يقدر عدد المصابين بعجز الإبصار في العالم اليوم بنحو 314 مليون شخص بينهم 45 من فاقدي البصر.وثلثا من يفقدون البصر في العالم من النساء والفتيات. ومن المؤسف أن النساء في البلدان النامية تقل حقوقهن عن الرجال في الحصول على خدمات الرعاية الصحية، إضافة إلى حقيقة عن النساء يشكلن أكثر من نصف كبار السن ومن ثـَمَّ فإن تعرضهن للأمراض التي تؤدي إلى العمى مثل الساد والتراخوما أعلى منها بين الرجال.
ولابد من تذكر أن 80% من حالات العمى في العالم يمكن توقيها أو علاجها بتدخلات متاحة وميسورة التكلفة مثل جراحة التخلص من الساد التي تـتكلف نحو 50 دولاراً فقط. وفي إطار جهودها للحد من عبء العمى وعجز الإبصار أطلقت منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية للوقاية من العمى المبادرة الدولية الرؤية 2020 بهدف التخلص من الأسباب الرئيسية للعمى الذي يمكن توقيه وذلك بحلول عام 2020 ولاسيَّما الملايـين من حالات العمى التي تقع دون داعٍ.
وفي إقليم شرق المتوسط هنالك 37 مليون مصاب بعجز الإبصار من بينهم 5.3 مليون فاقد للبصر .ويحتفل المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، ومكتبة الإسكندرية باليوم العالمي للإبصار هذا العام بالتعاون مع وزارة الصحة المصرية والوكالة الدولية للوقاية من العمى، مكتب شرق المتوسط، ومركز
سوزان مبارك بالإسكندرية ونادي الليونز والروتاري الدولي والغرفة التجارية بالإسكندرية ومؤسسة النور مغربي.
وتقام بهذه المناسبة احتفالية في مكتبة الإسكندرية تحت شعار: المساواة بين الجنسين في حق الحصول على الرعاية الصحية للعين وذلك صباح الخميس، 8 تشرين الأول/أكتوبر 2009. واليوم العالمي للإبصار هو فعالية دولية تدعمها المبادرة العالمية للوقاية من العمى "الرؤية 2020 – الحق في الإبصار" تلك المبادرة التي تستهدف التضامن مع فاقدي البصر والمصابين بعجز الإبصار .
ويستهدف اليوم العالمي للإبصار لعام 2009 تحقيق مايلي:
إذكاء الوعي بين عموم الناس بمشكلات العمى وعجز البصر بإعتبارها من المشكلات الرئيسية للصحة العمومية
حث الحكومات ووزارات الصحة على المشاركة في وحشد الموارد المالية للبرامج الوطنية للوقاية من العمى
تثقيف الفئات المستهدفة حول سبل الوقاية من العمى، ومبادرة الرؤية 2020 وأنشطتها وحشد الدعم لبرامجها
تناول موضوع عدم المساواة بين الجنسين في الحصول على خدمات رعاية العين
لاشك أن العمى عقبة كؤود تحول دون قدرة النساء على انتشال أنفسهم وأسرهن من وهدة الفقر.ومن شأن تبني مناهج تحسين إيتاء الخدمات للنساء والفتيات أن يقضي على عدم المساواة بين الجنسين في توقي العمى وفقدان الرؤية، ليس ذلك فحسب بل وتفيد الأسر والمجتمع أيضاً.
وتشير البيانات الحديثة إلى انخفاض أسباب العمى المرتبطة بالعدوى كنتيجة لتدخلات الصحة العمومية والتطور الاجتماعي – الاقتصادي. إلا أن تشيخ السكان وتغير أنماط الحياة الصحية يعني أن أسباب العمى المرتبطة بالأمراض المزمنة مثل الانفصال الشبكي المرتبط بالسكري سيكون في تزايد مطرد.
وتعمل منظمة الصحة العالمية على دعم برامج مكافحة العمى في البلدان الأكثر تضرراً من العمى. ولدعم البرنامج الوقائية من العمى في مصر حيث يبلغ عدد فاقدي البصر 000 800 شخص ، قامت منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع مؤسسة أندية الليونز الدولية بدعم مركز مكافحة عمى الأطفال في مستشفى العيون بالإسكندرية. كذلك وقعت الغرفة التجارية بالإسكندرية بروتوكول تعاون مع المنظمة لدعم إجراء ألفي جراحة للساد مجاناً وتوفير نظارات طبية. وتقيم مؤسسة النور للعيون والجمعية المصرية لمكافحة العمى مخيمات لمعالجة العيون مجاناً في بقاع مختلفة من مصر، فضلاً عن الدعم الذي تقدمه مؤسسات أخرى مثل الروتاري الدولي.
وتعمل منظمة الصحة العالمية مع شركائها على التخلص من العمى الذي يمكن توقيه بدعم هائل من صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن أحمد آل سعود، رئيس مؤسسة إمباكت، واللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية والمنظمة القبطية الإنجليكائية للخدمات الاجتماعية وسائر الشركاء على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ولا شك أن تحقيق المساواة بين الجنسين سواء من خلال التخلص من الساد والتراخوما وعيوب الانكسار البصري أو سائر أسباب فقدان الرؤية يتطلب تضافر جهود كافة الشركاء العاملين بالوقاية من العمى.