النظام الغذائي والنشاط البدني والصحة

تحت رعاية صاحبة السموّ الملكي الأميرة هيا بنت الحسين، عقيلة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء في الإمارات العربية المتحدة وحاكم دبي، ينظم المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، بالتعاون مع وزارة الصحة في دبي، مشاورة لفريق العمل الإقليمي المعني بالاستراتيجية العالمية بشأن النظام الغذائي والنشاط البدني والصحة، وذلك في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة خلال الفترة 15 - 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2008. والمشاورة هي واحدة من التوصيات الصادرة عن المؤتمر العربي الثالث لصحة الأطفال، وتهدف إلى مراجعة مسودة إطار العمل الإقليمي لتنفيذ الاستراتيجية العالمية للنُظُم الغذائية والنشاط البدني والصحة وإعداد صياغتها النهائية، واقتراح الخطوات العملية لخطة العمل المتعلّقة بها في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط.

تشكّل الأمراض المزمنة غير السارية مثل الأمراض القلبية، والسكتة، والسكري عبئاً مرضياً متزايداً في العالم وفي إقليم شرق المتوسط. ففي عام 2005، وصلت النسبة التقديرية للوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية إلى 60% من مجمل الوفيات في العالم، بينما بلغت هذه النسبة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل 80%.

وبجانب الخسائر البشرية الفادحة، هناك أعباء اقتصادية ثقيلة للأمراض غير السارية. ووفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2005 عن "توقّي الأمراض المزمنة: استثمار حيوي" أدت الأمراض القلبية في البلدان المتوسطة الدخل مثل البرازيل إلى خسائر سنوية تقدّر بحوالي 3000 مليون دولار أمريكي، ومن المقدر أن يصل هذا الرقم إلى 9300 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2015. وفي باكستان، تقدّر الخسائر السنوية المتوقعة للدخل الوطني نتيجة الأمراض القلبية، والسكتة، والسكري بحلول عام 2015 بحوالي 1.2 بليون دولار أمريكي.

تتضمَّن عوامل الاختطار الهامة للأمراض المزمنة غير السارية: فرط ضغط الدم، وارتفاع مستوى الكوليسترول، وقلة تناول الخضراوات والفاكهة، وفرط الوزن والبدانة، والخمول البدني، وتدخين التبغ. إن مجمل عوامل الاختطار الرئيسية هذه تشكّل حوالي 80% من الوفيات الناجمة عن الأمراض القلبية والسكتة. وترتبط خمسة من هذه العوامل ارتباطاً وثيقاً بالخمول البدني وبالنظم الغذائية.

وللتصدِّي لهذا الوضع، اعتمدت جمعية الصحة العالمية السابعة والخمسون في عام 2004 الاستراتيجية العالمية بشأن النظام الغذائي والنشاط البدني والصحة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية. ومن المتوقَّع أن يؤدِّي تنفيذ هذه الاستراتيجية العالمية إلى انخفاض ملموس في المراضة والوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية الرئيسية وعوامل اختطارها. ويحتاج التنفيذ المنهجي المستدام للاستراتيجية إلى سياسات وطنية واضحة وأساليب استراتيجية تضم مختلف القطاعات والجهات المعنيّة. لذلك أعدَّت منظمة الصحة العالمية مع شركائها إطاراً للعمل الإقليمي يقدِّم آليات لتكييف وتنفيذ الاستراتيجية العالمية على الصعيد الوطني بحيث يراعي سياق وخصوصيات كل بلد.

وفي مطلع هذا العام، أسَّس المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط فريق عمل إقليمي للمُضي قُدُماً بالاستراتيجية العالمية وتعزيز النظم الغذائية الصحية والنشاط البدني. ويضم فريق العمل خبراء في الصحة، وأكاديميين، وخبراء في التعليم، والتغذية، وممثلين عن وكالات الأمم المتحدة بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف). ومن المأمول مع إعداد الصيغة النهائية لإطار العمل أن يتم وضع أساليب التنفيذ الميداني للاستراتيجية العالمية سعياً لدحر وباء الأمراض غير السارية في إقليم شرق المتوسط.