حملة دولية للتضامن مع المهجرين العراقيـين

الحادي عشر من يناير الحالي، هو موعد انطلاق حملة التضامن مع اللاجئين العراقيـين في دول الجوار، التي ترعاها منظمة الصحة العالمية وجامعة الدول العربية، ويشرف عليها الفنان العراقي نصير شمة، بصفته رئيس مجلس ثقافة ورعاية العراق. وسيتم إطلاق الحملة من خلال 12 قناة تليفزيونية عربية تخصص يوماً كاملاً (تليثون) لهذا الحدث تحت شعار (( يد العرب بيد العراقيـين )).

والمقصود بالتضامن مع اللاجئين العراقيـين مد يد العون لتحسين أوضاعهم في البلدان التي نزحوا إليها وهي الجمهورية العربية السوريـة، والأردن، ومصر، ودعم هذه البلدان، التي فتحـت حدودهـا لاستقبال الأشقاء العراقيـين، كي تـتمكن من مواصلة دورها في توفير خدمات الرعاية المختلفة، ولاسيَّما الرعاية الصحية والاجتماعية.

ويوجد في هذه البلدان حالياً 2.2 مليون عراقي غادروا بلدهم طلباً للنجاة بعد تدهور الحالة الأمنية، واستمرار مسلسل العنف، وأعمال الخطف، والقتل.

والعدد الأكبر من المهجرين يقيم بالجمهورية العربية السورية (1.5 مليون عراقي)، بينما يقيم حوالي نصف مليون في الأردن، ونحو 70 ألف بمصر.

ومعظم المهجرين ممن تركوا وراءهم ممتلكاتهم، وحتى من خرج منهم ببعض المدخرات، فقد نفدت مدخراته مع طول فتـرة المهجر (منذ 2003) وصعوبة الالتحاق بالعمل في مواطن إقامتهم المؤقتة.

ويواجه المهجرون صعوبات مالية كبيرة، فضلاً عن صعوبات الحصول على مسكن ملائم، وتدبير احتياجاتهم من الطعام، والعلاج، والتعليم لصغارهم. ومن هنا خرجت فكرة إطلاق حملة التضامن مع المهجرين العراقيـين إلى النور. إذ حملها الفنان نصير شمة إلى جامعة الدول العربية، حيث لقيت ترحيباً ودعماً كبيرين من السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، كما حملها إلى وكالات الأمم المتحدة المعنيَّة مثل منظمة الصحة العالمية، ومنظمة اليونيسف، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبرنامج الغذاء العالمي، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وجمعيات الهلال والصليب الأحمر الدولية. وتشمل حملة التضامن يوماً تلفزيونياً مفتوحاً (تليثون) يبث على الهواء مباشرة عبر 12 قناة تلفزيونية عربية، ويتم من خلاله الإعلان عن الحملة وجمع التبرعات من خلال الحسابات المصرفية.

يقول الدكتور حسين الجزائري، المدير الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية (( لقد وجهت وكالات الأمم المتحدة نداءً مشتـركاً، حثت فيه المجتمع الدولي على توفير حوالي 85 مليون دولار أمريكي، لتأمين وصول الخدمات الصحية للاجئين العراقيـين، وحمايتهم من سوء التغذية، ومتابعة كافة أوضاعهم لضمان توافر الحد الأدنى للاحتياجات الإنسانية )). وها نحن نوجه نداءً آخر لكل فرد في إقليمنا نقول فيه: (( يد العرب بيد العراقيـين )).

ومن جانبه شدد السيد عمرو موسى على أهمية حشد الجهود الدولية والعربية للتخفيف من معاناة المهجرين، والتعامل بفعالية مع الأزمة، استناداً لما قرره المجلس الوزاري للجامعة العربية بتاريخ 5/9/2007 في هذا الشأن. كما ناشد الأمين العام لجامعة الدول العربية منظمات المجتمع المدني، والمواطنين المساهمة وتقديم التبرعات لدعم المهجرين العراقيـين.

وقد تم تخصيص أكثر من حساب بنكي لتلقي التبرعات، سيتم الإعلان عنها يوم إطلاق الحملة من خلال التليثون.

وسيشمل التليثون بث أفلام تسجيلية عن أوضاع اللاجئين ومعاناتهم، والاستعانة بسفراء النوايا الحسنة، وكبار الشخصيات، والمؤسسات الدينية، والهيئات المعنيَّة خلال هذا اليوم. كما يشمل إطلاق قافلة طبية باسم الحملة بالتنسيق مع الدول العربية التي تستضيف اللاجئين والنازحين لتقديم المساعدة الطبية اللازمة لهم.

ومن جانبها، ستقوم منظمة الصحة العالمية بإجراء لقاءات مباشرة عبر الأقمار الصناعية مع ممثلي المنظمات المعنيَّة في البلدان الثلاثة، وفي المقر الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية، للاطِّلاع عن قرب على أحوال اللاجئين العراقيـين والتعرُّف على احتياجاتهم العاجلة.

وسيلقي المدير الإقليمي لشرق المتوسط، والسيد الأمين العام لجامعة الدول العربية كلمتين في هذا اليوم، تنقلان عبر القنوات المشاركة.