حذرت منظمة الصحة العالمية من تدني معدل التغطية بأدوية الإيدز في إقليم شرق المتوسط إلى أدنى معدل بين أقاليم المنظمة الستة في العالم، وبنسبة لا تتجاوز خمسة بالمئة فقط من مجموع الذين يحتاجون إلى المعالجة، على الرغم من توافر الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية التي من شأنها وقف تدهور الحالة الصحية لمريض الإيدز، كما أنها تحسن بشكل جذري من فرص بقاء المصابين بفيروس الإيدز على قيد الحياة.
ويذكر تقرير للمكتب الإقليمي لشرق المتوسط للمنظمة يصدر خلال أيام في إطار الحملة العالمية لمكافحة الإيدز 2006 وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإيدز – الذي يحتفل به عالمياً مطلع كانون الأول/ديسمبر من كل عام – أن وباء الإيدز يتفاقم في هذا الإقليم يوماً بعد يوم، وأن عدد الذين يحملـون فيروس العـوز المناعي البشري في الإقليم يبلـغ 620 ألف حالة وقعت منها مئة ألف حالة في عام 2005 وحده.
ويبلغ عدد الذين يحتاجون إلى المعالجة داخل إقليم شرق المتوسط 75 ألف شخص لا يتلقى المعالجة منهم سوى أربعة آلاف شخص فقط.
على الصعيد العالمي بلغ عدد الذين يتلقون المعالجة في كانون الأول/ديسمبر 2005 حوالي 1.3 مليون شخص في البلدان النامية مقابل 400 ألف فقط في كانون الأول/ديسمبر 2003. ويعود هذا التحسُّن النسبي إلى المداخلة التي عُرفت باسم مبادرة 3 X 5 التي أعلنتها المنظمة وشركاؤها في عام 2003 بعد أن أثبتت أن المعالجة بتوليفة الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية نجاحاً كبيراً.
وقد كان المأمول في ظل مبادرة 3 X 5 أن تصل هذه الأدوية بنهاية عام 2005 إلى ثلاثة ملايين شخص في البلدان النامية بنسبة تغطية تصل إلى 50%، إلا أن نسبة التغطية وصلت إلى 20% فقط. وتتواصل المبادرة من خلال مداخلة جديدة هي (( المبادرة العالمية لإتاحة المعالجة للجميع )).
وتفعيلاً لهذه المداخلة الجديدة اختارت منظمة الصحة العالمية شعار "نحو توفير الوقاية والعلاج والرعاية لجميع المتعرضين والمصابين بالإيدز" شعاراً إقليمياً للحملة العالمية لمكافحة الإيدز لعام 2006. كما حددت خمس أولويات استراتيجية لتحقيق الإتاحة الشاملة للوقاية والعلاج والرعاية في القطاع الصحي، هي: توسيع فرص الحصول على خدمات اختبار فيروس الإيدز والمشورة حوله، تقديم خدمات الوقاية في مرافق الرعاية الصحية، توسيع نطاق الحصول على الأدوية، تحسين سُبُل الوقاية من العدوى الانتهازية وأخيراً تعزيز النظم الصحية، وتحسين نظم المعلومات حول الإيدز في جميع البلدان.
وبحلول عام 2006، تمرّ خمسة وعشرون عاماً على التبليغ عن أول حالات الإيدز في العالم. وعلى مدى هذه الأعوام أصيب أكثر من 65 مليون شخص توفي منهم 25 مليون شخص على الأقل. وتشير المعلومات المتاحة حالياً حول أوضاع الإيدز في إقليم شرق المتوسط إلى وقوع نحو 47 ألف حالة وفاة من جراء الإيدز في عام 2005. أما على الصعيد العالمي فقد بلغت الوفيات من جراء الإيدز في العام نفسه حوالي 2.8 مليون شخص.
وتعزى معظم حالات العدوى بالفيروس إلى الاتصال الجنسي غير المأمون وتعاطي المخدرات عن طريق الحقن. وتعاطي المخدرات عن طريق الحقن هو نمط للعدوى آخذ في التنامي، حيث أبلغت معظم بلدان الإقليم عن انتقال العدوى بين متعاطي المخدرات بالحقن.
وتبدو الأوضاع حالياً أفضل بعض الشيء من حيث وجود تحالف دولي معني بالتصدّي لهذا الوباء العالمي، ففي عام 2005 أعلنت مجموعة الثمانية التزامها بالعمل مع منظمة الصحة العالمية وشركائها من أجل اتخاذ التدابير اللازمة للاقتراب قدر الإمكان من الإتاحة الشاملة للمعالجة لجميع المحتاجين إليها بحلول عام 2010.
ويُتوقَّع المدير الإقليمي لشرق المتوسط أن تشهد الفتـرة القادمة إنجازات طيبة على طريق زيادة التغطية بالمعالجة المضادة للفيروسات القهقرية في الإقليم وتفعيل خدمات الوقاية والرعاية المقدَّمة للأشخاص المصابين بعدوى الفيروس. ويعقد خبراء المنظمة آمالاً كباراً على الخطة الاستـراتيجية الإقليمية الجديدة التي تغطِّي الحقبة الممتدة بين عامَيْ 2006 و2010، والتي من شأنها تمكين مديري برامج مكافحة الإيدز ببلدان الإقليم من تقوية أنشطة الوقاية والمعالجة والرعاية وتوسيع نطاقها.