الحاجة الماسة للمساعدات الصحية مع اهتزاز وقف الطلاق النار في غزة

خلال الزيارة التي قام بها الدكتور حسين الجزائري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، والوفد المرافق له لقطاع غزة أمس الأحد 1/2/2009، تفقّد المدير الإقليمي اثنين من المستشفيات التي تعرّضت للقصف خلال الاعتداءات العسكرية على القطاع هما مستشفى الشفا ومستشفى القدس في غزة.

وخلال لقائه مع العاملين الصحيين والمصابين الفلسطينيين في المستشفيين، استمع الدكتور الجزائري والوفد المرافق له إلى شهادات عن الفظائع التي وقعت خلال الأزمة التي استمرت اثنين وعشرين يوماً واستشهد خلالها 1458 شخصاً في حين أصيب أكثر من 5500 آخرين، بينهم خمسمئة في حالة حرجة.

وأكَّد المرضى والأطباء على السواء تعدُّد أنواع الإصابات التي تعرَّض لها الجرحى.

ووصف العاملون الصحيون أيضاً كيف أنهم كانوا يفاجؤون أثناء قيامهم بإسعاف الجرحى بأن أبناءهم أو أقرباءهم بين المصابين والقتلى.

وخلال تفقّده للأضرار التي لحقت بمستشفى القدس، علّق الدكتور حسين الجزائري، على الدمار الذي لحق بالعديد من المنشآت الصحية ومن بينها مستشفى الهلال الأحمر والمستودعات التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأنروا) مبدياً استنكاره لاستهداف المنشآت الصحية، الذي يُعَدُّ انتهاكاً لكافة المواثيق والأعراف الدولية.

وقد التقى المدير الإقليمي بجون غينغ مدير الأنروا في غزة، وأكَّد كلاهما أهمية فتح المعابر الحدودية لتسهيل دخول إمدادات الإغاثة الإنسانية العاجلة، وكذلك لتسهيل جهود إعادة التأهيل، وأكَّد المسؤولان الدوليان على حتمية دعم المجتمع الدولي للقضايا المتعلقة بالمحاسبية والعدالة.

كذلك أكَّد جون غينغ أن الاحتياجات الإنسانية لم يتم الوفاء بها بعد، بسبب تكدُّس الإمدادات من الطعام والمحروقات وسائر المواد الإنسانية، على المعابر الحدودية وعدم السماح بعبور كميات كافية تغطي الاحتياجات الماسة.

وفضلاً عن دواعي القلق هذه، فإن المطلوب أيضاً هو تركيز الاهتمام على جهود إعادة تأهيل القطاع الصحي، وتحقيق التنمية الطويلة الأمد. ومن هنا تنبع أهمية استمرار فتح المعابر للسماح بدخول المواد الضرورية لإعادة الإعمار مثل الأسمنت وسائر مواد البناء.

ومع اكتمال التقييم المبدئي للأوضاع والاحتياجات الصحية، بدا جلياً الآن أن الحاجات الصحية تتصدَّر القائمة، وفي مقدّمتها توفير الرعاية وتعزيز الصحة النفسية وإعادة التأهيل للمصابين بأشكال العجز الدائم، والمصابين بمشكلات نفسية طويلة الأمد، وكذلك المخاوف من اندلاع فاشيات من الأمراض، ولاسيَّما أمراض الإسهال، فضلاً عن ضرورة اتِّخاذ التدابير الاحتياطية للتعاطي مع الآثار الناجمة عن استعمال الأسلحة المحرّمة دولياً.

وقد أشاد الدكتور الجزائري، بالصمود المثالي للشعب الفلسطيني، والأداء الممتاز للعاملين الصحيين خلال الأزمة.