أعربت الدكتورة مارغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، والدكتور حسين الجزائري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، عن بالغ القلق من ارتفاع عدد حالات الإصابة بشلل الأطفال في باكستان منذ تموز/يوليو الماضي.
وفي كلمتها الافتـتاحية في الدورة الخامسة والخمسين للّجنة الإقليمية لشرق المتوسط التي تضم وزارة الصحة بالبلدان الاثنين والعشرين الأعضاء في الإقليم، قالت الدكتورة تشان إن عودة هذا المرض إلى الظهور في باكستان فيه دليل واضح على وجوب بذل كل الجهود نحو استئصال شلل الأطفال.
وباكستان واحدة من أربعة دول فقط في العالم لايزال يتوطّن بها فيروس شلل الأطفال، وقد تزايدت مؤخراً مشاعر القلق العالمي بشأن جهود استئصال شلل الأطفال في باكستان من جرّاء امتداد ذلك المرض إلى مناطق كانت خالية من شلل الأطفال وتقع خارج المناطق الموطونة الرئيسية كما حدث من انتشار في إسلام أباد وإقليم البنجاب.
وتأتي تصريحات القيادات الصحية في أعقاب الاجتماع الاستشاري العاجل الذي عقده خبراء عالميون في مجال شلل الأطفال في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر الحالي، وتأكّد من خلاله أن الاضطرابات الأخيرة في الأوضاع الأمنية في بعض مناطق باكستان – وما تواكب معها من انتقالات واسعة النطاق للسكان المحليـِّين – قد سهلت انتشار فيروس شلل الأطفال في أنحاء البلاد ودخوله المناطق ذات المستوى المنخفض من التمنيع والتي تعجز عن مجابهة الفاشيات من جرّاء انخفاض معدلات التغطية بالتطعيمات فيها ونقص اللقاحات اللازمة للتطعيم الروتيني.
وقد أكّد الاجتماع الاستشاري مجدداً الحاجة الأساسية لقيام الحكومات بـبذل المزيد من جهود الاستئصال، للحفاظ على التقدُّم الذي تحقَّق مؤخراً في إقليم السند. حيث أثمرت التوجيهات التي أصدرها رئيس وزراء السند إلى السلطات المحلية وأدت إلى زيادة ملحوظة في الاهتمام بحملات التطعيم التي جرت في آب/أغسطس الماضي، وتحسين جودتها.
وقد أوصى الاجتماع الاستشاري باعتبار باكستان بأكمله منطقة عالية الاختطار، من حيث احتمال التعرّض لعودة العدوى بفيروس شلل الأطفال، ومن ثم تعديل استراتيجيات الاستئصال بما يتلاءم مع هذا الوضع. وكخطوة أولى على هذا الطريق، سوف يتم التوسُّع في حملة الاستئصال دون الوطنية، التي كان مخططاً لها أن تنفذ في الأقاليم عالية الاختطار فقط في المدة من 13 – 15 تشرين الأول/أكتوبر 2008، بحيث تغطي باكستان قاطبة، كما أن عدد حملات التطعيم ضد شلل الأطفال التي تغطي عموم البلاد، سيزداد خلال الفترة القادمة.
وأوصى الاجتماع الاستشاري للخبراء باتباع تكتيكات وآليات جديدة، بما في ذلك أخذ عينات من البيئة وإجراء المسوحات السيرولوجية، وصولاً إلى فهم أفضل لأسباب استمرار توطّن فيروس شلل الأطفال في بعض المناطق، لقياس تأثير أدوات الاستئصال المتبعة حالياً، وتطوير استراتيجيات الاستئصال المستقبلية.