معاناة اليمن: الحاجة إلى الأكسجين في ظل الأزمة
بسبب الأزمة التي تمر بها اليمن، تواجه العديد من المرافق الصحية احتياجات عاجلة وضرورية لتوفير الخدمات الصحية الأساسية. ويشمل ذلك نقص الكهرباء والوقود، مما يؤثر على القطاعين العام والخاص ويسبب خللاً في إنتاج الأكسجين، مما يزيد من تفاقم الوضع صعوبةً.
يعتبر الأكسجين الطبي بمثابة علاج منقذ للحياة ويستخدم في كثير من الحالات الطبية، بما في ذلك الأمراض الحادة والمزمنة مثل أمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية وكوفيد-19 والالتهاب الرئوي، اضافة الى المضاعفات الحرجة التي تسببها هذه الأمراض لجميع الفئات العمرية.
والأكسجين هو إمداد أساسي لا غنى عنه في العيادات والمستشفيات في اليمن، وهو ضروري للعمليات الجراحية، ورعاية الأم والطفل، وعلاج الحالات الطبية مثل الربو، والالتهاب الرئوي. عوضاً عن أن الأوبئة المنتشرة أدت بشكل كبير إلى استنزاف إمدادات الأكسجين الطبي المتوفرة في البلاد، وتركت الصراعات المستمرة المستشفيات والعيادات تحول دون الوصول إلى أي إمدادات جديدة.
لذلك، ومع تزايد الطلب على الاكسجين، ما زالت العديد من الدول، بما في ذلك اليمن، لا تستطيع توفير الكمية اللازمة للإمدادات الطبية، حيث يمثل هذا تحديًا كبيرًا.
الدور الحيوي لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية: تطوير الرعاية الصحية في اليمن من خلال مشروع خمس محطات للأكسجين
بفضل التمويل السخي الذي قدمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، نجحت منظمة الصحة العالمية في تنفيذ مشروع مهم وهو تركيب خمس محطات للأكسجين في المستشفيات الكبرى في محافظات أبين ومأرب وحضرموت وشبوة والمهرة في اليمن. حيث غطت هذه المحطات الحاجة الماسة للأكسجين الطبي في مؤسسات الرعاية الصحية في المناطق البعيدة والنائية.
لم يعمل هذا المشروع الإستراتيجي على تقليل نسبة التكاليف فحسب، بل عمل أيضًا على تحصين مرافق الرعاية الصحية، وتحقيق الاستقرار في القدرات التشغيلية، وضمان وجود مصدر مستدام للأكسجين الطبي. ويمتد تأثير هذا المشروع إلى ما هو أبعد من توفير الرعاية الأساسية، ليصل إلى وحدات العناية المركزة، ووحدات الحضانة، ووحدات الطوارئ، وغرف العمليات، ووحدات العلاج الأخرى.
أثر هذا المشروع بشكل إيجابي على حياة 235,943 مستفيدًا، بما في ذلك 85,454 فردًا تلقوا العلاج بالأكسجين، لتفوق هذه المبادرة أهدافها الأساسية، بعملها بشكل أكبر على تحسين الرعاية الصحية بشكل عام والإهتمام برفاهية المستفيدين في هذه المحافظات الخمس.
لكل نفس حياة جديدة: الدكتور محيي الدين يكشف عن الرحلة الفاعلة لمحطة الأكسجين التابعة لمركز الملك سلمان في منطقة تريم
يعمل الدكتور محيي الدين الزبيدي، طبيباً عاماً متخصصاً حاصل على شهادة في الطب العام والجراحة، والملاك الحارس في غرفة الطوارئ بمستشفى تريم في محافظة حضرموت. يومًا بعد يوم، يعتني بلا كلل بالحالات العاجلة والحرجة والغير حرجة منها، ويقدم المساعدة الطبية لكل محتاجيها.
بحديثه عن التجارب السابقة، أكد بأن جائحة كوفيد-19 شكلت تحديًا غير مسبوق للمستشفى والعاملين فيه وهذا الحال كان في معظم المستشفيات ان لم يكن جميعها. حيث أدى غياب المساعدات اللازمة، وخاصة المشاريع المتعلقة بالأكسجين، إلى نقل المرضى لمناطق او مستشفيات أخرى، مما تسبب في معاناة كبيرة للعائلات والمرافقين. وأكد على ضرورة توفير خدمات شاملة في جميع المستشفيات لتخفيف العبء على المرضى وأحبائهم.
يقول الدكتور محيي الدين: "إن لهذا المستشفى تأثيرًا ملحوظًا على المجتمع ." ويضيف: "شهدت منطقة تريم تحسنًا كبيرًا في إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية الضرورية بسبب تركيب محطة أكسجين متطورة في المستشفى. الآن، يمكن للجميع الوصول بسهولة إلى إمدادات الأكسجين التي يحتاجون إليها".
يقدم فريق الدكتور محيي الدين الرعاية لمجموعة متنوعة من الأفراد، بما في ذلك الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع. حيث يقف المستشفى كداعم أساسي لمن هم بحاجة ماسة الى هذه الخدمة مثل كبار السن وحديثي الولادة والرضع الذين يعانون من اضطرابات القلب والرئة أو مشاكل القلب الخلقية. ولكن مع إدخال محطة الأكسجين الى المنطقة، تغيرت حالتهم الصحية ال الأفضل بشكل ملحوظ.
اختتم الدكتور الزبيدي حديثه بتفاؤل قائلاً: " في الماضي، كان المرضى يضطرون إلى السفر لمسافات طويلة والى مناطق بعيدة بحثاً عن الأكسجين، مما يعرضهم لخطر الوفاة أو على الأقل مواجهة مضاعفات صحية إضافية بسبب بعد المسافة ونقص الخدمات. إلا أنه، ومع إنشاء محطة الأكسجين في منطقة تريم، اصبحت الخدمة متوفرة بشكل كبير وتعتبر قوة تحويلية للمنطقة وما حولها ومبادرة تخدم مجتمعاً بأكمله. "