خمسة آلاف عملية جراحية لمعالجة الكاتاراكت، سيصبح بالإمكان إجراؤها مجاناً في سبعة من البلدان ذات الأولوية من حيث معدلات الإصابة بأمراض العيون في إقليم شرق المتوسط، وذلك بموجب بروتوكول تعاون مشتـرك توقِّعه منظمة الصحة العالمية، المكتب الإقليمي لشرق المتوسط، مع اتحاد الأطباء العرب، لدعم أنشطة مكافحة العمى على مدى خمس سنوات في بلدان الإقليم، مع التـركيز على البلدان السبعة ذات الأولوية وهي أفغانستان والجمهورية اليمنية وجيبوتي والسودان والصومال والعراق وفلسطين.
والهدف من إجراء الجراحات الخمسة الآلاف، هو مكافحة العمى الذي يمكن تَوَقِّيه خلال العامَيْن 2006 و2007، وتقليص أسبابه في هذه البلدان.
وبموجب هذا البروتوكول الذي تـتم مراسم توقيعه في الثانية عشر ظهر الخميس 18 مايو 2006 بمقر المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بمدينة نصر بالقاهرة، تقدم منظمة الصحة العالمية الدعمَ التقني لتنفيذ البرنامج بالتعاون مع وزارات الصحة المعنية. كما تسهم المنظمة في شراء المعدَّات والمستلزَمات الجراحية وتوفير الأجهزة اللازمة، لإجراء أربعة آلاف عملية جراحية، بينما يقوم اتحاد الأطباء العرب بتوفير الأجهزة اللازمة لألف عملية جراحية بالإضافة إلى الموارد البشرية المشاركة في الحملة، وتغطية نفقات سفر وإقامة الأطباء التابعين للاتحاد، وتدريب الأطباء المحليـِّين ومقدِّمي الرعاية الصحية في البلدان المذكورة.
وقد برزت فكرة البروتوكول المشتـرك مع اتحاد الأطباء العرب إلى النور في أعقاب نجاح بروتوكول مماثل نفَّذته منظمة الصحة العالمية مع أندية الروتاري الدولية – المنطقة رقم 2450، والذي أمكن من خلاله تنفيذ ألف عملية لعلاج الكاتاراكت في مصر ومثلها في السودان منذ تموز/يوليو 2004 حتى الآن.
ويمثل البروتوكول الجديد خطوة أكثر تقدُّماً في طريق التعاون بين الاتحاد وبين المنظمة، هذا التعاون الذي يجري تحت مظلة مبادرة الرؤية 2020 الحق في الإبصار. ومن الملامح القائمة لهذا التعاون العمل الجاري حالياً في السودان.
ويمثِّل تطبيق مبادرة الرؤية 2020 في الصومال تجربة فريدة في مجال مكافحة أمراض العيون، إذ أمكن من خلال ذلك إقامة معسكر لجراحة العيون، مجهَّز بألف من الأجهزة اللازمة لإجراء هذه الجراحات، وتدريب الأطباء الصوماليـين على أحدث الأساليب الجراحية في طب العيون. ويقدِّم المعسكر خدماته مجاناً في مدينة هرغيسا. وقد تم فحص ثمانية آلاف حالة، وإجراء 720 عملية جراحية حتى الآن، وهنالك أربعمئة حالة على قائمة الانتظار، الأمر الذي يوضِّح بجلاء حجم مشكلة أمراض العيون في هذا البلد.
ونظراً إلى اقتراب المعدَّات الحالية بمعسكر هرغيسا من النفاد، فإن البروتوكول الجديد يمثِّل رافداً هاماً لتزويد الصومال وسائر البلدان ذات الأولوية بموارد جديدة، تضمن مواصلة جهود مكافحة أمراض العيون والعمى الذي يمكن توقِّيه، وتقليص أسبابه.
يذكر أن عدد المصابين بالعمى في بلدان إقليم شرق المتوسط يبلغ ستة ملايـين شخص، وأن هنالك 22 مليون شخص بالإقليم يعانون من شكل من أشكال الإعاقة البصرية. مما حدا بمنظمة الصحة العالمية لاعتبار العمى وأمراض العيون أولوية صحية إقليمية.
وتسعى مبادرة الحق في الإبصار إلى تقليص إصابات العمى وأمراض العيون بنسبة 50% بحلول عام 2020. وقد قدَّرت منظمة الصحة العالمية الميزانية اللازمة لتحقيق هذا الهدف، ولمنع تفاقم أعداد المصابين بالعمى وسائر أمراض العيون، بحوالي 18 مليون دولار سنوياً. وقد أَعدَّت المنظمة بالفعل خطة عمل لمدة عامين، يتطلب تنفيذها في البلدان السبعة مبلغ مليونَيْ دولار. ويدعو المكتب الإقليمي بهذه المناسبة، جميع الجهات المانحة، والمنظمات الدولية المعنيَّة، إلى المساهمة في توفير التمويل اللازم، لمعالجة الملايـين من المصابين الحاليـِّين، ولإنقاذ ملايـين آخرين.