جنيف - افتـتحت أمس في المقر الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية أعمال المجلس التنفيذي للمنظمة الذي يعقد دورته مرتَيْن سنوياً. ويستعرض المجلس التنفيذي العمل العاجل الذي يجري تنفيذه حالياً لتقليل خطر اندلاع وباء عالمي من الإنفلونزا العادية ومكافحة إنفلونزا الطيور. كما يشكِّل التصدِّي الصحي لعواقب زلزال جنوب آسيا بنداً هاماً على جدول أعمال هذه الدورة.
وفي كلمته الافتـتاحية نوَّه الدكتور لي يونغ – ووك المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بالتهديد المتواصل من خطر اندلاع فاشيات من إنفلونزا الطيور النمط H5N1.
(( تؤكِّد تجربة تركيا المخاطر التي يشكِّلها هذا المرض على الطيور، والأهمية الصوى للترصُّد ونُظُم الإنذار المبكِّر الفعَّالة. كما تؤكِّد احتمالات وقوع وباء من الإنفلونزا بين البشر. فالوباء قد يندلع دون إنذار مسبق )).
وقال المدير العام إن المجتمع الدول أثبتت إمكانية العمل السريع لاحتواء خطر وقوع إصابة بين البشر. ففي تركيا، ساهم إبلاغ الحكومة الفوري عن حالات الإصابة بين البشر، وسرعة العمل المختبري، وكيفية توعية الرأي العام بحجم المخاطر، ومساندة الفريق الدولي من خبراء صحة الإنسان والحيوان في المساء، على تقليص التهديد الذي يشكِّله فيروس H5N1 على البشر.
ويظل خطر اندلاع وباء من الإنفلونزا ماثلاً. ولذلك يبحث المجلس التنفيذي سُبُل دفع البلدان إلى الالتزام طوعاً بالبنود المختارة من اللوائح الصحية الدولية المعدَّلة.
فاللوائح الصحية الدولية، التي وضعت هدف إدارة الطوارئ الصحية التي تمثِّل همّاً عالمياً مشتركاً، ستدخل حَيِّز التنفيذ في حزيران/يونيو 2007. ويناقش المجلس التنفيذي إمكانية التطبيق الفوري للبنود المتعلقة بترصُّد الأوبئة والإبلاغ عن حالات الإصابة، وتبادُل المعلومات والإجراءات المتعلقة بانتقال المسافرين وغيرها من القضايا ذات الصلة.
ويستعرض المجلس التنفيذي الدروس المستفادة من التصدِّي الصحي لزلزال جنوب آسيا الذي وقع في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2005. فمع الظروف المناخية القارصة البرودة في الشتاء، مازالت الخدمات الصحية تشكِّل ضرورة قصوى لأربعة ملايـين متضرِّر من الزلزال الذين يواجهون خطر الإصابة بالعدوى التنفسية الحادة وفاشيات من سائر الأمراض.
(( لقد فقد الناس حياتهم، وأحباءهم ومنازلهم ويعانون من اضطرابات نفسية وعضوية. ولكن مع مواصلة الدعم والمساندة بإمكاننا مساعدة الناس على تخطِّي هذا الشتاء القارص وبدء العمل العاجل لإعادة الإعمار )) يقول الدكتور محمد نصير خان وزير الصحة الفيدرالية بباكستان ورئيس هذه الدورة من المجلس التنفيذي.
كذلك ستناقش هذه الدورة من المجلس التنفيذي التي ستختـتم أعمالها في 28 من كانون الثاني/يناير الحالي، كيفية الوصول إلى التزام عالمي لتحقيق هدف الوقاية من مرض الإيدز والعدوى بفيروسه، ورعاية مرضاه وتوفير الرعاية لهم بحلول عام 2010، والتقدُّم في جهود استئصال شلل الأطفال والبحوث على الفيروس المسبِّب للجدري، الوضع العالمي فيما يتعلق بالموارد البشرية في مجال الصحة.
يتألَّف المجلس التنفيذي من ممثلين لاثنين وثلاثين بلداً عضواً. وأهم مهامه هي تفعيل القرارات والسياسات التي تتَّخذها جمعية الصحة العالمية وتقديم المشورة لها وتسهيل عملها.