إن المكتب الإقليمي لشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، يراقب بقلق واهتمام بالغين الأحداث الدامية والمشاهد المرعبة التي تتوالى كل لحظة، في لبنان، من قتلٍ للأطفال والشيوخ والنساء والعجزة، وتقطيعٍ للطرق وهدم للجسور والمباني فوق من يحتمي بها، وقصفٍ متعمِّدٍ لوسائل المواصلات والموانئ والمطارات، وإعاقةٍ للخدمات الإنسانية والطبية والإسعافية، وتخريبٍ للمرافق الحيوية، والخدمات الصحية والمدارس التي يقصدها النازحون طلباً للأمان، وتدمير للبـِنَى الأساسية، مما ينذر بحلول كارثةٍ إنسانية تعم المنطقة بأسرها، ولا تقتصر على لبنان، نظراً للنزوح الكبير للسكان، وتوقُّع أن تفاقم العواقب البيئية من التأثيرات الضارة على صحتهم، ولاسيَّما صعوبة إيصال المقومات الحياتية لمن يحتاج إليها، فانقطاع المياه والكهرباء وتعطُّل خدمات الصرف الصحي وصعوبة الانتقال من مكانٍ لآخر وانعدام الشعور بالأمن، وغياب الالتزام بكل ما تفرضه الشرائع الدولية أو المبادئ الإنسانية، كل ذلك يساهم في خلق بيئة مواتية لظهور الأوبئة والأمراض الفتَّاكة والاضطرابات النفسية لدى الأطفال والمستضعفين.
ويدعو المكتب الإقليمي إلى الالتزام بمضمون الشرائع التي نصَّت عليها المعاهدات الدولية ولاسيَّما احترام المدنيِّـين، والحفاظ على المقوِّمات الحيوية للمجتمعات المدنية، كما يدعو بشكل خاص، هذه الأيام، للاتفاق على ترسيم طُرُقٍ آمنة، تخصَّص للعاملين في الإغاثة الإنسانية والصحية، وإلى تسهيل توصيل المساعدات الطبية والغذائية لمن يحتاج إليها، دون المساس بمن يستخدمها لهذا الغرض النبيل.