يتفاقم عبء المرض المرتبط بسوء التغذية على نحو متزايد في بلدان إقليم شرق المتوسط. ويعاني الإقليم من مرحلة تحول انتقالية غير مسبوقة على الصعيدين التغذوي والديموغرافي بما يترافق معها من مشكلات صحية. فبينما ترزح بعض الفئات تحت عبء نقص التغذية ، تتزايد المشكلات الناجمة عن زيادة الوزن والسمنة والأمراض المزمنة. ويدق هذا التحول في نمط التغذية نواقيس الخطر لما له من آثار سلبية على النظم الصحية في بلدان الإقليم.
وبتفصيل أكثر، فقد تزايدت نسبة الأطفال دون الخامسة الذين يعانون من نقص الوزن في الإقليم من 14% عام 1990 إلى 17% عام 2004. ونتيجة لأزمة الغذاء والأسعار العالمية التي اندلعت مطلع عام 2008، فقد تدهورت الأوضاع التغذوية للرضع والأطفال دون الخامسة في البلدان التي تعاني من الكوارث كما هو الحال في أفغانستان، وباكستان، والصومال وفلسطين بل وحتى في البلدان التي ليس لها سجل طويل من الأزمات الإنسانية. وفي الوقت نفسه فقد تم التبليغ عن أرقام منذرة بالخطر عن انتشار أمراض السمنة والأمراض غير السارية في بلدان الإقليم. ويقدر أن هذه الأمراض مسؤولة عن ما نسبته 52% من كافة الوفيات، و47% من العبء المرضي التي من المرجح أن ترتفع إلى 60% بحلول عام 2020.
وتجاوباً مع هذه الأوضاع، فقد انتهت منظمة الصحة العالمية، المكتب الإقليمي لشرق المتوسط من إعداد مشروع استراتيجية إقليمية جديدة للتغذية للمـدة مـن 2010 إلى 2019، وسـوف يتـم إطلاق هذه الاستراتيجية في 13 كانون الأول/ديسمبر 2009، في احتفالية تعقد بمقر المكتب الإقليمي بالقاهرة، ويفتـتحها الدكتور حسين الجزائري، المدير الإقليمي لشرق المتوسط، والدكتور حاتم الجبلي، وزير الصحة بمصر، ويحضرها ممثلو 22 بلداً من بلدان الإقليم، ووكالات الأمم المتحدة والبعثات الدبلوماسية في القاهرة.
وتحدد الاستـراتيجية خطة عمل تتناول المشكلات الرئيسية الصحية والتغذوية، والتوجهات الاستراتيجية لمواجهة التحديات مترافقة مع البرامج والمناهج التنفيذية، التي يمكن لكل دولة الاستعانة بها وتطويعها وفقاً لأوضاعها بطريقة ميسرة، والإسراع في وتيرة التنفيذ من خلال الهيئات الحكومية وغير الحكومية على حد سواء.
ومن أهم هذه المشكلات، سوء التغذية، ونقص الوزن عند الولادة. ويمثل نقص المغذيات الزهيدة المقدار مصدراً للقلق في الإقليم مثل اضطرابات عوز الحديد، ونقص فيتامين (أ)، وانيميا عوز الحديد بين الأطفال والنساء في سن الخصوبة، ونقص سائر المغذيات الزهيدة المقدار مثل الكالسيوم، والسيلينيوم والزنك وفيتامين (د).
وتستهدف الاستـراتيجية تحقيق ما يلي:
(1) تعزيز وحماية الوضع التغذوي والغذائي لكافة السكان ولاسيما النساء والأطفال
(2) مساعدة الدول لتوفير كميات مناسبة من المغذيات الزهيدة المقدار
(3) إتاحة معلومات شاملة للمستهلكين وتثقيفهم حول المفاهيم السليمة للتغذية
(4) اتخاذ إجراءات متكاملة لمواجهة السمنة والأمراض غير السارية
(5) تحسين خدمات التغذية في إطار النظم الصحية
(6) رصد وتقييم وإجراء البحوث في هذا المجال
(7) تعزيز الإرادة السياسية
(8) بناء القدرات للتغذية في حالات الطوارئ
ومن خلال هذه الاستـراتيجية يتم تسخير كافة الجهود لشحذ اهتمام البلدان الأعضاء لتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع، والاستفادة من مساهمات الجهات المانحة لتعزيز النظم الصحية، ودعم برامج القيادات الحكومية والمجتمع الدولي لتحقيق هذه النتائج.
وسوف تواصل منظمة الصحة العالمية توفير الدعم التقني للبلدان الأعضاء، ومساعدتها على إعداد خطط عمل وبناء القدرات بالشراكة مع سائر وكالات الأمم المتحدة، مثل برنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة، والأنروا.
لمزيد من المعلومات يُرجَى الاتصال على:
الدكتورة هيفاء ماضي
مديرة قسم حفظ الصحة وتعزيزها
الدكتور أيوب الجوالدة
المستشار الإقليمي للتغذية
قسم الإعلام
هاتف: 22765020
فاكس: 22765455