أعلنت منظمة الصحة العلمية رفع مستوى الإنذار الحالي لإنفلونزا الخنازير من المرحلة 4 إلى المرحلة 5.
وقالت الدكتورة مارجريت تشان المديرة العامة للمنظمة إنها اتخذت هذا القرار بناءً على تقييم كافة المعلومات المتاحة، وعقب العديد من المشاورات مع الخبراء، وأكَّدت أن التعامل مع جائحة الإنفلونزا لابد أن يتحلَّى بالجدية التامة نظراً لقدرتها على السراية بسرعة إلى كل بلد من بلدان العالم.
وأضافت المديرة العامة إن الأمر الإيجابي في هذا الشأن، هو أن العالم الآن أكثر استعدادً للتصدَّي لوباء الإنفلونزا من أي وقت مضى في التاريخ. فقد كانت الإجراءات التي اتخذت للاستعداد لمواجهة إنفلونزا الطيور استثماراً جيدا نجني ثماره الآن.
وتتَّسم المرحلة 5 بسراية الفيروس من إنسان لإنسان في بلدَيْن اثنين على الأقل داخل إقليم واحد من أقاليم منظمة الصحة العالمية. وبينما سيظل معظم البلدان بعيداً عن الإصابة بالفيروس في الوقت الراهن، فإن إعلان المرحلة 5 هو إشارة قوية إلى أن الجائحة وشيكة وأن الوقت المتاح لاستكمال التنظيم والتواصُل والتنفيذ للإجراءات المخططة للتخفيف من وطأة الجائحة (بتخفيف عواقب سراية الفيروس) هو قصير للغاية.
ولا توصي منظمة الصحة العالمية في هذه المرحلة بفرض قيود على السفر، إذ أنه في ظل الوضع الراهن ظهر الفيروس في عدة مناطق. وتنصح المنظمة أن يؤجِّل المرضى سفرهم، وأن يسرع المسافرون العائدون من البلدان التي ظهرت بها إصابات إلى التماس الرعاية الطبية طبقاً لما تقرّره السلطات الصحية في بلدانهم. وتصلُح هذه الإجراءات للتعامل مع كافَّة الأمراض ولا تقتصر على التعامل مع إنفلونزا الخنازير.
ارتفع عدد البلدان التي ظهرت بها حالات إنفلونزا الخنازير، كما ارتفع عدد الحالات المؤكَّدة مختبرياً. ولايزال عدد حالات الإصابة التي تقع خارج المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية قليلاً نسبياً، وجميع هذه الحالات يقع بين المسافرين العائدين من المكسيك، مما يؤكِّد عدم ظهور حالات مكتسبة محلياً خارج الولايات المتحدة والمكسيك.
وقد أكَّدت منظمة الصحة العالمية أنه على الرغم من الوتيرة المتسارعة التي يتصاعد بها الوضع، فإن العالم لم يصل بعد إلى مرحلة الجائحة، وأن التقصيات الرامية إلى الوصول إلى فهم أفضل للوضع الراهن تتواصل. ونبَّهت المنظمة إلى أن الكشف الفوري لكل حالة من حالات الإصابة هو أمر على جانب كبير من الأهمية، ومن شأنه أن يساعد في تحديد كيفية انتشار الفيروس وتطوُّره.
وتؤكِّد منظمة الصحة العالمية على أن إنفلونزا الخنازير ليس مرضاً يقتصر على الحيوانات. وقد تناول الدكتور حسين عبد الرزاق الجزائري، المدير الإقليمي لشرق المتوسط، هذا الموضوع خلال مؤتمر صحفي عُقد بمقرّ المكتب الإقليمي، قائلاً: إن فيروس إنفلونزا الخنازير ينتقل الآن من إنسان لإنسان ولم يَعُد تعرُّض الناس للخنازير عاملاً مؤثراً في سراية الفيروس. وفي المؤتمر الصحفي نفسه، أعلن الدكتور الجزائري أن إقليم شرق المتوسط لايزال حتى الآن خالياً من حالات إنفلونزا الخنازير، لكنه أضاف أنه ما من بلد يظل آمناً من هذا المرض، ومن ثمَّ فمِن الأهمية بمكان رفع مستوى التأهُّب وتعزيز جهود التصدِّي واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية. ويواصل المدير الإقليمي الاتصال بوزارات الصحة في بلدان الإقليم لإطلاعهم على أحدث التطوُّرات أولاً بأول.