أكد الفحص المختبري أن الفتاة العراقية – 15 سنة – التي توفيت في السابع عشر من كانون الثاني/يناير 2006 بمدينة رانية شمالي السليمانية كانت مصابة بفيروس H5N1 المسبب لأنفلونزا الطيور.
في الوقت نفسه أرسلت عينات لأربع حالات يشتبه في إصابتها بالمرض إلى المختبرات لتحليلها من بينها ثلاث حالات من نفس المنطقة التي كانت تعيش بها الفتاة المتوفاة.
وإلى الآن، فإن كل حالات إصابة البشر بأنفلونزا الطيور قاصرة على أولئك الذين يتعاملون معاملة لصيقة مع الطيور الداجنة المصابة بالمرض. أما بالنسبة للأفراد الذين لا يتعاملون مع الطيور الداجنة أو البرية فإن الخطر يكاد ينعدم تماماً.
وقد التزمت حكومة العراق قواعد الشفافية والمسؤولية حتى أن وزير الصحة العراقي نفسه طلب إلى منظمة الصحة العالمية القيام بمزيد من التحري والفحص. وبدورها تتعاون المنظمة تعاوناً وثيقاً مع بعثة المساندة التابعة للأمم المتحدة في العراق وسائر الشركاء من منظمة الأغذية والزراعة واليونيسف لتقدير الموقف. ويبحث الفريق بكامله مستوى الاستعدادات لمواجهة الطوارئ في المجال الصحي بما في ذلك استعدادات المختبرات (المعامل) واحتياجاتها في مزارع للدواجن وما تم اتخاذه من خطوات في هذا الصدد حتى الآن.
كما يقوم الفريق بتقييم مستوى الوعي العام بهذه الطارئة ومدى تجاوب عامة الناس مع رسائل التثقيف الصحي التي تواصل وزارة الصحة بثها.
كل ذلك في إطار خطة الاستعدادات التي عكفت على إعدادها وزارة الصحة العراقية ومنظمة الصحة العالمية منذ تشرين الأول/أكتوبر 2004. وللمساعدة في مواجهة الوضع الحالي، نجحت منظمة الصحة العالمية في إمداد العراق بكمية محدودة من دواء تاميفلو لتغطية الاحتياجات الفورية. ويعد تاميفلو – في الوقت الحالي – الدواء الوحيد المضاد للفيروسات الذي يتسم بالفعالية ضد فيروس H5N1.
وقد انتشرت بعثات مشتركة مماثلة في كل من جمهورية إيران الإسلامية، ومصر، والجمهورية العربية السورية، ولبنان لتقدير الموقف هناك.
وتشير البينات الأولية إلى أن الحاجة قائمة لرفع مستوى الوعي بين عامة الناس بالحقائق التالية:
• أنفلونزا الطيور هي مرض يصيب بالأساس الدجاج ونادراً للغاية ما يصيب البشر. وحتى بين البشر فإنه لا يصيب إلا أولئك الذين يتعاملون تعاملاً لصيقاً مع الطيور الداجنة المصابة.
• تناول الدواجن ومنتجاتها مأمون تماماً إذا ما تم طهوها جيداً وتحضيرها للطهو وفق القواعد السليمة (طهو الدواجن في درجة حرارة 70 درجة مئوية وتعريض كافة أجزاء الطيور المطهوة لهذه الحرارة سيقتل الفيروس).
• الأطفال هم الأكثر عرضة للخطر ويجب عدم السماح لهم بالاقتراب من الدواجن في المناطق التي ترتفع بها احتمالات الإصابة.
• على البالغين اتخاذ احتياطات النظافة الضرورية عند التعامل مع الدواجن مثل غسل اليدين المتكرر بالماء والصابون. العاملون في مزارع الدواجن هم الأكثر عرضة للخطر وكذلك الذين يذبحون الدواجن أو ينزعون ريشها. وينبغي عليهم ارتداء المعدات والتجهيزات الوقائية وخاصة في المناطق التي اكتشفت بها أنفلونزا الطيور.
• وزارة البيئة ووزاري الزراعة مسؤولتان على التخلص من الطيور المصابة في المناطق التي اكتشف بها المرض والتخلص من نفاياتها وفق إرشادات من منظمة الأغذية والزراعة.
وستواصل منظمة الصحة العالمية واليونيسف العمل عن كثب مع السلطات الصحية لضمان وصول الرسائل الفعالة إلى عامة الناس.