13 مايو 2024، صنعاء، اليمن—إن تقديم رعاية صحية عالية الجودة للمجتمعات يُعد تحدٍ كبير لأنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم، لا سيما في البلدان منخفضة الدخل مثل اليمن. تشمل العوامل الرئيسية التي تساهم في هذا التحدي نقص القوى العاملة الصحية، صعوبة مواكبة أحدث الإرشادات وأفضل الممارسات، وعدم الاهتمام بالعدالة الصحية، وقلة الوعي بالعوامل المؤثرة على سلامة المرضى.
ضمن مشروع رأس المال البشري الطارئ، الذي يتلقى الدعم من البنك الدولي، ينفذ صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ومنظمة الصحة العالمية على إطلاق مبادرة مشتركة لمواجهة هذه العوامل بشكل مباشر. سيعمل برنامج التدريب على جودة الرعاية على تعزيز جودة الخدمات المقدمة في مرافق الرعاية الصحية الأولية في اليمن.
سيجمع هذا البرنامج التدريبي حوالي 200 طبيب عام تم تعيينهم حديثاً في مرافق الرعاية الصحية الأولية، لتزويدهم بالمعلومات والإرشاد والتدريب العملي والمباشر في مجالات الممارسة الرئيسية.
تشمل مجالات برنامج التدريب أساسيات جودة الرعاية، الوقاية من العدوى ومكافحتها، الصحة الإنجابية، صحة حديثي الولادة، الإدارة المتكاملة لأمراض الطفولة، البرنامج الأساسي للتحصين، التغذية، الأمراض غير السارية، والصحة النفسية.
سيتم تقديم البرنامج على مدى 35 يوماً وسيضمن أن يكون لدى الأطباء أساس قوي يمكنهم من خلاله تقديم رعاية صحة عالية الجودة للمجتمعات التي يخدمونها. سيتم تنفيذ التدريب، في نفس الوقت، عبر 3 مجموعات ستعقد في محافظة صنعاء ومجموعتين في محافظة عدن.
سيواصل الأطباء الذين يكملون البرنامج تقديم الخدمات الطبية والاستشارات للمجتمعات في المراكز الصحية، بالإضافة إلى توسيع نطاق دعمهم خارج المراكز المخصصة لهم لدعم التوعية المجتمعية. سيعملون على إرشاد زملائهم في المرافق الصحية الأولية لضمان تقديم الخدمات الصحية وفقاً للمعايير الوطنية. سيشمل هذا ممرضي التغذية، ممرضي برامج صحة الطفل، القابلات، وممرضي برنامج التحصين الموسع وغيرهم. خلال جلسات الإرشاد هذه، سيشرف الأطباء على تعزيز الكفاءات والمهارات الفنية لزملائهم من الكوادر الأخرى.
كخطوة تالية، ولضمان الحفاظ على المهارات ومعالجة أي مشكلات تتعلق بالممارسات الطبية، تخطط منظمة الصحة العالمية لدعم الأطباء من المستشفيات القريبة لتنفيذ الأنشطة الإشرافية لدعم زملائهم في المرافق الصحية الأولية. سيساهم ذلك أيضاً في تعزيز عمليات الإحالة بين مستويات الرعاية الصحية.
أوضح بيتر هوكينز، ممثل اليونيسف في اليمن، أهمية هذا النهج: "من خلال الاستثمار في تدريب ودعم الاطباء، فإننا نمكنهم من تقديم رعاية صحية عالية الجودة للمجتمعات التي يخدمونها. لا يقتصر هذا البرنامج الشامل في اليمن على تحسين النتائج الصحية فحسب، بل يركز أيضاً على بناء نظام رعاية صحية مرن يمكنه الاستجابة بشكل فعّال لاحتياجات الناس. وبتعاون اليونيسف والبنك الدولي مع منظمة الصحة العالمية، نحن ملتزمون بضمان حصول كل فرد في اليمن على خدمات الرعاية الصحية الأساسية التي يستحقها".
وأكد الدكتور أرتورو بيسيغان، ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، على مركزية الرعاية الصحية الأولية في تعزيز النظم الصحية: "تقع خدمات الرعاية الصحية الأولية القوية في صميم نموذج الرعاية في اليمن وكذلك جهود منظمة الصحة العالمية لتحقيق التغطية الصحية الشاملة عالمياً. نحن سعداء للغاية بالمضي قدماً في هذا النهج مع اليونيسف لتحسين جودة هذه الخدمات في اليمن ".
وقالت دينا أبو غيدا، مديرة البنك الدولي في اليمن: "يعد تعزيز النظام الصحي في البلاد خطوة حاسمة للحفاظ على رأس المال البشري وبنائه من أجل التنمية المستقبلية للبلاد. يعمل البنك الدولي مع اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية منذ عام 2017 لتوسيع نطاق توافر وتغطية الخدمات الصحية والتغذوية الحيوية. ويعد تحسين جودة الرعاية وبناء قدرات العاملين في مجال الرعاية الصحية أمرًا ضروريًا أيضًا لضمان تقديم الخدمات لمن هم في أمس الحاجة إليها.