٢١ فبراير ٢٠٢٤م، عدن، اليمن—تترك النزاعات أسوأ آثارها على الأطفال، الذين يقعون ضحايا لظروف خارجة عن إرادتهم أو قدراتهم. أدى ما يقرب من عقد من النزاع إلى أن يشهد اليمن تفشياً مدمراً للأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، والتي تؤثر بشكل غير متناسب على الأطفال. تشمل العوامل الرئيسية المساهمة في هذا التفشي البنية التحتية والخدمات الصحية المحدودة، وشحة المياه، وتزايد مستويات الحرمان من اللقاحات والتردد في أخذها.
"الأطفال معرضون بشكل خاص للأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات مثل شلل الأطفال والحصبة والسعال الديكي والدفتيريا"، قال الدكتور أرتورو بيسيغان، ممثل منظمة الصحة العالمية ورئيس بعثتها في اليمن، "واحد من كل أربعة أطفال يمنيين لم يتلقَ جميع اللقاحات الموصى بها في جدول التحصين الروتيني الوطني، من بينهم ١٧٪ من الأطفال الذين لم يتلقوا حتى جرعة واحدة من لقاح الخناق والكزاز والسعال الديكي".
إن انخفاض التغطية التحصينية والتردد في تلقي اللقاح يجعل الأطفال عرضة لتفشي الأمراض التي يمكن أن تكون قاتلة رغم إمكانية الوقاية منها بسهولة. كما حالت حملات مكافحة التطعيم واسعة النطاق دون القدرة على السيطرة الفعالة على تفشي الأمراض في العديد من المجتمعات.
في الفترة من عام ٢٠٢١ إلى عام ٢٠٢٣م، أبلغ اليمن عن ٢٣٧ حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال من النمط الثاني – كلاهما من فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاح (النمط ٢) وفيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح (النمط ٢)، حيث إن هذه الفيروسات تظهر في سياقات نقص التحصين المزمن. تم رصد هذه الحالات من ١١٧ مديرية—٩٠٪ من الأطفال المتضررين هم من فئة دون سن الخامسة، ١٠٪ الباقية هي من الأطفال فوق سن الخامسة.
يصنف اليمن بأنه من البلدان التي ستتسبب في استمرار انتشار فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاح (النمط ٢) على نطاق دولي. منذ انتشار الحالات في اليمن، ظهر الفيروس في جيبوتي ومصر والصومال.
الشكل ١. التوزيع الجغرافي لحالات الإصابة بفيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح المؤكد مخبريا (٢٠٢١ – ٢٠٢٣م)
الشكل ٢. حالات الإصابة المؤكدة بفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاح من النمط ٢ في اليمن (٢٠٢١ – ٢٠٢٣م)
في عامي ٢٠٢٢ و٢٠٢٣م، دعمت منظمة الصحة العالمية تنفيذ ٤ حملات تطعيم باستخدام لقاح شلل الأطفال الفموي الثلاثي في ١٢ محافظة في جميع أنحاء اليمن. استهدفت الحملتان الأولى والثانية حوالي ٢,٤ مليون طفل تقل أعمارهم عن ١٠ سنوات. واستهدفت الحملتان الثالثة والرابعة نحو ١,٢ مليون طفل تقل أعمارهم عن ٥ سنوات. وإجمالاً، تم توزيع ٦,٩٢٥,٢٥٥ جرعة من لقاح شلل الأطفال الفموي الثلاثي خلال الحملات الأربع. ومع ذلك، تمت ملاحظة ارتفاع في مستويات التردد في أخذ اللقاح، مما أدى إلى عدم الوصول وتحصين عدد من الأطفال.
"في الفترة من ٢٥ إلى ٢٧ فبراير ٢٠٢٤م، سينضم اليمن إلى بلدان في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا في استخدام لقاح شلل الأطفال الفموي الجديد من النمط ٢"، قال الدكتور بيسيغان، "تخطط وزارة الصحة العامة والسكان ومنظمة الصحة العالمية وشركائهم لحملة تستهدف ١,٢٩٠,٠٠٠ طفل من ١٢٠ مديرية في ١٢ محافظة. تم نشر ما مجموعه ٦,٧٢٧ فريقاً: ٨٤٥ فريقاً في مواقع ثابتة و٥,٨٨٢ فريقاً متنقلاً.
مزيد من المعلومات
موقع منظمة الصحة العالمية في اليمن
جهات الاتصال الإعلامية
الفريق الإعلامي لمنظمة الصحة العالمية في اليمن
البريد الإلكتروني:
حول منظمة الصحة العالمية
منذ عام ١٩٤٨م، تُعد منظمة الصحة العالمية وكالة الأمم المتحدة المتخصصة بتعزيز الصحة حول العالم، حتى يتمكن الجميع في كل مكان من تحقيق أعلى مستوى من الصحة. تقود منظمة الصحة العالمية الجهود العالمية الرامية إلى توسيع نطاق التغطية الصحية الشاملة، وتوجيه وتنسيق الاستجابة للطوارئ الصحية حول العالم، وربط الدول والشركاء والشعوب لتعزيز الصحة والحفاظ على سلامة وخدمة الضعفاء.