تدعو منظمة الصحة العالمية، المكتب الإقليمي لشرق المتوسط كافة الحكومات للقيام بعمل فوري لحماية الأجيال الجديدة من الوقوع ضحايا لإدمان التدخين. وفي وقت يستمر فيه وقوع مئات الآلاف من الشباب من شتى البقاع في دائرة إدمان السجائر وسائر منتجات التبغ، والانسياق وراء الحملات التي تطلقها صناعة التدخين وتستهدف استدراج الفتيان والفتيات نحو هذا المنتج المدمر، اختارت منظمة الصحة العالمية موضوع (( شباب متحرر من التبغ )) ليكون محوراً لليوم العالمي للامتناع عن التدخين، لتدعو من خلاله إلى تحطيم شبكة الترويح لصناعة التبغ التي تستهدف بإغراءاتها صغار السن على نحو خاص من خلال توفير الرعاية المالية لمنتجات التدخين والإعلان عنها والترويج لها.
وللاحتفال بهذا اليوم، يطلق المكتب الإقليمي لشرق المتوسط سلسلة من الأنشطة في مختلف البلدان الأعضاء وفي المقر الإقليمي بالقاهرة تتواصل على مدى أسبوع من 31 أيار/مايو إلى 6 حزيران/يونيو 2008 ومن بينها:
• 31 أيار/مايو: سوف يفتَـتِح الدكتور حسين الجزائري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الاحتفال الإقليمي الذي يقام بالمدينة المنورة حيث يتم رسمياً إعلان مدينَتَي مكة والمدينة خاليتين من التدخين.
• مسيرة شباب ضد التبغ: سوف تنطلق من أمام المكتب الإقليمي لشرق المتوسط صباح الثلاثاء 3 حزيران/يونيو 2008 بمشاركة عدد كبير من المنظمات غير الحكومية والهيئات المعنية بمكافحة التبغ، والشخصيات العامة والإعلاميـين. وسوف تجوب المسيرة المنطقة المحيطة بالمكتب الإقليمي لتنتهي إلى شبكة كبيرة يقوم المشاركون بتمزيقها كرمز للتحرُّر من شبكات الترويج للتدخين. ويتم أثناء المسيرة تكريم المنظمة الكشفية العربية وساقية عبد المنعم الصاوي الثقافية، وغيرهم لجهودهم غير المسبوقة في مجال مكافحة التبغ.
ويمثل الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التبغ لهذا العام مناسبة تغتنمها المنظمة للإعراب عن تقديرها للدعم الكبير الذي يقدمه الشركاء في مكافحة جائحة التدخين، وقد أُعلنت جوائز المنظمة لتكريم المنظمات والأشخاص الذين أسهموا بجهود قيِّمة لمكافحة التدخين في بلدانهم.
وتضم قائمة الفائزين من إقليم شرق المتوسط هذا العام كلا من جمعيـة مكافحـة التدخين في البحريـن، ومؤسسـة (( للا سلمى )) لمكافحة السرطان في المغرب، كما تضم السيدة نادين كايروز من لبنان والدكتور أحمد عبد الرحمن محمد رئيس مجلس الصداقة الدولي بالسودان والتربوية السيدة روضة كعبي من تونس.
وقد أكد الدكتور حسين الجزائري، على أهمية التزام البلدان بحظر كافة أشكال الإعلان المباشر وغير المباشر، قائلاً (( إن صناعة التبغ تستهدف الشباب في المقام الأول، فهم الوقود المتجدد لأرباحهم وأسواقهم )) وأضاف المدير الإقليمي (( إنهم يَعلَمون أن مراهق اليوم هو المستهلك المنتظم لمنتجاتهم غداً. وقد قاموا بدراسة السلوك التدخيني بين الشباب بعناية ويستغلون ذلك في الترويج لمنتجاتهم )).
وعلى المستوى العالمي، يُذكَر أن معظم المدخنين يبدأون التدخين قبل بلوغ الثامنة عشرة من عمرهم، ورُبع هؤلاء تقريباً يبدأون قبل بلوغهم العاشرة من العمر. وكلما بدأ الصغار محاولات التدخين الأول مبكراً ازدادت احتمالات وقوعهم في دائرة التدخين وتحولهم إلى مدخنين منتظمين، وقلَّت فرص إقلاعهم عنه.
وقد ثبت بالدليل العلمي وجود علاقة قوية بين إعلانات التبغ وتدخين الصغار. فكلما تعرَّض الأطفال لإعلانات التبغ وأعجَبوا بها زاد ميلهم للتدخين. ولذلك تنفق شركات التبغ بلايين من الدولارات سنوياً لتوسيع شبكة تسويق منتجاتها لاصطياد صغار المستهلكين. وهي تمد شبكتها إلى كل تجمع شبابي يمكنها اختراقه مثل دور السينما، وشبكة الإنترنت ومجلات الأزياء والحفلات الموسيقية والأنشطة الرياضية.
وَحْدَهُ الحظر الشامل للإعلانات من شأنه أن يقلل من استهلاك منتجات التبغ. أما الحظر الجزئي فذو تأثير محدود أو منعدم تماماً، هذا ما ثبت بالدليل العلمي، حيث تَجِد صناعة التبغ طرقاً عديدة لاختراق الحظر الجزئي والوصول إلى جمهورها المستهدف.
وتكشف نتائج المسح العالمي للشباب والتبغ الذي نُفِّذ في إقليم شرق المتوسط أن 17% من الشباب يفكرون في الشروع في التدخين في عامهم المقبل، وأن 9% من الشباب تلقوا سجائر مجانية من ممثلي شركات التبغ، وأن 14.5% تلقوا هدايا تحمل شعار لنوع أو آخر من السجائر. وتؤكد هذه النتائج أن شركات التبغ تلتف على الحظر الجزئي للإعلان وتتحول إلى أنماط دعائية وإعلانية غير محظورة لتبقي على وجودها بين الشباب.