في التاسع من أيلول/سبتمبر 2006، يرتفع الستار عن فعاليات دورة جديدة للّجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، التي هي الهيئة الرئاسية العليا للمنظمة على مستوى إقليم شرق المتوسط، وتـتكوَّن عضويتها من وزراء الصحة بجميع بلدان الإقليم، وسوف تعقد هذا العام في مدينة أصفهان، بجمهورية إيران الإسلامية، بناءً على دعوة كريمة من الحكومة الإيرانية، لاستضافة هذا الحدث الهام.
فعلى مدار أربعة أيام [9 – 12 أيلول/سبتمبر 2006] يلتئم عقد اثنين وعشرين دولة عضو بالإقليم يمثـِّلها وزراء الصحة في هذه البلدان أو من ينوب عنهم، ويناقشون باستفاضة ويطرحون بتوسُّع كافة القضايا الصحية – أو ذات العلاقة والتأثير على الصحة – التي مرَّت بالإقليم على مدى عام كامل، منذ ختام الدورة الأخيرة. ويتابعون بدقة ما تـَمَّ تنفيذه من قرارات خرجت بها الدورة الماضية وعُهِد إلى المدير العام للمنظمة، أو المدير الإقليمي لشرق المتوسط، أو إلى البلدان الأعضاء نفسها بالعمل على تنفيذها.
جدول أعمال هذه الدورة التي ستفتـتح أعمالها بفندق العباسي صباح السبت 9 أيلول/سبتمبر، بحضور ورعاية فخامة الدكتور برويز داودي، النائب الأول لرئيس جمهورية إيران الإسلامية، يحتشد بالعديد من البنود ذات الأهمية الخاصة يتصدرها تقرير حول الاستعداد للطوارئ ومواجهتها، وذلك على خلفية الكوارث والحروب والمنازعات التي تعرَّض لها العديد من بلدان الإقليم، سواء أثناء زلزال باكستان، أو أزمة دارفور، أو العدوان الأخير على لبنان. ويستعرض هذا التقرير المرحلي ما تـَمَّ على صعيد تنفيذ قرار اللجنة الإقليمية الماضية بشأن رفع كفاءة استعداد بلدان الإقليم للتعامل مع الطوارئ الصحية.
هنالك أربعة أمراض يمثـِّل التخلص من كل منها هدفاً عالمياً وضعته منظمة الصحة العالمية نصبَ أعيُنها، وتعمل مع البلدان على تحقيقه، وهي السل والحصبة والجذام وكزاز الوليد (التيتانوس)، وستتابع تقارير مرحليّة آخر الأشواط التي قطعت نحو تحقيق تلك الأهداف، والعوائق التي قد تحول دون ذلك أو تبطئ مساره.
ويظل مرض الإيدز والعدوى بفيروسه، ومبادرة التحرُّر من التبغ، واستئصال شلل الأطفال نهائياً من الإقليم، وتـرسيخ قواعد الـمَرَامي الإنمائية للألفية، تحدِّيات أساسية تواجه القائمين على العمل الصحي في إقليم شرق المتوسط. بعض هذه القضايا حقَّق تقدُّماً على صعيد وضع إطار متكامل للمواجهة مثل مبادرة التحرر من التبغ والمتمثـِّل في زيادة عدد البلدان المصادقة على الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ، ولو أن تفعيل الاتفاقية وجني ثمارها مازال في مراحله الأولى. وهنالك أيضاً استئصال شلل الأطفال الذي حقَّق إنجازاً مهماً بإعلان خلو مصر تماماً من مرض شلل الأطفال هذا العام، لكن بلداناً أخرى مازالت في طريقها لتحقيق إنجاز مماثل مثل باكستان وأفغانستان، أو مقاومة عودة الفيروس إليها بعد خلوها منه مثل الصومال والسودان. ومازالت مبادرة ثلاثة في خمسة لتوفير الأدوية للمتعايشين مع الإيدز صالحة للتطبيق بمدخل مختلف، بعد أن مكّن تطبيق المرحلة الأولى منها من الوصول بالأدوية إلى مليون مريض في العالم، كما حقَّق الهدف المتعلق بصحة الأمومة والطفولة من مجمل المرامي الإنمائية للألفية تقدُّماً ينتظر الدعم.
الجديد في كل هذه القضايا تـتناولـه أربعة تقارير مرحلية أمام أعضاء اللجنة الإقليمية لشرق المتوسط في اجتماعهم المرتقب بأصفهان.
ثم إن تحقيق الصحة للجميع وتعزيز الرعاية الصحية الأولية هما من الـمَرَامي الطويلة الأمد التي بادرت منظمة الصحة العالمية بطرحها منذ أكثر من عقدَيْن من الزمان، وجدَّدت التـزامها بتحقيقها في دوراتها الأخيرة. أما إلى أي مدى نجحت بلدان الإقليم في المضي قدماً نحو هذا الهدف الطموح، فهذا ما يستعرضه تقرير مرحلي آخر على قائمة أعمال الدورة الثالثة والخمسين من دورات اللجنة الإقليمية.
وعلى جدول أعمال الدورة الثالثة والخمسين أيضاً ورقات ومناقشات تقنية تـتصدرها الاستـراتيجية الإقليمية للاستعداد لجائحة الإنفلونزا البشرية، إذا ما تحوَّر فيروس إنفلونزا الطيور إلى فيروس مهاجم للبشر لا سَمَح الله.
وورقة أخرى حول مشاكل الصحة العمومية الناجمة عن تعاطي المسكرات في الإقليم، والاستـراتيجية الإقليمية لإدارة المعرفيات في دعم الصحة العمومية.
وتستعرض الدورة أيضاً تجربة جمهورية إيران الإسلامية في تحقيق التكامل بين التعليم الطبي وبين الخدمات الصحية، وتدور المناقشات التقنية حول دور الحكومات في التنمية الصحية والأجهزة والمعدات الطبية في النُظُم المعاصرة للرعاية الصحية.
أما تفاصيل وملامح العمل الصحي الذي اضطلع به المكتب الإقليمي لشرق المتوسط على مدى عام كامل، فسوف تكون محل دراسة وتقيـيم من جميع أعضاء اللجنة الإقليمية، بعد استماعهم إلى استعراض للتقرير السنوي للمدير الإقليمي عن أعمال المكتب الإقليمي للعام المنصرم، يقدِّمه الدكتور حسين الجزائري، المدير الإقليمي لشرق المتوسط والأمين العام للّجنة الإقليمية.
ويقام على هامش الدورة معرضٌ للكتاب الصحي يشتمل على أحدث إصدارات منظمة الصحة العالمية في مختلف المجالات الطبية والصحية من بينها الإصدارة العربية من تقرير الصحة في العالم لعام 2005 حول الأمراض المزمنة. كما تشهد الدورة عرض أحدث إصدارات المنظمة في مجال التوعية الصحية من خلال أفلام الفيديو والملصقات والمواد المطبوعة التي أنتجها قسم الإعلام والاتصال بالمنظمة ولاسيَّما حول إنفلونزا الطيور.