1 كانون الأول/ديسمبر 2024 - ، صنعاء/عدن، اليمن - يُمكن لقربه واحده من الدم أن تكون الفرق بين الحياة والموت، حيث تُعتبر بنوك الدم شيءً أساسي لا غنى عنه وبالأخص أثناء الأزمات الإنسانية. وفي اليمن، يُقدم المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه، بالتعاون مع المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة المركزية وفروعه في المحافظات، خدمات أساسية مُنقذة للحياة.
خلال الثماني سنوات الماضية، أقامت منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي شراكة عبر مشاريع لدعم تسعة مراكز لنقل الدم في اليمن عبر المشتريات وبناء القدرات لدعم هذه الخدمات المُنقذة للحياة. ومنذ العام 2021، تم تقديم هذا الدعم من خلال مشروع رأس المال البشري الطارئ الذي يقدم خدمات الصحة والتغذية الأساسية في اليمن ويُعتبر على نطاق واسع العمود الفقري لقطاع الصحة في البلاد.
وتضمن مراكز نقل الدم الوطنية وجود مخزون ثابت من الدم ومنتجاته في أي وقتً وفي أي مكان تكون هناك حاجة إليه، حيث تتضمن هذه العملية الحفاظ على أنظمة تخزين وإمداد فعّالة للمستشفيات العامة ومقدمي خدمات الطوارئ، مما يتيح التوزيع السريع للمُحتاجين.
وعلى الرغم من الوظائف الحيوية التي يقدمها، فإن المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه في صنعاء يكافح لإدارة وتتبع التبرعات بالدم وفحصها وتوزيعها بسبب اعتماده على الإجراءات الورقية، حيث تستغرق هذه السجلات اليدوية وقتاً طويلاً وتكون عرضة للأخطاء البشرية التي يُمكن أن تتسبب في تأخير كبير أثناء حالات الطوارئ، مما يُعيق توفير الدم المُنقذ للحياة في الوقت المناسب.
ترقية نظام إدارة المعلومات في المركز وتدريب موظفيه على التحول السلس من السجلات اليدوية إلى السجلات الإلكترونية، وربط الفروع في محافظات حجة والحديدة وإب وصعدة. ومن شأن هذا الترقية تبسيط العمليات وتعزيز دقة البيانات وإمكانية الوصول إليها، وفي نهاية المطاف إنقاذ المزيد من الأرواح.
ولمعالجة هذه القضايا، دعمت منظمة الصحة العالمية والبنك الدوليوقال مدير عام المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه الدكتور عدنان الحكيمي أن تطبيق النظام الجديد سيتم على ثلاث مراحل، حيث تقوم المرحلة الأولى بدمج أقسام المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه، والمرحلة الثانية بربط فروع المركز في المحافظات بالمركز الرئيسي، والمرحلة الثالثة بربط بنوك الدم في كافة المستشفيات الحكومية والخاصة عبر نظام موحد.
يتم أخذ عينات الدم من الأفراد لتحديد فصيلة الدم لديهم وفحص الأمراض المُعدية مثل التهاب الكبد كجزء من عملية ضمان سلامة وفعالية الدم.
يتم سحب الدم من المرضى بواسطة أخصائي الرعاية الصحية للفحوصات أو نقل الدم أو التبرع به أو للبحوث في مركز سحب الدم، وعادةً ما يتم ذلك عن طريق وخز الوريد أو وخز الإصبع. ويتم جمع الدم في أكياس مُعقمة، مع مضادات التخثر لمنع التجلط. بعد ذلك يتم فصل الدم إلى خلايا الدم الحمراء والبلازما والصفائح الدموية بإستخدام جهاز الطرد المركزي ثم يتم فحص كل مكون مرةً أخرى.
وفي قسم التخزين، يتم حفظ قرب الدم والبلازما في الثلاجات. ويتم تخزين خلايا الدم الحمراء لمدة تصل إلى 42 يوماً، ويُمكن تجميد البلازما لمدة تصل إلى عام، ويُمكن الإحتفاظ بالصفائح الدموية في درجة حرارة الغرفة لمدة تصل إلى 5 أيام. بعد ذلك، يتم إرسال هذه المكونات إلى المستشفيات والعيادات، مع إعطاء الأولوية للمناطق التي تواجه حالات طوارئ صحية.
وسيتيح النظام الجديد إدارة مخزون الدم وتتبعه إلكترونياً بشكلً فعال، بما في ذلك التبرعات وتواريخ إنتهاء الصلاحية والوحدات المتاحة. كما يقوم النظام بحفظ معلومات المتبرعين والمرضى بشكلً آمن ويوفر مراقبة فورية لمستويات إمدادات الدم، مع إشعارات في حالة انخفاض المخزون. ومن خلال دمج العمليات في نظام واحد، سيتم تبسيط عمليات المركز.
ويُمارس المتدربون مهاراتهم من خلال إدخال معلومات المريض في النظام قبل التبرع وتقييم مدى ملاءمتها ويدربهم المدربون على كيفية إدخال البيانات بشكلً صحيح في النظام.
وقال الدكتور علي عقبات، أحد العاملين في مجال الرعاية الصحية بقسم المناعة الدموية: "سنحصل الآن على قاعدة بيانات شاملة للمتبرعين بالدم والمرضى، وهو ما سيعمل على تبسيط عمليات الأرشفة والتوثيق بشكلً كبير". وأضافت الدكتورة ماريا الصالات، نائبة رئيس مركز سحب الدم: "يعمل النظام الجديد على تسهيل عملية إدخال البيانات والحد من الأخطاء وتقليل الإعتماد على الأرشفة اليدوية، حيث سيعمل هذا النهج على تعزيز جودة وسرعة الآداء".