مع اقتراب اليوم العالمي لمكافحة التبغ 2006، تتخذ استعدادات المكتب الإقليمي لشرق المتوسط للاحتفال به هذا العام ملامح عديدة ومميزة. إذ أنها المرة الأولى التي يحظى فيها المكتب الإقليمي بفرصة استضافة مراسم الاحتفال العالمي الذي سينطلق من مقره بالقاهرة في الرابع من حزيران/يونيو 2006.
وفي إطار الاستعدادات لهذه المناسبة الفريدة، التي تنطلق تحت شعار "التدخين قاتل بكل صوره وأشكاله"، أعد المكتب الإقليمي دراسة بعنوان "الشباب والشيشة" بهدف إلقاء ضوء كثيف على ظاهرة خطيرة متنامية هي انخراط الفتية والفتيات في إقليم شرق المتوسط في تدخين الشيشة بنسب استهلاك آخذة في الانتشار والتزايُد.
نتائج هامة ولافتة للنظر خرجت بها الدراسة التي أجريت في خمس محافظات مصرية على عينة شملت 5585 شاباً وفتاة تتراوح أعمارهم بين 15 و35 سنة، من بينها أن أكثر من 80% من أفراد العينة بدأوا في تدخين الشيشة في سن يقل عن 18 سنة ولا يزيد عن 22 سنة.
أما عن مكان وكيفية التقاط عادة تدخين الشيشة أوضحت الدراسة أن المقهى هو المعقل الأول لالتقاط عادة تدخين الشيشة وإن أشار البعض إلى أنهم دخنوا الشيشة لأول مرة في بيوتهم. وفي هذا الصدد أوضحت الدراسة أمرين: أن التطور الذي لحق بشكل المقهى جعله جاذباً للشباب والفتيات على حد سواء فلا تجد الفتيات غضاضة في الجلوس بالمقهى (الذي كان تقليدياً غير جاذب للفتيات) وأن رد فعل الأسرة تجاه تدخين أحد أبنائها ضعيف وتأثيره غير ملموس على الأبناء المدخنين للشيشة كما أن كثير من الأُسَر تعرف بتدخين أبنائها للشيشة ولا ترى غضاضة كبيرة في ذلك.
ومن النتائج التي كشفت عنها الدراسة حالة الغموض وعدم الوضوح لدى الشباب بأضرار الشيشة رغم اعتقادهم بأنها تقود إلى تدخين أنواع أخطر من المخدرات، واعتقاد بعضهم أن الشيشة ليس لها ضرر على الصحة، وأنها تضمن لمدخنيها وضعاً متميزاً بين الأصدقاء وتضفي عليهم جاذبية ولا تشكل عائقاً بينهم وبين قبول المجتمع لهم بل وقبول الجنس الآخر للاقتران بهم. الطريف أن نسبة من مدخنات الشيشة من بين أفراد العينة قلن أنهن يرفضن الاقتران بمدخني الشيشة.
وكشفت الدراسة عن البعد الاقتصادي لتدخين الشيشة فأظهرت نتائجها أن الإنفاق على الشيشة يمثل أولوية بنسبة تصل إلى 50% من مصروف الطلبة و10% من دخل شباب العاملين. وعن احتمالات الإقلاع، أوضحت الدراسة إحجام الشباب من مدخني الشيشة عن محاولات الإقلاع عنها خوفاً من رد فعل الأصدقاء، أو تحت وطأة الفراغ.
ومن النتائج المثيرة قول بعض الفتيات من عينة الدراسة أن بإمكانهن السماح لأبنائهن وبناتهن بتدخين الشيشة في المستقبل.
وأشارت الدراسة إلى أن للقنوات الفضائية دوراً كبيراً في انتشار ظاهرة تدخين الشيشة بما تقدمه من صورة يراها الشباب إيجابية وجذابة. وفي المقابل يرى الشباب المشارك في العينة أن البرامج الخاصة بالتوعية ضد التدخين ليست جذابة ولا تحقق الغرض منها.
وقت الفراغ، وتقليد الأصدقاء وسهولة الحصول على الشيشة، والاعتياد على شكلها كلها أسباب قال أفراد العينة أنها ساهمت بدور أكبر في التقاطهم لعادة تدخين الشيشة، أما الأسباب العملية مثل الاعتقاد بأن الشيشة أخف ضرراً من السجائر أو أنها تخفف من ضغوط الحياة أو أنها أرخص من السجائر فقد ساهمت ولكن بدور أقل.
إذ على العكس أشارت نسبة 49% تقريباً من أفراد العينة إلى اعتقادهم بأن الشيشة أكبر ضرراً من السجائر، وأنها تساعد على نقل الأمراض ولها تأثير على الجهاز التنفسي. بينما أعربت نسبة 51% تقريباً عن اعتقادها إما بأن تدخين الشيشة مساوٍ للسجائر في الضرر أو أقل ضرراً.
وهنالك المزيد من النتائج التفصيلية التي تحفل بها الدراسة والتي سيتم الإعلان عنها في الاحتفالية العالمية التي ستبدأ الساعة الحادية عشرة من صباح الأحد 4 حزيران/يونيو 2006 بمقر المكتب الإقليمي بحضور مسؤولين وخبراء من المقر الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية وسائر المنظمات الدولية المعنية بمكافحة التبغ، ومجموعة من الفنَّانين والمشاهير الذين ساهموا مع المكتب الإقليمي في جهوده الصحية من قبل.