انعقاد المؤتمر الدولي الحادي عشر لحشد المتبرعين الطوعيـيِّن بالدم

برئاسة السيدة الأولى سوزان مبارك، رئيسة الهلال الأحمر المصري، وبرعاية مشتـركة من منظمة الصحة العالمية، والاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر تقام في المدة من 12 إلى 18 كانون الثاني/يناير 2008، فعاليات الدورة الحادية عشر للمؤتمر الدولي للمتبرعين بالدم تطوعاً ودون مقابل مادي، وذلك في فندق إنتركونتيننتال سيتي ستارز.

وتحت شعار (( نحو تبرع بالدم طوعي مئة بالمئة ))، يلتقي مشاركون من شتى البقاع، يمثلون مختلف الهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية – أهلية وحكومية – في القاهرة لتبادل الأفكار حول قضية بالغة الأهمية، هي كيفية توسيع قاعدة المتبرعين بالدم تطوعاً ودون مقابل مادي، في ظل ظروف شديدة الصعوبة تـتمثَّل – حسب وصف الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر – في تقلص قاعدة المتبرعين بالدم تقلصاً غير مسبوق نظراً لتشديد قواعد اختيار المتبرع بالدم لضمان سلامة الدم في شتى بقاع المعمورة.

وسوف تبدأ مراسم افتـتاح هذا المؤتمر الهام في السادسة من مساء الأحد 13/1/2008 بمقر الهلال الأحمر المصري، بكلمات للسيدة الفاضلة سوزان مبارك، حرم رئيس جمهورية مصر العربية ورئيسة الهلال الأحمر المصري، والسيد ماركوتيسكالا، الأمين العام للاتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر، والدكتور حاتم الجبلي، وزير الصحة والسكان المصري، ومعالي الدكتور محمد حديد ، رئيس اللجنة الدائمة للصليب والهلال الأحمر ، والدكتور ممدوح جبر، الأمين العام للهلال الأحمر المصري.

كما يلقي الدكتور حسين الجزائري، المدير الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، الراعي المشارك لهذا المؤتمر الهام – كلمة في افتـتاح المؤتمر.

ويهدف المؤتمر إلى إرساء نظام دولي للتبرع بالدم من شأنه توسيع قاعدة المتبرعين الطوعيـين التي تزداد تقلصاً من جراء هيمنة التبرع العائلي (الذي يعني حصول مريض أو مصاب ما على احتياجه من الدم مقابل تبرع فرد من عائلته بقدر مماثل من الدم)، حتى أصبح يمثِّل أحد التحدِّيات الهائلة لجهود إرساء نظام يقوم على التبرع الطوعي الحقيقي. ومن التحدِّيات الأخرى مشكلة تشكَّك المتبرعين في جدوى تبرعهم بالدم، وبالتالي إحجامهم عن التبرع ومن ثم فإن مد جسور الثقة مع المتبرعين هو أحد الحلول الهامة لتعزيز التبرع بالدم. كما تمثل معاناة بعض البلدان، من نقص إمكانيات الفحص الجيد للدم، من أجهزة ومختبرات إلى ظهور الدم الملوث، وبالتالي تـتأثر العملية بأكملها.

ويمثِّل تدعيم نُظُم التبرع بالدم تطوعاً وبدون مقابل مادي، دوراً محورياً في توفير الدم المأمون لكل من يحتاجه والمساعدة في إنقاذ أرواح الملايـين من البشر. بل إن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب و الهلال الأحمر يرى أن الدم المأمون، المتجمع من خلال تبرع طوعي، له دور أساسي في تحقيق أهدافه العالمية والمتمثلة في: (1) تقليص أعداد الوفيات والإصابات والعواقب الناجمة عن الكوارث المختلفة؛ (2) تقليص الوفيات والأمراض وتداعيات حالات الطوارئ الصحية.

تقول السيدة سوزان مبارك: (( تعزيز التبرع بالدم تطوعاً ودون مقابل موضوع قريب إلى قلبي، فنحن نؤمن أن الدم منحة غالية، ولا يجوز أبداً أن يصبح سلعة تباع وتشتـرى.. إن العطاء الطوعي يعزز روح التضامن العائلي والمجتمعي والوطني بل والعالمي )). وتضيف: (( على المتبرعين بالدم أن يتحدوا في كيان واحد حول العالم لتذكير حكومات بلدانهم بالدور المتكامل الذي يلعبه المتطوعون في مجال الرعاية الصحية )).

وقد تم تصميم برنامج المؤتمر بحيث يتضمَّن مزيجاً من الجلسات المفتوحة وحلقات العمل بغية تثقيف الرأي العام بشأن الحاجة إلى التبرع بالدم تطوعاً ودون مقابل مادي لضمان استمرارية البرامج الوطنية للدم.

يقول الدكتور حسين الجزائري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية (( هذا الحشد الهائل من المشاركين يجمعهم أمل واحد هو تحسين فرص الحصول على إمدادات مأمونة من الدم على الصعيد العالمي من خلال إرساء قاعدة صلبة من المتبرعين بالدم تطوعاً ودون مقابل مادي في كافة البلدان )).

وقد استغرق الإعداد لهذا المؤتمر عامين كاملين من التنسيق بين الأطراف المنظمة ليخرج أسبوعاً مميزاً لتعزيز التبرع بالدم، كما يقول الدكتور إيشايا شوفين، رئيس قسم الصحة والرعاية بالاتحاد الدولي الذي يضيف: (( يمكن لصغار السن وشباب المتبرعين بالدم أن يلعبوا دوراً أعظم في مجالات مرتبطة بالتبرع بالدم مثل تعزيز الصحة )).

ويعلق المشاركون آمالاً كباراً على دور الشباب المتبرعين في تشكيل قاعدة صلبة من المتبرعين تطوعاً ودون مقابل مادي وخصوصاً من خلال أندية الخمسة وعشرين التي تمنح عضويتها لكل من تبرع خمسة وعشرين مرة. وقد أمكن لهذه الأندية أن تلعب دوراً فعالاً في زيادة التبرع الطوعي بالدم في بلدان عديدة من العالم وفي أفريقيا.

وليس الشباب وحدهم المنوط بهم هذه المهمة، لذلك يرى الدكتور حاتم الجبلي، وزير الصحة والسكان المصري، أن المؤتمر فرصة فريدة لإعادة عموم الناس للاهتمام بالشأن الصحي العام. ويضرب مثلاً على ذلك بالدور القيِّم الذي يلعبه المتبرعون الطوعيون بالدم في تعزيز الصحة العمومية من خلال تبرعهم هذا. ويضيف (( بعض فئات المجتمع تسهم في الحفاظ على مأمونية الدم بالامتناع عن التبرع مادامت غير مؤهلة للتبرع. وبعض الفئات المؤهلة للتبرع تسهم في تأمين مخزون من الدم المأمون بالمواظبة على التبرع )).