تودُّ منظمة الصحة العالمية أن توضح بعض النقاط الهامة بشأن ما يتـردد من أقاويل قد لا تـتوفر لها الدقة المناسبة أحياناً ، مما قد يثير الاضطراب أو القلق بين مواطني الإقليم:
أولاً:
تؤكِّد منظمة الصحة العالمية أنه طبقاً للوائح الصحية الدولية التي أقرتها جميع دول العالم، فإن المسؤولية الأساسية للمنظمة هي إبلاغ البلدان الأعضاء بكافة المشكلات الصحية ذات الصبغة العالمية والتي تمثـّل تهديداً للأمن الصحي العالمي.
ويتمثـَّل دور المنظمة ومسؤوليتها – بل وتعهدها المنصوص عليه في دستورها – بالتحري عن دقة المعلومات وصحة الأوضاع الصحية، ثم تقديمها إلى البلدان مع التوصيات الملائمة. وعلى ذلك فإن المنظمة في حقيقة الأمر توفِّر أساساً علمياً معلوماتياً، يمكّن البلدان من اتخاذ القرارات الملائمة ويهيئها لاتخاذ الاستعدادات اللازمة وللتصدي لأي تهديد صحي. ومن هذا المنطلق وفرت منظمة الصحة العالمية جميع البيانات والمعلومات المتاحة حتى الآن، عن فيروس الإنفلونزا الجديد (H1N1) A و التوصيات الخاصة بالتعامل معه.
وغنيٌّ عن القول أن المنظمة لا تستهدف بهذا إثارة أي نوع من الذعر، أو أي إعاقة للتجارة أو حظر للسفر والتنقل. بل تعمل بكل جدية مع البلدان الأعضاء على تجنب هذه الأمور، وإشاعة الأمن وضمان استمرار الأوضاع الطبيعية مادام ذلك ميسوراً ولا يعرقل إجراءات السلامة.
ثانيـاً:
عندما تـتحدّث منظمة الصحة العالمية عن التدابير العلاجية لمرضٍ ما فإنها لا تمنح على الإطلاق أفضلية لعلامة تجارية بعينها. فالأساس هو تقديم البيِّنات والدلائل العلمية حول أفضل تدبير ممكن لهذا المرض أو ذاك.
وعندما ذكرت منظمة الصحة العالمية مادة أوسيلتاميفير باعتبارها دواءً مناسباً لإنفلونزا الطيور ولإنفلونزا A (H1N1) لم تنصح المنظمة البلدان الأعضاء على الإطلاق بشراء هذا الدواء من أية شركة بعينها. علماً بأن هنالك العديد من شركات الأدوية، في البلدان المتقدمة والنامية، تنتج هذا الدواء.
وعلى عكس ما يُروَّج غير المطّلعين على حقائق الأمور، فلقد تدخلت منظمة الصحة العالمية لدى بعض شركات الأدوية ونجحت في تخفيض أسعار أدويتها كي تـتمكّن البلدان من الحصول عليها وتوفيرها لمواطنيها بأقل سعر ممكن. كما قامت المنظمة بتوزيع مخزونها الاستراتيجي من هذا الدواء ( مليوني وأربعمئة ألف عبوة) على 72 دولة من الدول الأقل نمواً.
ثالثـاً:
عندما وضعت منظمة الصحة العالمية – منذ سنوات – نظام المراحل الست للإنذار بالوباء العالمي للإنفلونزا، حددت المعايـير الوبائية لكل مرحلة. حتى إذا ما تحققت المعايـير الخاصة بمرحلة ما – طبقاً لما تقرره لجنة من الخبراء الدوليين – فإن مسؤولية المنظمة هي إعلان هذه المرحلة على الفور لوضع البلدان موضع الاستعداد الملائم. علماً بأن مراحل الإنذار بالوباء تدلّ على مدى التوسع في الانتشار الجغرافي للمرض وليس على درجة شراسته أو خطورته.
وتودُّ المنظمة التأكيد مجدداً على أنه لا يجوز الخلط على الإطلاق بين الانتشار الجغرافي لمرض ما وبين درجة شراسته. فشراسة المرض تحددها معايـير وبائية معينة تعتمد على مدى ضراوة الفيروس المسبب للمرض، ودرجة مقاومة العائل للفيروس، وموجات الوباء ومقدرة النُظُم الصحية على التصدي له.
أما الحديث عن أن إعلان المرحلة الخامسة أو السادسة من الإنذار بالوباء، من شأنه أن يصيب البلدان بالشلل ويعطّل مسار الحياة الأساسي فهو أمر غير حقيقي، ولاسيِّما عندما يتم تفعيل خطط البلدان لمجابهة الوباء،كما أنه لم يَرِدْ أبداً في أدبيات منظمة الصحة العالمية، ولم تقل به في أي وقت من الأوقات.