنه من خلال رصدها لواقع الأعمال الدرامية خلال شهر رمضان في السنوات الماضية قد لاحظت، للأسف، الزيادة الرهيبة في الترويج للتدخين، من خلال الزج بمشاهد تعاطي الممثلين والممثلات لأنواع التبغ المختلفة، مما يدخل في إطار الدعاية غير المباشرة للتدخين، ويمثِّل انتهاكاً للاتفاقية الإطارية بشأن مكافحة التبغ التي صادق عليها أغلب بلدان الإقليم. وفضلاً عما يمثِّله ذلك من مجافاة تامة لروح الشهر الكريم، فإنه قد أسهم للأسف في زيادة نسبة المقبلين على التدخين وشجَّع فئات بعينها على التقاط هذه العادة الإدمانية، مثل الفتيات اللاتي بات إقبالهن على تدخين الشيشة مصدراً للقلق الشديد.
وإذا كان من المتعذر المنع النهائي لهذه المشاهد، وهو ما ينبغي أن يكون، فلا أقل من الالتزام بوضع تنويهات تحذر من خطورة التدخين عند ظهور مشاهده على الشاشة، توعيةً للناس بمخاطره، وتذكيراً لمن تستغرقه متعة المشاهدة فيتأثر لا إرادياً بالدعاية للتدخين، ويغفل عما يسببه من أضرار صحية فادحة تتمثَّل في ارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض المهلكة وتزايد أعداد من يقتلهم التبغ إلى أكثر من خمسة ملايين شخص كل عام. وتقترح المنظمة على السادة مسؤولي الإعلام في دول الإقليم استخدام شريط الأخبار لبث رسائل واضحة قوية لهذا الغرض.
يقول الدكتور حسين الجزائري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: "إننا نثق أن السادة المسؤولين يهمهم في المقام الأول صحة مواطنيهم، ومن ثـَمَّ فلن يتوانوا عن إعمال القانون والالتزام ببنود الاتفاقية القانونية الملزمة، ولاسيَّما أن هذه الممارسة الإيجابية، أي وضع تحذيرات من التدخين عند ظهور مشاهده على الشاشة، معمول بها في بلدان أخرى ولم ينتقص ذلك من قيمة العمل الدرامي شيئاً. أما الوضع الأمثل الذي تطبقه كافة البلدان المتقدِّمة في مكافحة التبغ فهو تقديم أعمال درامية تخلو من كل ما يهدِّد صحة المشاهد وتحث على اتّباع أنماط الحياة الصحية".