يقع مستشفى الشهيد الدفيعة في احد المناطق النائية في منطقة بيحان، ويعد بمثابة منارة حيوية في تقديم الرعاية الصحية. في هذه المناطق المعزولة، يوفر هذا المستشفى إمكانية الحصول على الرعاية الطبية بأسعار في متناول أيدي الجميع، مما يجعله شريان حياة لكثير من الحالات الصحية العاجلة والمستعجلة.
يلعب هذا المستشفى دورًا كبيراً في تسهيل النقل العاجل للمرضى الذين يحتاجون إلى علاج متقدم ومتخصص لضمان حصول جميع المحتاجين على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب.
وفي خضم هذه المهمة الكبيرة، وبتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، برز إنشاء محطة أكسجين كشريان حياة ليس فقط للمستشفى ولكن للمحافظة بأكملها ومناطقها الشرقية. حيث يضمن إنشاء هذه المحطة إمدادًا ثابتًا وموثوقًا للأكسجين لمن هم في أمس الحاجة إلى هذه الخدمة.
يقول محمد توفيق شيخ الفاطمي، مدير قسم الطوارئ في المستشفى: " لقد حلت محطة الأكسجين الجديدة محل الممارسات السابقة المتمثلة في نقل الأكسجين من المناطق المجاورة، مما يوفر حلاً أكثر استدامة لمنطقة بيحان".
من الكفاح إلى الأمل: تجربة الأخضر مع محطة الأكسجين
في قلب قرية الغارقة في مديرية بيحان، يشرح الأخضر صالح أحمد هادي، البالغ من العمر 30 عامًا ويعاني من مرض الربو، المعركة الصعبة التي واجهتها عائلته بسبب مرض الربو. ويقول: "يبدو أن الربو منتشر في عائلتي"، واصفاً ضيق التنفس الشديد الذي يعاني منه عند تعرضه للغبار أو الدخان الناتج عن حرق مادة البخور.
يعاني الأخضر ووالدته من مرض الربو، ويحتاجان إلى إمداد بالأكسجين بين الفينة والأخرى. ولسوء الحظ، لم يكن هذا المورد الأساسي متاحًا في بعض الأحيان بسبب نقص الأكسجين في المنطقة. حيث أدى هذا النقص المتكرر إلى جعل المرضى، مثل الأخضر ووالدته ، يعانون للحصول على الهواء النقي خصيصاُ أثناء نوبات الربو المؤلمة.
ويؤكد الأخضر قائلاً "الربو خصم لا هوادة فيه لعائلتي". ويتابع: "أنا وأمي نحتاج إلى الاكسجين بين الحين والآخر، خاصة خلال الطقس المغبر، ولكن الامدادات لم تكن متوفرة في كثير من الأحيان ".
ولكن مع إنشاء محطة الأكسجين بدأ فصل تحولي في المنطقة، بهدف دعم جميع المرضى كالأخضر. مع وجود هذه المحطة، زاد توافر الأكسجين، مما خفف من المعاناة التي يواجهها كل من المرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية، خاصة في الحالات الحرجة التي يتعرض لها اصحاب الامراض كالربو والسكتات الدماغية.
قال محمد توفيق شيخ الفاطمي مؤكداً: " هذه المحطة خففت الكثير من معاناة مقدمي الرعاية الصحية والمرضى، وخففت الكثير من المخاوف التي كانت تؤرقنا سابقاً. فالأكسجين هو مصدر طبي بالغ الأهمية. "
واختتم الأخضر حديثه قائلاً: " أنا سعيد لأننا سنتمكن أخيراً من العثور على الأكسجين عند الحاجة إليه. أشعر بمزيد من الأمان لنفسي ولعائلتي".
يتجاوز مشروع محطة الأكسجين عن كونه مجرد أداة لتوفير الأكسجين، مما يدل على الإلتزام بإتاحة الهواء النقي للجميع. وقد لمس المجتمع الأثر الإيجابي للمشروع، مؤكداً أنه فاق التوقعات في كافة المناطق التي تمكن من الوصول إليها. لقد برزت أهمية هذه المبادرة لكونها شريان حياة للعائلات الأقل حظاً اللذين هم في أمس الحاجة لهذه الخدمة الأساسية.