تونس هي أول بلد في إقليم شرق المتوسط ينتهي من إعداد وثيقة السياسة الوطنية لصحة الطفل، التي هي نتاج الجهود التي بذلها هذا البلد في إطار مبادرة السياسة الصحية للطفل الصادرة عن منظمة الصحة العالمية عام 2003.
وسيقوم السيد الدكتور وزير الصحة التونسي بتوقيع وإعلان الوثيقة في احتفال رسمي يقام بالعاصمة التونسية في العاشر من كانون الأول/ديسمبر 2006، وذلك خلال افتـتاح الحلقة العملية الإقليمية الثالثة حول مبادرة السياسة الصحية للطفل، التي تنظمها وحدة صحة الأطفال والمراهقين بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط.
وتعتمد الوثيقة على تحليل دقيق للموقف كانت قد أعدَّته وزارة الصحة العامة في تشرين/أكتوبر 2005. وتم استخدامه كخطوة رئيسية في تحديد نقاط القوة في السياسات القائمة، والتعرف على قضايا صحة الطفل التي يمكن التعامل معها من خلال سياسات جديدة أو تعزيز السياسات القائمة.
وجوهر الوثيقة هو تأكيد وتجديد الالتزام بضمان تحقيق صحة الطفل وتنميته. وتشمل الوثيقة كلاً من الأطفال الأصحاء والمرضى وتتعامل مع قضايا مثل توفير الرعاية والخدمات الصحية، وضمان الموارد المالية، وتنمية العاملين الصحيِّـين وسائر عناصر النظام الصحي وكذلك الإعلام والوقاية والترصُّد.
وتتصدَّى الوثيقة لتحدِّيات تتمثَّل في توفير المساواة والعدالة في فرص الحصول على الرعاية والخدمات الصحية بين جميع الأطفال، وضمان جودة الخدمات، وتحسين أداء العاملين الصحيِّـين وتعزيز الخدمات الوقائية وتطوير التنمية النفسية الاجتماعية للطفل، والوقاية من الإعاقة ومكافحتها، وتخصيص المزيد من الموارد اللازمة لدعم تنفيذ هذه السياسات وأخيراً تعزيز الشراكة وتحديد مسؤوليات أطرافها وآليات التنسيق بين الشركاء.
وقد أعد المكتب الإقليمي لشرق المتوسط دلائل إرشادية لمساعدة البلدان في عملية وضع سياساتها الوطنية الخاصة بصحة الطفل. وقد أكَّد الدكتور حسين الجزائري، المدير الإقليمي، لسياسته الجديدة بقولـه: (( إن هذه السياسة مدخل مبتكر يوضح بجلاء أن الحكومات قد اختارت أن تطبق سياساتها الصحة بفعالية من أجل تحسين صحة أطفالها )). وتـتميز الوثيقة السياسية لصحة الطفل باحتوائها على مؤشرات وأدوات تضمن المزيد من الفاعلية في المتابعة والتنفيذ.
وسيلقي الدكتور حسين الجزائري، المدير الإقليمي لشرق المتوسط كلمة أمام الحلقة العملية الإقليمية الثالثة التي تفتـتح أعمالها صباح الأحد 10 كانون الأول/ديسمبر 2006، بمشاركة ممثلي 11 بلداً من بلدان الإقليم، وتتضمَّن استعراض لخبرات ثلاثة بلدان هي تونس ومصر والسودان، وتستعرض منظمة الصحة العالمية خلال حلقة عمل مقترحة لتحليل ووضع أولويات السياسة الصحية للطفل.
يذكر أن مبادرة المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، التي أعلنتها في أكتوبر 2003، قد لقيت تجاوباً محموداً من العديد من بلدان الإقليم، فكانت كل من مصر والمغرب والسودان وتونس من البلدان الرائدة في الانضمام إلى المبادرة منذ إعلانها وقد أمكنها الانتهاء من إعداد التقارير الخاصة بتحليل الموقف الصحي لأطفالها عام 2005 والتي تعد الأساس لوضع وثائق السياسة الصحية للطفل، كما أبدت بلدان أخرى مثل العراق والأردن وعُمان وباكستان اهتماماً ملحوظاً بالمبادرة وتبعتها كل من الجمهورية العربية السورية وجمهورية إيران الإسلامية وفلسطين واليمن.