تجنُّب محاولات الانتحار المتكرّرة

على غير الاعتقاد التقليدي السائد في بلدان العالم النامي والذي يتداول فكرة أن حالات الانتحار أكثر شيوعاً في البلدان الأكثر تقدماً وثراءً، أكدت دراسة نُشرت نتائجها في العدد الأخير من مطبوعة Bulletin التي تصدرها منظمة الصحة العالمية، أن الغالبية العظمى من حالات الوفاة الناجمة عن محاولات الانتحار (85%) تحدُث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وفي الوقت الذي توفِّر فيه البلدان الغنية والصناعية تدخلات عالية التقدُّم للعلاج النفسي، فلا تجد الدول الفقيرة سوى النَذْر اليسير أو لا تجد على الإطلاق ما تقدمه على صعيد المعالجة النفسية للناجين من محاولات الانتحار، ومن ثـَمَّ يُقدِم هؤلاء على تكرار المحاولة.

ومع ذلك تبيِّن النتائج المنشورة اليوم أن بإمكان هذه البلدان الفقيرة أن تحسِّن التدخلات الوقائية التي تحول دون تكرار محاولات الانتحار تحسُّناً معتبراً. ويمكن لجلسات التوعية بالمعلومات وموالاة الاتصال بالناجين من محاولات الانتحار عبر مكالمات هاتفية مثلاً أن تحدّ من الوفيات التي تنجُم عن تكرار محاولة الانتحار.

تقول ألكسندرا فليشمان، واحدة من المشاركين في الدراسة، (( إن الذين يُقدمون على محاولة الانتحار غالباً ما ينتهي بهم الأمر داخل غرف الحالات الطارئة، ولكن في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ما لم تكن هناك مضاعفات، يتم إخراج المرضى بعد معالجة جروحهم دون إحالتهم إلى خدمات الرعاية النفسية )).

وتضيف فليشمان (( غير أنه يمكن من خلال تقديم المعلومات الإرشادية المناسبة واستمرار التواصل مع المرضى منع المزيد من محاولات الانتحار وبالتالي إنقاذ المزيد من الأرواح )).

تم تطبيق الدراسة في كل من البرازيل والصين والهند وإيران وسريلانكا واستمرت ثلاث سنوات. ويمكن قراءة الدراسة كاملة من خلال زيارة الموقع التالي الذي يضم كذلك مختلف المقالات التي يشملها العدد الجديد من مطبوعة Bulletin:

http://www.who.int/bulletin/volumes/86/9/07-046995.pdf