عبر الطرق الوعرة، يشق النساء والرجال طريقهم لتطعيم الأطفال باللقاحات المنقذة للحياة.

بإصابة طفل واحد بشلل الأطفال، يصبح جميع الأطفال غير المطعمين عرضة للإصابة بالمرض. في سياقات النزاع والمجتمعات الضعيفة، مثل اليمن، يمكن أن يكون الأطفال أكثر عرضة للخطر بشكل خاص. خلال الفترة من ٢٠٢١ إلى ٢٠٢٣، أبلغ اليمن عن ٢٣٧ حالة من فيروس شلل الأطفال من النمط الثاني—أي فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاح (النمط ٢) وفيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح (النمط ٢).

تقول أم لطفل أصيب بشلل الأطفال عام ٢٠٢١ وأصيب بالشلل: "لم نكن نعرف أنه يتعين علينا اصطحاب أطفالنا إلى المستشفى لتلقيحهم، ولم أكُن على دراية بخطورة هذه الأمراض أو أفكر في احتمال إصابة أي من أطفالي بها".

يوجد طفل من كل أربعة أطفال في اليمن لا يمكنه الحصول على جميع اللقاحات الموصى بها في جدول التحصين الوطني الروتيني. ويُعتبر ١٧٪ من أطفال اليمن أطفالاً بدون تحصين—أي أنهم لم يتلقوا أي جرعة من اللقاح. كما يعد انخفاض معدلات التحصين وتزايد تردد الآباء والأمهات في تلقيح أطفالهم من ضمن العوامل العديدة التي تساهم في تدهور هذا الوضع.

شكل 1: التوزيع الجغرافي لحالات فيروس شلل الأطفال من النمط الثاني المؤكدة في المختبر (2021 – 2023)

إخلاء مسؤولية: لا تعبر الحدود والأسماء المعروضة والتسميات المستخدمة في هذه الخريطة عن أي رأي من جانب منظمة الصحة العالمية بشأن الوضع القانوني لأي بلد أو إقليم أو مدينة أو منطقة أو السلطات التابعة لها، أو بشأن ترسيم حدودها أو التخوم المحيطة لها.

في مطلع يوم ٢٥ فبراير ٢٠٢٤، شرع حوالي 6,700 فريق تطعيم ثابت ومتحرك للوصول إلى ما يقرب من 1.3 مليون طفل دون سن الخامسة باللقاح الفموي الجديد لشلل الأطفال من النوع الثاني. وعملت الفرق بتصميم، انطلاقاً من المرافق الصحية وعبر شوارع 12 محافظة مستهدفة، على تزويد الأطفال بالقطرتين اللازمتين من اللقاح لحمايتهم من المرض المهلك.

جابت فرق التطعيم التي تحمل برادات اللقاحات طرق المدن المستهدفة، وكانت أزقتها المتهالكة علامة على ما يقرب من ١٠ سنوات من النزاع الذي أثر على اليمن. كانت بعض المناطق يسهل الوصول إليها، ولكن البعض الآخر يقتضي القيام برحلات شاقة للوصول إلى الأطفال المعرضين للخطر.

في ضواحي المدن، تعكس مخيمات النازحين المكتظة آثار النزاع الذي طال أمده. وتتكون المساكن من الألواح والسجاد القديم، كما أن الوصول إلى المياه المأمونة والصرف الصحي والنظافة الصحية غير متوفر. العائلات التي تقطن المخيمات كانت تملك في حين منازل تأويها، وأصبح مستقبل أفرادها الآن غير مؤكد.

أثناء التنقل من منزل إلى منزل، تجد فرق التطعيم المتنقلة العديد من الأطفال المحرومين من اللقاح، ولكن في بعض الأحيان يكون التحدي الأكبر هو إقناع الآباء بتطعيم أطفالهم. عادة ما يكون الآباء ومقدمو الرعاية إيجابيين عندما تقترب الفرق منهم. ولكن هناك زيادة في التردد تجاه اللقاحات ورفضها بين العائلات التي تتأثر بالمعلومات المضللة، إلى جانب الأمية الصحية. ترك هذا العديد من الأطفال دون حماية.

لا يوجد علاج لشلل الأطفال، لكن يمكن الوقاية منه بالتطعيم. تركت آثار النزاع وتراجع الظروف الاجتماعية والاقتصادية العديد من الأطفال في اليمن عرضة للإصابة بالمرض.

فقط بفضل الآباء الذين ينتظرون في طوابير طويلة في المرافق الصحية وفرق التطعيم التي تسافر مسافات طويلة لتطعيم الأطفال، لم يعد تفشي شلل الأطفال في اليمن أكثر انتشاراً.

نفذت وزارة الصحة العامة والسكان في اليمن أنشطة التحصين ضد شلل الأطفال كجزء من حملة التحصين الوطنية التي تمولها مبادرة استئصال شلل الأطفال العالمية وبدعم من منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).

وإجمالاً، وصلت الحملة إلى 1.29 مليون طفل معرض للخطر في 12 محافظة. وقامت الفرق بتوصيل لقاح شلل الأطفال إلى أعتاب كل منزل ومأوى ومخيم في المجتمعات الضعيفة لحماية صحة الأطفال ومستقبلهم. أظهرت بيانات الرصد المستقل لما بعد الحملة أن 91٪ من الأطفال المستهدفين تم الوصول إليهم خلال الحملة، حيث تراوحت التغطية حسب المحافظات بين 86٪ و 99٪. وكان رفض الأسر للتطعيم هو السبب الرئيسي لتفويت بعض الأطفال للقاح خلال الحملة.

شكل2: معدل تغطية التحصين في المحافظات المستهدفة للفترة 25 – 28 فبراير 2024إخلاء مسؤولية: لا تعبر الحدود والأسماء المعروضة والتسميات المستخدمة في هذه الخريطة عن أي رأي من جانب منظمة الصحة العالمية بشأن الوضع القانوني لأي بلد أو إقليم أو مدينة أو منطقة أو السلطات التابعة لها، أو بشأن ترسيم حدودها أو التخوم المحيطة لها.

يُعد توفر الجرعات المتعددة من لقاح شلل الأطفال أفضل وسيلة حماية للأطفال، ولا سيما أولئك الذين يعيشون في بيئات هشة ومتأثرة بالنزاعات. ستضع وزارة الصحة العامة والسكان، منظمة الصحة العالمية والشركاء الدروس المستفادة من هذه الحملة عين الاعتبار. وستتكاتف الجهود مع العاملين الصحيين لتقديم جولة أخرى ضرورية من لقاح شلل الأطفال لهذه المجتمعات المحلية نفسها في الأشهر المقبلة.