أكد الدكتور كيجي فوكودا، مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أن جائحة الإنفلونزا H1N1هي حدث علمي موثق توثيقاً جيداً، وأن الزعم باختلاق الجائحة أو مُحَاباة للصناعات الدوائية. هو بمثابة تجاهل للحقائق التي أثبتها العلم و تجارب التاريخ الحديث ، ويمثل تهويناً من شأن وفاة أكثر من 14 ألف شخص على الأقل وإصابة آخرين غيرهم بالعديد من الأمراض الخطيرة.
وقال فوكودا في كلمته أمام جلسة الاستماع البرلمانية التي عقدها المجلس الأوروبي اليوم الثلاثاء، 26 كانون الثاني/يناير 2010، إن ظهور فيروس الإنفلونزا الجديد وانتشاره قد سبَّبا نمطاً مرضياً وبائياً غير معتاد في العالم بأسره، وأن إعلان ذلك ليس من قبيل إلقاء الكلام على عواهنه أو إثارة الجدل.
وأعرب فوكودا عن سعادة منظمة الصحة العالمية بمبادرة الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي بعقد جلسة الاستماع لتكون فرصة لإظهار الحقائق. واستعرض في هذا الصدد الخلفية التاريخية والعلمية لجوائح الإنفلونزا منذ بدايات القرن الماضي وإلى الآن. وقال إن جائحة الإنفلونزا قد فرضت تحديات جسيمة ومعقدة على كاهل البلدان والمجتمع الدولي بأسره، إلا أن النهوض لمواجهة هذه التحديات أوجد مستوى غير مسبوق من التعاون الدولي والتنسيق بين البلدان، لمواجهة التهديد السريع الانتقال بين مناطق هذا العالم، الذي تتقارب أطرافه ويزداد توجها نحو العولمة. وأضاف: "إن أمامنا الكثير لنتعلمه عن سُبُل تحسين تناولنا لهذه الأحداث والتفرقة بين الحقائق وبين التلاعب بالكلمات".
وأشار الدكتور فوكودا إلى أن العالم سوف يشهد العديد من التحديات الصحية الصعبة، وأن الموارد المتاحة لمواجهة هذه التحديات شحيحة، ولاسيّما في البلدان النامية، ومن ثم فإن الوصول إلى طرق أفضل لمواجهة التحديات هي مسؤولية مشتـركة بين البلدان الأعضاء، والمنظمات المختلفة، مثل الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي، وكذلك منظمة الصحة العالمية.
والجدير بالذكر أن معدل الوفيات بإنفلونزا H1N1 ووخامة الإصابة به بين صغار السن والشباب أعلى كثيراً من المعدل الملاحظ وقوعه بسبب الإنفلونزا الموسمية. كما يرى خبراء المنظمة أنه كان بالمستطاع إنقاذ عدد كبير من هؤلاء الشباب لو تمت معالجتهم سريعاً بدواء أوزيلتاميفير، أو تطعيمهم بلقاح الإنفلونزا الجديدة. في الوقت نفسه فقد لوحظ انخفاض نسبة الإصابة بإنفلونزا H1N1 ومن ثم الوفيات، بين كبار السن فوق 65 عاماً، علماً بأن الوفيات في هذه الفئة تشكل 90% من الوفيات الناجمة عن الإنفلونزا الموسمية. ويعزى ذلك إلى تمتع كبار السن بقدر من المناعة التي اكتسبوها نتيجة سابقة إصابتهم بفيروس مماثل تفشَّى عام 1957. ولكن لا تزال إصابة كبار السن بالفيروس الجديد تمثل خطورة شديدة على أفراد هذه الفئة العمرية، نظراً لإمكانية تعرضهم لمضاعفات خطيرة من جراء الإصابة بهذا الفيروس.
للإطلاع على النص الكامل لبيان الدكتور فوكودا: www.emro.who.int