أصبح بإمكان السلطات الصحية وكافة المعنيـين بمشكلة التبغ في مصر الآن الاعتماد على مرجعية معلوماتية شاملة حول حجم المشكلة وأوضاع استهلاك التبغ وإجراءات مكافحته بيسر وسهولة.

وبفضل التقرير الأول حول المسح العالمي للشباب والتبغ في مصر الذي يطلقه اليوم الأطراف الثلاثة التي شاركت في تطبيقه وهي وزارة الصحة، والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ومنظمة الصحة العالمية، أصبحت تتوافر قاعدة معلومات قيّمة تهيئ لراسمي السياسات وكافة الشركاء المعنيـين بمكافحة التبغ الفرصة للتعرف بدقة على أبعاد مشكلة التبغ في مصر ومن ثـَمَّ رسم السياسات والبرامج الملائمة على أسس معرفية وعلمية.

ويمثـّل التقرير الوطني عن المسح العالمي للبالغين والتبغ في مصر السجل الرسمي الأساسي حول التبغ وهو يرصد الوضع الحالي لتطبيق تشريعات مكافحة التبغ، ومواد الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ، والاستـراتيجيات الفعَّالة التي تتبناها منظمة الصحة العالمية.

وكانت كل من وزارة الصحة والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ومنظمة الصحة العالمية قد تعاونت على تطبيق المسح العالمي للبالغين والتبغ في جميع محافظات مصر عام 2009، وذلك على عينة بلغت 23 760 مشارك من البالغين فوق الخامسة عشرة من الجنسين.

ويتضمّن التقرير ستة فصول تستعرض أهم نتائج المسح في كافة المجالات التي شملها المسح وهي: استهلاك التبغ، الإقلاع، التدخين السلبي، اقتصاديات التبغ، الإعلام والمعرفة، التوجه والتصورات المتعلقة بالتبغ. ويُذكر أن هناك العديد من الدراسات السابقة التي أجريت لرصد استهلاك التبغ بين البالغين إلا أنه لم يصدر عنها إلى الآن تقرير وطني واحد يوثق نتائج هذه الدراسات ويحفظ البيانات الشاملة المسنَدَة بالبيّنات حول استهلاك التبغ وإجراءات مكافحته.

ويمهد هذا التقرير الطريق لتطبيق سياسات مسنَدَة بالبيِّنات واتخاذ إجراءات اعتماداً على الحقائق التالية.

• الذكور المصريون هم المستهلكون الرئيسيون للتبغ، إذ يستهلك 38% منهم منتجاً ما من منتجات التبغ. وترتفع هذه النسبة إلى 46.1% و48.9% بين الفئتين العمريتين الأعلى إنتاجية وهما 25 – 44 عاماً و45 – 64 عاماً على التوالي. والمنتَج الأكثر انتشاراً هو السجائر بمعدّل استهلاك مرتفع يبلغ علبة سجائر كاملة يومياً؛

• ترتفع نسبة التعرض للتدخين السلبي، فحوالي 56.2% من مدخني الشيشة يستهلكونها في المنزل، مقابل 35.9% يستهلكونها في المقاهي. وينتشر التدخين السلبي بنسب مرتفعة في مصر. ويقدّر أن أكثر من 70% من الناس يتعرّضون للتدخين السلبي في المطاعم، بينما يتعرض 49% له في المنشآت الصحية؛

• ظهور منتَج جديد من التبغ في السوق المصرية هو التبغ الممضوغ الذي لم يكن يمثل في السابق هاجساً صحياً في مصر. وترتفع نسبة استهلاك التبغ الممضوغ إلى 5% بين الذكور و0.03% بين الإناث؛

• هنالك حاجة ماسّة لتطبيق برنامج إقلاع فعَّال على الصعيد الوطني. فقد أظهر التقرير أن أكثر من 41% من المدخنين حاولوا الإقلاع في وقت ما، إلا أن 17.9% منهم فقط نجحوا في الإقلاع فعلياً.