كان يعاني نظام الصحة الإنجابية من العديد من المشاكل قبل الأزمة الراهنة بسبب الحرب، في ظل نظام صحي على شفا الانهيار، يضل ملايين الناس بحاجة للمساعدات الانسانية. خلال هذا العام، تتعرض 3.75 مليون امرأة وفتاة في سن الإنجاب و600 ألف من الحوامل أو الولادة لخطر الوفاة والمرض. يعمل القطاع الطبي بنحو نصف طاقته، وثلث المرافق الصحية العاملة فقط تقدم خدمات الصحة الإنجابية بسبب نقص الموظفين والإمدادات وعدم القدرة على تلبية تكاليف التشغيل أو تلف المعدات بسبب الصراع. تعد الحاجة إلى استمرار دعم المرافق الصحية في جميع أنحاء البلاد من خلال خدمات الصحة الإنجابية وصحة الأم والمواليد أمرًا في بالغ الأهمية.
تعمل منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان معاً بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة لبناء القدرات التشغيلية للنظم الصحية والخدمات المجتمعية لضمان توفير خدمات الصحة الإنجابية الطارئة للنساء وزيادة فرص الوصول اليها، وخاصة النساء الحوامل والمجتمعات الضعيفة المتأثرة بالنزاع المستمر.
بعد 16 عاماً من الانتظار، اكتشفت ف.ف.س أنها حامل. في حين انها تسكن في قرية نائية على جبل صخري في محافظة حجة حيث لا تتوفر الخدمات الأساسية مثل الخدمات الصحية والمياه ووسائل النقل. يقع أقرب مرفق صحي (مركز أذان الصحي) من بيتها على بعد ساعة ونصف تقريباً على طريق وعرة ذهاباً بالسيارة. وبالرغم من ذلك لم تمنعها مشقة المواصلات من السعي لإجراء فحوصات منتظمة في المركز. عرفت خلال هذه الزيارات بأنها تحمل توأمان. انجبتهما في نفس المركز وأسمتهما اياد ومؤيد. تشعر ف.ف.س وزوجها بالامتنان لرؤية طفليهما بصحة جيدة.
مركز أذان الصحي مدعوم من قبل منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان. يقدم المركز الخدمات لحوالي 73.5 ألف شخص (36.5 ألف ذكور و37 ألف إناث) ولحوالي 16 ألف من النساء في سن الإنجاب.
تحتاج ملايين النساء والفتيات في اليمن إلى مزيد من الدعم
حالياً، هناك ما يقدر بـ 6 ملايين امرأة وفتاة في سن الإنجاب (15 إلى 49 سنة) يحتجن للدعم حسب تقدير صندوق الأمم المتحدة للسكان. وقد أدى ارتفاع معدلات نقص التغذية إلى إصابة أكثر من مليون امرأة حامل ومرضعة بسوء التغذية اللواتي يواجهن خطر إنجاب أطفال يعانون من توقف النمو الحاد. بالإضافة إلى ذلك، فمن المحتمل أن تصاب 144 ألف امرأة بمضاعفات الولادة.
تبلغ خيال من العمر 21 سنة وهي حامل في شهرها التاسع. كانت تستعد للولادة في المنزل على يد قابلة ولكن المضاعفات أثناء الولادة أدت إلى إصابتها بنزيف حاد اضطرها إلى الذهاب إلى مستشفى المخا حيث تم تقديم الرعاية الطبية لها. "بعد إجراء الفحوصات، تم ابلاغي بأن طفلي قد توفي بسبب النزيف. ولولا إسعافي الى المستشفى لكان مصيري هو الوفاة أيضاً" تقول خيال. كانت واقعة وفاة طفلها تجربة مؤلمة، إلا ان عائلة خيال ممتنة لأنها بصحة جيدة.
من خلال دعم دولة الإمارات العربية المتحدة والشراكة بين منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان تم خدمة 103 مرفق صحي في 17 محافظة في جميع أنحاء اليمن. بين أكتوبر وفبراير 2020 فقط، تم توفير الرعاية الصحية الإنجابية المنقذة للحياة لما يقرب من 200 ألف امرأة وفتاة والوصول إلى أكثر من 60 ألف شخص بخدمات تنظيم الأسرة. بالإضافة الى دعم حوالي 74 ألف ولادة آمنة وأكثر من 4 آلاف عملية قيصرية.
هناك حاجة ملحة لزيادة واستمرارية الدعم من أجل ضمان استمرار تقديم خدمات الصحة الإنجابية الطارئة للنساء والفتيات. سوف تضطر خدمات الصحة الإنجابية الحرجة إلى التوقف عن العمل في 103 من المرافق الصحية المدعومة حالياً بحلول أبريل 2020 ما لم يتوفر التمويل لها بشكل عاجل.