يواجه اليمن تحديات معقدة تفاقمت بسبب ١٠ سنوات من الصراع. ويقترن تدهور الوضع بنظام صحي هش ونقص في الموظفين المتخصصين وارتفاع في حالات الطوارئ الصحية، التي ينشأ بعضها من مصادر غير متوقعة. ترتبط التجارة والنقل والسفر بالتنمية الاقتصادية، ولكنها يمكن أن تشكل أيضاً مخاطر على الصحة العامة، مما يتسبب في انتشار الأمراض عبر الحدود.
تشكل نقاط الدخول—المطارات والموانئ البحرية والمعابر البرية—مخاطر صحية فريدة تتطلب قدرات متخصصة تختلف عن تلك المطلوبة في إطار المجتمعات والمرافق الصحية. تعمل منظمة الصحة العالمية على تنفيذ اللوائح الصحية الدولية عند نقاط الدخول وبناء قدرة اليمن على التأهب والاستجابة للتهديدات الصحية العامة التي قد تطرأ من مصادر غير متوقعة.
بناء القدرات وتحديد الثغرات
في ديسمبر ٢٠٢٣م، أقامت منظمة الصحة العالمية في اليمن ورشة عمل لتدريب المدربين حول اللوائح الصحية الدولية ومتطلبات القدرات الأساسية لها، بمشاركة ١٤ من الموظفين الأساسيين من مختلف القطاعات. وشمل ذلك موظفي نقاط الدخول ومفتشو الصحة من عدة مطارات وموانئ بحرية ومعابر برية، وكذلك العاملين في السلطات الوطنية للصحة العامة.
مَكّن التدريب المشاركين من إجراء تقييمات وطنية لنقاط الدخول بشكل فعّال. استخدم البرنامج نهج التعليم المدمج، حيث جمع بين الجلسات النظرية والزيارات الميدانية العملية، مما يتيح للمشاركين اكتساب خبرة عملية قيمة. علاوة على ذلك، انتهى التدريب بتمرين عملي، مُصَمَم لتقييم وتعزيز الوظائف الأساسية للصحة العامة في نقاط الدخول التي تتوافق مع القدرات الأساسية للوائح الصحية الدولية للوقاية والكشف المبكر والاستجابة.
تم وضع إجراءات تشغيلية قياسية لدعم تنفيذ الأنشطة الروتينية والاستجابة لحالات الطوارئ الصحية العامة على المستوى الدولي وفقاً للوائح الصحية الدولية. كما تم تطوير منهج تدريبي وطني وتقييم لأصحاب المصلحة وإرشادات حول الغرض من اللوائح الصحية الدولية للعاملين في نقاط الدخول.
أجرى الفريق المُدَرّب، بمساعدة خبراء وطنيين ودوليين تقييمات وطنية في ١٠ نقاط دخول استراتيجية: ٤ موانئ بحرية، ٣ مطارات، و٣ معابر برية. وتسلط النتائج الضوء على الالتزام والتعاون القطاعي القوي لتعزيز البنية التحتية والقدرات الصحية. ومع ذلك، فإنها تكشف أيضاً عن ثغرات ملحوظة في القدرات في بنية نقاط الدخول وفي تبادل المعلومات عبر مختلف المستويات.
تضع التقييمات الأساس لخطة شاملة لبناء القدرات تستند على استراتيجيات فورية وطويلة الأجل. سيتم استخدام دعم صندوق مكافحة الأوبئة لتلبية الاحتياجات الملحة، مع التركيز على القدرات ذات الأولوية في اليمن. ومع ذلك، من الضروري الحفاظ على الدعم المالي والبناء المستمر للقدرات لاستمرار التأهب والاستجابة للتهديدات الصحية العامة في نقاط الدخول.
الجميع على أهبة الاستعداد
يجمع استخدام خطة بناء القدرات والتقييمات متعددة القطاعات بين أصحاب المصلحة للصحة البشرية، الصحة الحيوانية ومراقبة الحدود وغيرها من القطاعات المحورية. والهدف من ذلك هو خلق فهم شامل للقدرات عبر مختلف القطاعات، ومواءمة الاستراتيجيات. وهذا يساهم في تعزيز بناء جبهة موحدة لتنفيذ قدرات نقاط الدخول المعززة بشكل فعّال والحفاظ عليها، الأمر الذي سيضمن الاستعداد والاستجابة المنسقة والشاملة للتهديدات الصحية العامة.
هذه المبادرة التي تقوم بها منظمة الصحة العالمية لتعزيز القدرات الأساسية للوائح الصحية الدولية عند نقاط الدخول ضرورية لتعزيز الأمن الصحي على الصعيد الوطني والإقليمي والعالمي. ومن خلال الجهود الموحدة، يضع اليمن نفسه في طليعة التأهب الصحي، مع إظهار قدرته على الصمود وتصميمه في مواجهة تحديات كبيرة.
يعتمد نجاح هذه المبادرة على التزام جميع الأطراف المعنية. كما يُعد التعاون أمراً بالغ الأهمية لمنع انتشار الأمراض عبر الحدود وعلى الصعيد الدولي لتعزيز الأمن الصحي في جميع أنحاء العالم.