بعد أسبوعَيْن كاملَيْن من التدمير المنظّم لكل مقوّمات الحياة في لبنان؛ أسفرت الأحداث عن تقطيع سُبُل التواصل، وتخريب المرافق الحيوية للإمداد بمياه الشرب والطعام والرعاية الأساسية، وحالت دون وصول المساعدات الإنسانية للمرضى والنساء والأطفال والشيوخ والعاجزين والضعفاء، وعرَّضت حياة المدنيـين للأخطار؛ وأجبرتهم على النـزوح تلو النـزوح، من مكانٍ لآخر، في داخل لبنان وفي خارجه بحثاً عن الأمان.
وفي حين أن المجتمع الدولي قد تدخَّل لتوفير مسارٍ آمن للطائرات المدنية التي كانت تجثم في مطار بيروت في أول الأمر، ولضمان ممرات آمنة لرعايا الدول الأجنبية، فقد حيل بينه وبين توفير ملاذ يضمن الحماية للمدنيـين، أو مسارات آمنة لإيصال المعونات الإنسانية والأدوية والطعام لهم.
إن منظمة الصحة العالمية لتنظر ببالغ التقدير إلى ما يقوم به المجتمع المدني المحلي داخل لبنان، وفي البلاد العربية التي استقبلت مئات الآلاف من اللبنانيِّـين، وإلى ما يقدِّمه كل فرد وكل أسرة من عمل طوعي إنساني لإغاثة النازحين والمهجَّرين.
إن منظمة الصحة العالمية تؤكِّد على أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار، وتلحّ على ضرورة معالجة ما يعانيه المدنيّون من مشكلات إنسانية معالجة فورية وناجعة، كما تؤكِّد أن تمكين الهيئات المدنية ومنظمات الإغاثة من أداء دورها في تلبية احتياجات المدنيـين في لبنان من رعاية صحية وتوفير ملاذٍ آمنٍ لهم، مطلبٌ ملحٌّ لا يحتمل التأجيل أو التأخير، وتعتبر ذلك كله موقفاً إنسانيا مبدئياً لا يقبل المساومة.