14 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 - يحتفي العالم باليوم العالمي للسكّري في 14 من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام. ويذكِّرنا هذا اليوم بأن السكّري مازال المرض المزمِن الأكثر خطورة والأسرع انتشاراً في إقليم شرق المتوسط، وأنه يهدِّد مستقبل التنمية في بلدان الإقليم. إن العوامل التي تعرِّض الناس لخطر الإصابة بالسكري معروفة. وهي تتمثل في السلوكيات الغذائية غير الصحية، وانخفاض النشاط البدني، مما يؤدي إلى السمنة وفرط الوزن. وبدورها تمثل السمنة العامل المباشر لإصابة البالغين بالسكري.
ومع التزايد المطرد لانتشار عوامل الخطر بين شعوب المنطقة، نجد أن ستة من بلدان إقليم شرق المتوسط ضمن لائحة الدول العشر التي تعاني من معدلات الانتشار الأعلى عالمياً للسكري. وعليه فقد كان ملائماً للغاية أن يقع اختيار الاتحاد العالمي للسكري ومنظمة الصحة العالمية على شعار "السكّري: علينا أن نحمي مستقبلنا" لهذا العام. ويهدف الشعار إلى التركيز على التثقيف الصحي والتوعية بسبل الوقاية من هذا الداء بين الأجيال الصاعدة من الأطفال والمراهقين.
لقد سعت منظمة الصحة العالمية منذ سنوات عديدة إلى تأمين بيئة صحية ينمو فيها الأطفال بأقل درجة ممكنة من التعرُّض للعوامل التي سوف تؤثِّر سلباً على صحتهم في المستقبل. إلا أن الدلائل تشير إلى أن التعرُّض لهذه العوامل يزداد باطّراد. فالأطفال مستهدفون بحملات ترويجية شرسة وواسعة النطاق تدفعهم لتناول مواد تخلو من أي قيمة غذائية، ولاستهلاك كميات من السكريات والدهون تفوق حاجة أجسامهم. وقد تزامن إغراق الأسواق والمدارس بتلك المواد الضارة وتزايد أنشطة الترويج لها في كل وسائل الإعلام مع انخفاض مستويات النشاط الحركي حتى بين الصغار.
لقد أدَّى هذا التشابك بين السلوكيات غير الصحية إلى تعاظُم ظاهرة فَرط الوزن والسِمنة عند الأطفال والمراهقين، وهذا هو العامل الأكثر فعالية في إصابتهم بالسكري في سن مبكِّرة نسبياً.
ويتعرض المصاب بالسكّري لأمراض قلبية ووعائية عديدة تفرض عليه استعمال علاجات دائمة طوال العمر. وينبغي على المصاب بالسكري متابعة قياس السكر في دمه يومياً، وإجراء كشوف دورية لكشف اختلالات الإبصار التي تؤدِّي إلى العمى، أو لكشف القصور الكلوي الذي يؤدِّي إلى توقف الكلية عن العمل نهائياً ودخول المريض في برنامج لغسيل الكلى يعيق حياته الطبيعية. كما أن المصاب بالسكّري محدود في نشاطه الترفيهي، وعليه أن يراعي شروطاً خاصة في حماية القدمين حتى لا تفتك بها الجراثيم وتؤدي إلى بَتر الساق.
وإن الوقاية المبكِّرة هي التدخل الأكثر أهمية لحماية الأطفال وصغار السن من هذه الدوامة التي كثيراً ما تؤدِّي إلى حوادث تنتهي بالوفاة المبكرة. وتدعو منظمة الصحة العالمية الحكومات والهيئات المعنية إلى وضع سياسات تنظيمية لحماية الأطفال، بالإضافة إلى مناهج تدريبية لزيادة وعيهم ومهاراتهم في تحصين صحتهم ضد السكّري وغيره من الأمراض غير السارية.
وكذلك تعمل المنظمة مع بلدان الإقليم لوضع قوانين تحدّ من ترويج السلع الغذائية المضرَّة، وتنظيم المواد الغذائية المتاحة في المقاصف والاستراحات داخل المدارس، وحماية المجال الطبيعي الذي يسمح للأطفال بالمحافظة على النشاط الحركي وممارسة الرياضة. غير أن تنفيذ هذه الإجراءات ينبغي أن يتم بسرعة، لحماية الأطفال وصغار السن من المعاناة التي يمر بها الملايين من المصابين بالسكّري في الإقليم.